ذات الصوت الشجي يقترب ويبتعد فيه رسائل وصلت قلبي واكتوى من نارها لما استقرت كي تتناثر بقاي الصبر في أركانه , ندت عنه صيحة حزن لو سمعتها لكسرت تلك القسوة التي لطالما تلظيت منها ومن الجفاء , تسمعني الآن اعتذارات وتطلب أن أقبل , وليتك رأيت قلبي يبكي حرقة البعد , يشكو أحلامه الضائعة على ناصية الآماني , لو أنك رأيت الشماتة تطل من عيون كانت تنتظر بعدك عني , كانت تترقب بفضول ظلك يرحل مع حافلة المساء , ذاك المساء الذي وراني وغطى أحزاني بسواده وستر بصمته بكائي , لو أنك عرفت أي قلب أحبك لووددت أن يظل الرباط المقدس بيننا حتى يرث الله الأرض وماعليها , لا يتقن قلبي إلا اللغة التي قلت يوما أنها ترجمة ما في نفسك من شجون ومن أشواق هفهفت وطارت تناشد عندي بعضا من السكون لا أعرف إلا هذا , فاشلة في القسوة والجفاء , لا أفهم إلا ترنيمة عصفورة قد أُخذت على حين غرة ,كسرت جناحاها ما عادت تقوى على الطيران , رجوتك حينها أن تعدني بالعودة , التفت إلي والحزن يجلل نظراتك قرأت الوداع فيهما قلت لي أعدك بأن أعود لكنك لم تفعل , الآن تعتذر وقد قتلني بعدك وسمم بتلات الورد بداخلي , اغتال أحلامي وحطم طموحي , وهل تراني أستسلم : سأطوي أحزاني وسأجدد حياتي بالأمل وأداوي جراحي وأسأل الله العوض والعون فهو سبحانه أرحم الراحمين , لكنني أقول لك : طلاقي كان انطلاقي من شرنقة وهم ظننته يوما حلما ورديا ولن يطول بقائي في أرض الألم سأهاجر مثل يمامة مجروحة أبحث عن أرض خير أخرى , أرض معطاء , تقدر نبضات امرأة حنونة وطيبة ولن أسمح لنفسي أن تراني منهزمة منكسرة , لا ذل إلا لله ولا خضوع إلا له .ولكن سأحيا بقلب نقي من الأحقاد والحسد طليق في سماء الصفاء والحب والخير....