أحدث المشاركات
صفحة 9 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة
النتائج 81 إلى 90 من 102

الموضوع: نحت وتعرية

  1. #81
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالرحمن لطفي مشاهدة المشاركة
    هنا نقرأ ولا مجال للكلام

    نصمت ونلعن في زمن لا يفيد اللعن فقد بات البتار هو الناطق الرسمي ..

    أخي القدير ,,

    كنت مبدعا وسار الشعر بين الكلمات يهتز من ثقل القول فقد كان القول ثقيلا ..

    لك المجد
    بارك الله بك أيها الأديب الكريم الحبيب ، وأشكر لك حرفك الزاهر وردك الراقي ، وأشكرك على تقريظك الكريم!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #82
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشار البدوي العاني مشاهدة المشاركة
    بسم الله وما شاء , هي منهج وقاعدة لكل من أحب الكتابة في قصيدة التفعيلة
    أيها الأمير الشاعر , كل يوم تتحفنا بروائعك فجزاك الله كل خير
    لابد من رشف هذه الكلمات مرات كثيرة , وبحول الله لي شرف العودة
    تحياتي وتقديري ومحبتي
    بارك الله بك أيها الحبيب بشار ، ويسعدني أن أرى قبولك للقصيدة التي ما كتبتها إلا لأهداف تخدم الشعر عموما أو هكذا أردت.
    ويسعدني دوما عودتك في أي وقت فأنت نبع خير وبركة!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  3. #83
    الصورة الرمزية د. محمد حسن السمان شاعر وناقد
    تاريخ التسجيل : Aug 2005
    المشاركات : 4,319
    المواضيع : 59
    الردود : 4319
    المعدل اليومي : 0.63

    افتراضي

    الأخ الحبيب الغالي الشاعر العربي الكبير الدكتور سمير العمري
    قصيدة مؤثرة , تكشف السوءات , وتعرّي التزييف , تتصدى لحالة , تجسّد من خلالها معاناة الأمة من رموز زيف تتحكم بمصيرها , وترسم معالم جروحها النازفة , الصور صادقة في كل جزئية , والمشهد واقعي , والرؤية ثاقبة , والخفق الوجداني يتماشى مع مساحات الألم والفجيعة , شاعر كبير بحق .
    تقبل تقديري وإعجابي

    د. محمد حسن السمان

  4. #84
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شماء حسن الوكيل مشاهدة المشاركة
    أنا سعيدة جدا
    لأني قابلت من أول دخولي المنتدى
    موضوع قوي
    وانا سعيدة جدا لأني تلميذة في مدرستكم الرائعة
    شكرا ليك
    بارك الله بك وأهلا ومرحبا بك محل تقدير في أفياء واحة الخير!
    دام دفعك!
    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  5. #85
    الصورة الرمزية الدكتور ضياء الدين الجماس أديب
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    الدولة : المملكة السعودية
    المشاركات : 4,657
    المواضيع : 382
    الردود : 4657
    المعدل اليومي : 1.20

    افتراضي بينهما برزخ لا يبغيان

    أخانا الفاضل الأديب الشاعر سمير العمري
    ،بعد قراءة نصك ومتابعة الردود الأدبية الهائلة الموفقة ، تفتق لي معنى جديد للآية الكريمة : " مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان".
    لقد قضيت أكثر من ثلثي عمري أعيشها في بحار العلوم المتنوعة بعيداً حتى عن سواقي الأدب. وفجأة أدخل في عالم من بحار الأدب المتنوعة.
    فعرفت معنى جديداً لاسم الله تعالى "الجامع المانع" ومعنى جديداً للآية المذكورة.
    ولا يمكن الجمع بين المتناقضات المتأصلة إلا بوجود قاسم مشترك بينهما.
    أصلهما ... الجامع المانع...
    وعليك الباقي
    بورك القلم والمداد

    واتقوا الله ويعلمكم الله

  6. #86
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة

    ردا على استفسار حول بعض معطيات القصيدة الشارحة لمضمونها ، وجدت بي رغبة -وبعيدا عن قوالب القراءات النقدية التي لا أدعي امتلاك أدواتها- بأن نعيد قراءتها معا بكيفية تساعدنا على استلام النص بمحمول الرسالة التي أرادها الكاتب واضحة مكتملة الخيوط، ولعل خير إطار نضعه منطلقا للقراءة هو قصة شعرية براو وبطل، ولنتذكر ابتداء أن ليس لدينا "العمري" هنا، بل شاعر أصاليّ هو الراوي يحدثنا عن بطل النص واصفا طقوس استعداده لكتابة قصيدة ..
    تَمَدَّدَ فِي مِقْعَدٍ مُخْمَلِيٍّ بِصَحْنِ الحَدِيقَةِ ذَاتَ قَصِيدَةْ
    يَفُضُّ بَكَارَةَ يَومٍ جَدِيدٍ بِفِنْجَانِ قَهْوَةْ
    وَيَسْتَرْجِعُ الذِّكْرَيَاتِ الجَمِيلَةَ مِنْ لَيْلِ أَمْسِ
    بُطُولاتَ جِنْسِ
    وَنَشْوَةَ كَأْسِ
    وَرَقْصَةَ أُنْسِ
    وَمَيْسِرَ شَهْوَةْ
    تَبَسَّمَ فَخْرًا وَأَبْدَى زُنُودَهْ
    وَمَدَّ عُيُونَ التَّجَلِّي الوَئِيدَةْ
    يُقَلِّبُ فِي صَفَحَاتِ الجَرِيدَةْ

    مشهد موجز اختصر وصفا لطقوس استعراضية يمارسها الشاعر الحداثي استعدادا لمباشرة الكتابة تم توظيفها بمهارة اعتبارا من الخطوة الأولى في النص لبيان الموقف الاستنكاري والتدليل على الرفض لا التبني


    ويتخذ الشاعر الراوي من تقليب الشاعر بطل القصة لصفحات الجريدة منطلقا للتوسع في تصوير مسرح الحدث، فيبدأ باستعراض إخباري لحال الأمة يحكي الواقع بوعي ودقة ودون طعن في قيمة ولا معتقد
    سُقُوطُ مِئَاتٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ بِقَصْفٍ عَنِيفٍ عَلَى رِيفِ درْعَا
    وَإِطْلاقُ نَارٍ كَثِيفٍ عَلَى الأَبْرِيَاءِ بِرِيفِ دِمَشْقَ
    وَحَرْقُ مَنَازِلَ فِي البُوكَمَالِ
    وَبَشَّارُ يُلْقِي خِطَابًا مُهِمًّا عَنِ الأَزْمَةِ الرَّاهِنَةْ
    وَكُوفِي عَنَانُ يُطَبِّقُ خِطَّتَهُ لِلسَّلامِ
    دِمَاءٌ تَسِيلُ عَلَى خَدِّ دِجْلَةْ
    وَكَشْفُ مُحَاوَلَةٍ لِاغْتِيَالِ وَزِيرِ الدِّفَاعِ
    فِلِسْطِينُ تَطْلُبُ إِعْلانَ دَوْلَةْ
    وَغَزَّةُ تُقْصَفُ بِالطَّائِرَاتِ
    وَبَارَاكُ يَرْفَعُ سَقْفَ التَّحَدِّي
    وَيُعْلِنُ عَنْ دَعْمِهِ لِليَهُودِ بِلا أَيِّ حَدِّ
    نُمُوُّ اقْتِصَادِ البِلادِ الغَنِيَّةِ وَالصِّينُ تُتْقِنُ صُنْعَ السِّلاحِ
    وَإِيرَانُ تُنْتِجُ مَاءً ثَقِيلا وَتَصْنَعُ صَارُوخَ قَادِرْ
    وَمِصْرُ تُؤَكِّدُ غَلْقَ المَعَابِرْ
    سُمُوُّ أَمِيرِ دُبَيِّ اشْتَرَى فَرَسًا بِثَمَانِينَ مِلْيُونَ دِرْهَمْ
    وَبَعْضُ المَنَاطِقِ تَشْكُو المَجَاعَةْ

    جفاف في الروح وقسوة في المفردة، تطرح الصورة بلاشاعرية ودون معان جمالية سوى تلك المتعلقة باللغة، والتي تجلت بمهارة استثنائية في تراكيب سريعة، وتعابير خاطفة، أوجزت المشهد السياسي، وصبّت محتويات نشرة الأخبار كاملة في بضعة سطور، بجمل متعددة المحمول، كثيفة الصور، ذكية التعبير.

    وبذكاء يوظف انتقاله لصفحات نشرة الأخبار الرياضية والفنية في تعرية اهتمامات شاعره بطل القصة، وبيان عدم اكتراثه في الواقع بحال الأمة وما تعاني من مصائب لم تحرك فيه أكثر من
    تَثَاءَبَ كَالقِطِّ حِينَ اخْتِيَالٍ
    ثم
    تَرَاخَى قَلِيلا وَعَادَ يُقَلِّبُ عَمَّا يُرِيدُهْ

    وتتوالى تفاصيل النشرة بذات الأسلوب السريع الخاطف
    خَسَارَةُ مِصْرَ أَمَامَ سِرَلْيُونَ فِي التَّصْفِيَاتِ
    وِسَامُ التَّمَيُّزِ يُمْنَحُ فَخْرًا لِنَجْوَى فُؤَادْ
    وَشَعْبَانُ عَبْدُ الرَّحِيمِ يُحَدِّثُ عَنْ رَأْيِهِ فِي السِّيَاسَةْ
    وَهَيفَاءُ وَهْبِي سَفِيرَتُنَا لِلنَّوَايَا الحَمِيدَةْ
    وَفِي صَفْحَةِ الفَنِّ رُكْنُ قَصِيٌّ حَوَى بَعْضَ نَصِّ الحُرُوفِ البَلِيدَةْ
    وَكَانَتْ وَحِيدَةْ
    فَزَادَ اخْتِيَالا بِتِلْكَ القَصِيدَةْ
    وَقَرَّرَ أَنْ يَسْتَرِيحَ قَلِيلا
    وَلَكِنْ يَرَى صُورَتَينِ لِهَيفَاءَ وَهْبِي
    تُحَدِّقُ فِيهِ بِعَينِ دَلالٍ وَقُرْبِ
    فَيَحْلُمُ فِيهَا بِلَهْفَةِ قَلْبِ
    وَيَنْزِلُ مِنْ بُرْجِهِ العَاجِيِّ حِينَ احْتِدَامٍ

    حين احتدام ، وأي احتدام ذلك الذي تحدثه عينا هيفاء وهبي بنظرات دلالها وما تبثان من ألوان الإغراء بعد أن لم تحرك فيه الويلات غير تثاؤبٍ فتراخ فعودة لتقليب صفحات الجريدة.
    وَيُمْسِكُ بِالقَلَمِ المُخْمَلِيِّ المُذَهَّبْ
    وَيَكْتُبْ:

    ويصمت الراوي بعد "يَكْتُبْ" هذه لنصغي لما يقول بطل المشهد بقلمه الحداثي وحسه الدعيّ الثورة تأثرا بحال الأمة التي تقدم وصفها وما قرأ في الصحيفة من أخبار سياسية ورياضية وفنية
    تَبَرَّأْتُ مِنْكُمْ
    تَبَرَّأْتُ مِنْ هَرْطَقَاتِ العَجَائِزْ
    وَلَطْمِ الجَنَائِزْ
    وَمَا لا يَجُوزُ وَمَا هُوَ جَائِزْ
    تَبَرَّأْتُ مِنْ سَفْسَفَاتِ الفَضِيلَةْ
    وَمَزَّقْتُ عَنِّي ثِيَابَ القَبِيلَةْ
    تَحَرَّرْتُ مِنْكُمْ وَمِنْ نَهْجِكُمْ فِي اغْتِيَالِ الخَيَالِ
    وَمِنْ سَيفِكُمْ فِي مَعَانِي النِّضَالِ
    وَمِنْ قَيْدِكُمْ فِي ارْتِشَافِ الجَمَالِ

    هي إذا براءة من الموروث والعريق والفضائلي والمنتمي والنضالي
    فبماذا سيؤمن إذا؟

    وَآمَنْتُ بِالعِشْقِ يَمْلأُ كَأْسِي بِخَمْرِ الحَقَائِقْ
    بِحُرِّيَتِي بَينَ زَهْرِ الحَدَائِقْ
    بِلا أَيِّ عَائِقْ
    بِعشْتَارَ تَحْمِلُ فِي رَاحَتَيهَا الزَّنَابِقْ
    بِفِينُوسَ حِينَ تَشِي لِلخُلُودِ بَأَسْرَارِ عَاشِقْ

    وهو الخمر سواء كان خمر حقائق أو أوهام، والأسطورة الكافرة والآلهة المزعومة، والانفلات من كل ما يحد انطلاقه في مدى رغباته
    وبتصوير جميل ورموز مستقاة من كل ما يوحي للمتلقي وهما باستناده لمردود ثقافي كبير
    ولكن ...
    هل من دليل في هذا النص للشاعر الحداثي يثبت زعمنا؟
    أَلَيْسَ أَتَانَا رَبِيعُ الشُّعُوبِ؟
    وَبُشْرَى القُلُوبِ؟
    بِحِلْمِ التَّحَرُّرِ مِلْحَ التَّحَرِّي
    فَرَاشَةُ أُحْجِيَةٍ فِي طُقُوسِ التَّعَرِّي
    وَتَبْكِي الحَمَائِمُ فَوْقَ غُصُونِ التَّشَكِّي
    وَنَحْنُ كَذَلِكَ نَبْكِي

    هكذا يقرأ هذا البطل المغوار مشهدا سياسيا مزلزلا وتغييرا عنيفا تعيشه الأمة بثورات تعصف بأنظمة وتنشئ أخرى، وسقوط حكومات وارتقاء شهداء ، وهذا ما يخلص إليه منه.

    وَمَا زَالَتِ القُدْسُ أُنْثَى تُعَاقِرُ كُفَّارَ مُوسَى
    وَتَجْرِي الدُّمُوعَ عَلَى كُلِّ صَدْرِ
    وَثَورُ الحِصَارِ يُرَاوِدُ غَزَّةَ عَنْ نَفْسِهَا
    وَالصَّوَارِيخُ تُغْرِي
    وَلَيثُ الحَظِيرَةِ يَدْرِي
    وَشَامُ العُرُوبَةِ تَزْنِي بِأَسْيَافِ شَيخِ القَبِيلَةْ
    وَتَمْضُغُ قَاتَ الأَكُفِّ الدَّخِيلَةْ
    وَجَيشٌ ظَلامِيْ
    وَجَيْشٌ نِظَامِيْ
    وَمَا مِنْ وَسِيلَةْ

    وهكذا يصف قدسنا الغصيبة المؤجِّجة مشاعر الغضب في أسرها ، المفجرة براكين الثورة بصبرها والمطلقة حمم الجحيم على العداة بطهرها
    وهكذا يصف غزة الحرّة الصابرة المثابرة، والشآم البهية الأبية الثائرة
    انثى تعاقر كفرة، مراودة عن النفس، وقوادة، وزنى، وانحرافات، ومجون، وجنون.

    وبسرعة انقضاض قط على وجبته الشهية ، ينقض على الصورة التي رسم، ليتخذها ذريعة فيعود معلنا براءته من الأمة ومقدسها ومعتقداتها، ومؤكدا اعتناقه لرغباته ولذاته عقيدة وهدفا
    مَلَلْتُ الدِّمَاءَ مَلَلْتُ الكَيَاسَةْ
    وَمِنْ نَهْرِ حَقِّي وَعُهْرِ السِّيَاسَةْ
    وَمِنْ كُلِّ قَهْرٍ بِقَيدِ القَدَاسَةْ
    أُرِيدُ حَيَاةَ الهَوَى وَالغَزَلْ
    أُرِيدُ الأَمَلْ
    فَأَيُّ نُبَاحٍ يَرُوعُ القَطِيعَ
    وَكُلُّ ثُغَاءٍ يُحِبُّ النَّجِيعَ
    يُرِيدُ الإِنَاءَ وَيَخْشَى النِّدَاءَ وَيَأْبَى العَمَلْ
    دَعُونِي فَإِنِّي كَفَرْتُ بِكُلِّ وَصِيَّةْ
    فَعِيشُوا عَلَى ذِكْرَيَاتِ الجِرَاحِ الشَّجِيَّةْ
    اوَبِالأُمْنِيَاتِ اعْجِنُوا الوَهْمَ لِلبُسَطَاءِ رَغِيفَ القَضِيَّةْ
    هَتَافًا وَلا شَبَقًا فِي الرَّصَاصَةِ لِلبُنْدُقِيَّةْ
    فَنَهْدُ القَضِيَّةِ بَاتَ شَهِيًّا كَرُمَّانَتَينِ عَلَى صَحْنِ مَرْمَرْ
    وَأَمْسَى الزَّعِيمُ النِّضَالِيُّ قَيْصَرْ
    وَفِي مُجْرَيَاتِ السِيَاسَةِ عَبْقَرْ
    وَرَمْزًا ... وَأَكْثَرْ
    سَتَمْضِي الصُّقُورُ وَنَبْقَى هُنَا فِي التُّخُومِ الأَبِيَّةْ
    عَصَافِيرَ سِلْمٍ تُزَقْزِقُ بِاسْمِ الهُوِيَّةْ
    وَتَحْيَا القَضِيَّةْ


    ولكن ذلك لا يبدو له كافيا، فلا بد من تعدٍ على المقدس أكثر، ولا بد من دغدغات لمعاني الانفلات أكثر، ولا بد من عودة لتأكيد انسلاخه عن أمته وازدرائه لمعتقدها وموروثها وغرقه في مجون اللذات أكثر، ليقدم للمنابر المتورطة في مشاريع التضييع قصيدة حداثية تحتفي بها ..

    فَيَا مَنْ تَعِيشُونَ عَيْشَ الهَبَاءْ
    وَتَدْعُونَ مَنْ لا يُجِيبُ الدُّعَاءْ
    وَهَذَا التَّخَلُّفُ فِيكُمْ دَلِيلٌ عَلَيكُمْ
    فَلا الحُبُّ يُزْهِرُ فِي طِينِ جَهْلٍ
    وَلا مِنْجَلُ الصَّمْت ِيَحْصِدُ عُشْبَ الكَلامِ
    دَعُونِي وَشَأْنِي
    أَنَا السِّنْدِبَادُ أُسَافِرُ فِي الأَزْمِنَةْ
    وَفِي شَهْوَةِ الرِّيحِ لِلمُسْتَحِيلِ
    أُعَمِّدُ حَرْفِي بِمَاءِ القَصِيدَةْ
    لِتَطْهُرَ مِنْ رِجْسِ تِلْكَ المَعَانِي التَّلِيدَةْ
    وَأَحْصِدُ عُنْقُودَ مَجْدِي جَنِيًّا
    وَأَغْفُو عَلَى أُغْنِيَاتِ السَّلامِ
    وَطَاوُوسِ أُنْثَى يُدَاعِبُ صَدْرِي بِأَشْهَى القُبَلْ


    لقد اجتمعت هنا في قصيدة الشاعر-بطل القصة- والتي أعاد علينا فيها بلغته نشرة الأخبار ذاتها، معظم مكونات قواميس النص الحداثيّ من مفردات الكفر والسوداوية والقتامة والغرائز والأسطورة والموت، فلنستعد إذا في ومضة من الذاكرة نشرة الأخبار التي قدم بها الشاعر الراوية للنص، ولنقارن بينهما بتجرد وإنصاف...
    هما خطابان، انطلقا من ذات الواقع المرّ، يصفان الصورة الأليمة لما تعيش الأمة، لكننا نقرأها أي الصورة بحرف شاعر الأصالة، قولا مباشرا كزخات رصاص، جافا يليق بنشرة أخبار، متين اللغة ودقيقا موجزا معبرا، تتهافت على الخاطر بقراءته الصور المرتبطة به منعكسة عن صدق الوصف، بما يؤكد على أن الواقع المرّ قابل لصبّه في قوالب شعرية لا تتعدى حدود احترام الحق والخير والجمال، بينما هي بحرف شاعر الحداثة مختلفة اللون موشحة بالرذيلة تعتمد الإسهاب والتمويه والإغراق بالترميز للاحتيال على المشهد بغية تدنيس ملامحه، متسللة عبر كل فكرة لفتح منافذ للفجور والانفلات...

    وبينما كانت المقدمة استعراضا لحال الأمة بعد تقديم قصير لحال الشاعر، يضعان القارئ في صيغة تصور لإطار سينطلق فيه نص حداثي يكشف الفجوة الفكرية والأدائية بين شاعرين، تأتي الخاتمة لتذكرنا أن ما سمعناه في النص الحداثي لم يكن أكثر من نفثة حرف ماجن أطلقه احتدام تأتى عن افتتان بصورتين يتأملهما بطل قصة في نص لشاعر أصاليّ، فيصوره في سطوره الأخيرة
    يَعُودُ لِيَنْظُرَ فِي الصُّورَتَينِ
    وَيَفْتِلُ فِي شَارِبَيْهِ بِتِيهٍ
    وَيَرْشُفُ فِنْجَانَ قَهْوَتِهِ بِانْتِشَاءٍ
    يُلَمْلِمُ أَوْرَاقَ تِلْكَ القَصِيدَةْ
    وَيُغْوِي لُفَافَةَ تَبْغٍ جَدِيدَةْ
    وَيَطْوِي الجَرِيدَةْ


    في القصيدة إذا مخاطب واحد هو الـ متلقي أو الأمة، ومتحدثان بشخصيتين مختلفتين في نص تخلل نصا، فأظهر التباين بينهما في كل شيء ابتداء من اللغة وآليات استخدامها ومرورا برؤية الحدث والتفاعل معه وانتهاء بما يريد كل من تقديم قصيدته
    فهل نجح العمري في توصيل الرسالة التي أراد؟
    وهل وفّق في ما قال على لسان شاعريه بتعرية الفهم القائم للحداثة والمتمثل بالتعرض لكل ما هو مقدس وجميل
    لم يكن الخطاب فرديا فحسب، ولم تقتصر قضيتته على فكرة انتقاد الشاعر الحداثي المتسربل بعباءة المناضل بل حمل رسالة جماعية الطرح موجهة للأمةالمنشغلة بترهات المستورد على اختلاف مسماه وأيا ما كان محتوته وترحيبها بأقطابه وتنصيبهم نجوما ورموزا في المشهد الشعري بل والمشهد الثقافي العربي ككل.
    وقد هيأنا للقادم قبل عبورنا عتبة النص بعنوان ملفت يستحق وقفة طويلة عنده لتدارسه واستقراء ابعاده و دوره المهم في شرح القصيدة ومقصودها من حيث النحت الذي أعمله بتمكن في مسيرة الحداثيين بألفاظهم ولغتهم وصورهم، وفي نحت الصنم الثقافي المقدس في هذه المرحلة في ذهن الأمة بكل ما فيه من كفر وعهر ، وكذلك التعرية من باب تعرية أمثال هؤلاء المثقفين وتعرية لغتهم ومرتكزاتهم، ثم تعرية واقع الأمة السلبي العاجز الذي يسمح لأمثالهم أن يكونوا الوجه الثقافي لها والذي يتجاهل الأدباء والشعراء الحقيقيين والمثقفين الصادقين ويسمح للإعلام رغم انكشاف توجهاته بتوجيه دفة مركبه الثقافي.
    لسنا هنا في حرم قصيدة عادية نصفق لتفوقها الذي اعتدناه في شعر العمري صورة وتركيبا وتوظيفا للقول قائم على قواعد من تمكن في فقه اللغة وقدرة على تطويعها، ولا نقرأ رسالة عادية يحملها نص بدرجة ما من المهارة تختلف باختلاف صاحب الحرف، ولكننا على خط النار بين أصيل محيّد، راسخ، ممتد الجذور في تاريخ الأمة، متشابك مع كل عناصر تركيبها الحضاري والقيمي، وبين مستورد، دخيل، لاصلة لحرفه ولا لمحموله بالأمة وموروثها وقضاياها، ترتفع لأجله المنابر ويتبنى شطحاته الإعلام الذي ثبت تورطه في كل مشاريع النخر في بناء الأمة الفكري والثقافي والحضاري

    وهذا يستدعي حوارا واعيا متأنيا تتعاون فيه الأقلام النقدية والشعرية والفكرية لمناقشة موضوع القصيدة التي مارست دور عناصر الطبيعة على سطح الأرض، في نحت وتعرية سطح المشهد الثقافي باشتغالها على واقع الأمة من جهة وواقع أولئك الحداثيين المحتلين للمشهد الثقافي والأدبي العربي من جهة أخرى ، كاشفة وجهه الشائه بما طغى عليه من هجين مرفوض قطع الصلة بين الشعراء والمبدعين وبين مجتمعاتهم وحولهم لكائنات مختلفة تسكن أبراجا عاجية اطل منها على المتلقين ضمن ظروف مهرجانية يلقون عليهم فيها ما لا ينقشع ضباب التهوييم عنه، ولا يتصل بواقعهم ولا يعنى بآمالهم وطموحاتهم.
    هنا المكان الأصح لتطبيق مقولة "الصمت في حرم الجمال جمال" وأقول أيضا: الصمت هنا أبلغ!

    قراءة لا أكمل ولا أجمل ولا أشمل فلك الشكر بحجم مجرة ألقك!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  7. #87
    الصورة الرمزية د. سمير العمري المؤسس
    مدير عام الملتقى
    رئيس رابطة الواحة الثقافية

    تاريخ التسجيل : Nov 2002
    الدولة : هنا بينكم
    العمر : 59
    المشاركات : 41,182
    المواضيع : 1126
    الردود : 41182
    المعدل اليومي : 5.26

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هاشم الناشري مشاهدة المشاركة
    سُقُوطُ مِئَاتٍ مِنَ الشُّهَدَاءِ بِقَصْفٍ عَنِيفٍ عَلَى رِيفِ درْعَا
    وَإِطْلاقُ نَارٍ كَثِيفٍ عَلَى الأَبْرِيَاءِ بِرِيفِ دِمَشْقَ
    وَحَرْقُ مَنَازِلَ فِي البُوكَمَالِ
    ........


    كل هذه المآسي لم تحرك فيه ذرة من النخوة
    لأنه ليس معنيًا بمكارم الأخلاق وشيم الرجال
    وأحاسيس البشر.


    تَثَاءَبَ كَالقِطِّ حِينَ اخْتِيَالٍ
    تَرَاخَى قَلِيلا وَعَادَ يُقَلِّبُ عَمَّا يُرِيدُهْ


    يقلب عما يريدة .. توجز لنا شخصيته بعد أنْ
    هوى في مكان سحيق!

    نسأل الله تعالى أن يزيدك علمًا وإبداعًا وأن
    ينفع بأدبك البلاد والعباد.

    محبتي وتقديري.
    بارك الله بك أيها الحبيب الأريب الأديب ، ودامت تجلياتك الغالية على قلبي بما تحمل من ألمعية وألق وعمق تدبر.

    قراءة أسعدتني وأنصفت فلك الشكر أزجي!

    دام دفعك!

    ودمت بخير وعافية!

    تقديري

  8. #88
    الصورة الرمزية عدنان الشبول شاعر
    تاريخ التسجيل : Jun 2013
    المشاركات : 5,981
    المواضيع : 225
    الردود : 5981
    المعدل اليومي : 1.51

    افتراضي

    أكتفي أن أقول أن هذا نص شعري عمري من طراز راقي ، صاغ في ثناياه واقعا حقيقيا مأسوف عليه ، واقع عربي مُخجِل .

    جاءت القصيدة باسلوب الشاعر المثقف العارف لما يدور في الساحة العربية ، فكأنني أرى طبيبا يشرّح جسد الأمة الضعيفة ويبين أمراضها وسيأتي بقصيدة بها أسرار العلاج والشفاء فيما بعد!


    يعجبني من الناحية الفنية وتحديدا الموسيقية في هذه القصيدة التي جاءت على شعر التفعيلة ، يعجبني شلال النغم والموسيقى والقوافي التي لاتصيب القارئ بالملل أبدا ، ولست ناقدا ولا متخصصا به ولكن هذه الناحية برأيي مهمة لجعل شعر التفعيلة مرغوبا ومحبوبا ، وإن اختلف معي بعض الأحبة في هذا الأمر ! طبعا تكرار القوافي جاء جميلا غير متكلفّ يدل على قدرة شعرية ولغوية فريدة ، لا تستعصي عليها وصف ما في الجريدة وما في خارج الجريدة، فجاءت القصيدة خريدة ورائعة .
    وأراني أعشق شعر أمير واحتنا في هذا النوع ، لما فيه ما فيه من سلاسة الكلام وبساطته مع قوة في المعنى وإشارات واضحة بعضها جاء تلميحا وبعضها جاء تصريحا ، فكانت القصيدة .


    نحن هنا نتعلم منكم أستاذنا وأمير واحتنا الجميلة



    دمتم بخير

  9. #89
    الصورة الرمزية الطنطاوي الحسيني شاعر
    في رحمة الله

    تاريخ التسجيل : Jun 2007
    المشاركات : 10,902
    المواضيع : 538
    الردود : 10902
    المعدل اليومي : 1.77

    افتراضي

    قصيدة مائزة ببصمة جديدة رائعة
    حلة قشيبة و ترفيل وانزياح رائع
    فعلا هم هكذا من يريد السفوح و اخرته هي دنياه
    ينظر في الجريدة لتكون القصيدة و ليته ينظر في احسنها

    رائع واسف لعدم انتباهي
    دمت لنا اديبا ورائدا و معلما د سمير العمري الاديب الشاعر الانسان

  10. #90
    الصورة الرمزية خالد الحمد شاعر
    تاريخ التسجيل : Sep 2005
    الدولة : حيث يخفق القلب
    المشاركات : 1,596
    المواضيع : 52
    الردود : 1596
    المعدل اليومي : 0.24

    افتراضي

    نص مفصّل يحكي حالنا

    ربما لأول مرة أقرأ شعرا تفعيليا للدكتور سمير

    دائما يكتب لتنتفّس

    دمت ألِقا
    khaled_alhamd1@


صفحة 9 من 11 الأولىالأولى 1234567891011 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. قراءة في قصيدة العمري: نحت وتعرية
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 10-12-2012, 05:24 PM
  2. قصيدة ( نحت وتعرية ) علامات على الطريق
    بواسطة بهجت عبدالغني في المنتدى قِسْمُ النَّقْدِ والتَّرجَمةِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 03-10-2012, 02:55 PM
  3. نحت وتعرية
    بواسطة د. سمير العمري في المنتدى دِيوَانُ الشِّعْرِ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 17-09-2012, 11:43 PM
  4. نحت في نحت
    بواسطة محمود سلامة الهايشة في المنتدى الاسْترَاحَةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 06-05-2010, 12:53 PM
  5. "تفشى النثر في الصلوات"نحت شعري مع محمود درويش
    بواسطة مازن نجار في المنتدى النَّقْدُ الأَدَبِي وَالدِّرَاسَاتُ النَّقْدِيَّةُ
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 18-11-2006, 05:37 PM