أشعر و كأنكِ دخلتِ بغيرِ استئذانٍ متسللةً عبرَ سراديبِ النفْسِ التوّاقة للشمسِ ,
و دلفْتِ من نافذة الروح , النائمةِ من خَدَرِ المشاعرِ الخداعة ,
و أراكِ تدخلين قاعةَ استقبالِ رؤساء الأحاسيس الجيّاشةِ ,
يتراكضُ الخَدَمُ من خلايا و نبضٍ ودمٍ ونَفَسٍ , لاستقبالك , تتقدّمهمُ اللهفةُ , ويَعُجُّ المكانُ بالحركة ,
تُفرَشُ لك الأرض بأزهار الانتعاشِ , و تُهيَّأُ أرائكِ السعادةِ لتجلسي عليها ,
و يُسكَبُ لك شرابُ الوصالِ في كؤوسِ الدلالِ ,
تقدِّمها يد الرِّعشةِ من شفةِ الابتهال ,
ويبدأ موكب الاستقبال ,
فتعزفُ جوقةُ الحشا نشيدَ الشّوق , و تبدأ ذرّاتي بالرقصِ على إيقاعِ النبضِ ,
و أنتِ في صدارةِ الحفلِ على عرشِ فرحي , بابتسامتك المنسابة كما نسائم الأصائِلِ في يومٍ ربيعي ,
يرتادُني ألفُ نشوةٍ , و ألف بوحٍ , و ألف ألف حرفٍ فَرِحٍ حُفِرَ على جدار الصدر ,
تتربعين على عرش حبوري , بنظرة عينيك التي تدفع رغبتي للمثول بين يديك ,
و حركة شفتيك التي تزلزل الكيان فأنهارُ في أنهارِ روحك الشفيفة الرقراقة ,
تغسلني بماء الجنون , و تغمرني بأشعة الانبهار ,
ترفعني مشاعري على أكُفِّها و تطير بي نحو حِضْنِ رقتكِ و دماثةِ قلبِكِ و حنانِك ,
فأغمِضُ عينيَّ حتى لا أستفيقَ من هذا الحلم .