أحدث المشاركات
صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 21

الموضوع: موعدٌ في الجامعة!

  1. #1
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي موعدٌ في الجامعة!

    موعد في الجامعة!



    أمضى رفيق خمس عشرة دقيقة، وهو يصفف شعره الملبد" بالجل"، مستعملا المشط تارة وأصابعه تارة أخرى.. ثم انطلق في عجلة من أمره يرتدي قميصه.. وبنطاله.. وجواربه وحذاءه . ولم ينس أن يضع إسورة المطاط السوداء في يده اليمنى، بعد أن وضع ساعته الثمينة في يده اليسرى تماما.. نظر مرة أخرى إلى نفسه في المرآة..فتخيلها أمامه فأحس الرضا و الحبور، فابتسمت وابتسم لها..وهم بان يحادثها.. لولا صوت أمه، الذي انتهره من غفلته مذكرا بموعد الحافلة.. فانطلق حاملا دفتره وكتابه.. قاصدا باب الشقة ففتحه ثم رده خلفه بعنف..
    نزل الدرج منقِّلا قدميه على حواف الدرج بخفة ونشاط.. حتى إذا احتواه الشارع. مضى إلى حيث موقف الحافلات. فلبث غير بعيد.. جاءت الحافلة فصعد إليها وسار الهوينى في ممشى الحافلة، يتخطى المقاعد التي بدا كل منها فارغا، إلا من شخص أو دون ذلك. ،وجلس في مقعد تاركا خلفه ثلاثة مقاعد، مبتعدا عن الكرسي الخلفي الطويل. مضت الحافلة في خط سيرها المرسوم متتبعة المواقف الواحد تلو الآخر.. أخذت المقاعد تمتلئ بالركاب الواحد تلو الآخر، كلما انتقلت الحافلةُ إلى موقف جديد.. حتى غُصت عن آخرها ..

    من بعيد رأى سائق الحافلة عجوزا في العقد السابع، أو نحوا من ذلك، ممتلئ البدن بادي التعب.. فوقف حذاءه.. صعد الرجل درجات الحافلة متثاقلا. والتقط أنفاسه عندما استوى بقدميه على سطح ممشى الحافلة، وهناك أمسك بماسورة السقف ،وسار ببطء شديد مقتربا بخطواته التعبة إلى حيث تسمح له المسافة بينه وبين الكرسي الطويل في مؤخرة الحافلة.. ورفيق يرقبه منذ البداية، فتمنى في نفسه لو أسعفت الشهامةُ أحد الركاب، ممن هم في مثل سنه، أو من يقوى من الشباب على الوقوف فيقف للرجل الكهل فيجلسه مكانه، فيريح ويستريح. وتصارع الأمر في نفسه حتى تفاعلت عاطفتان؛ عاطفة تُسعرها الشفقة، أن ماذا لوكان الرجل أباه..أو كانت أمه.. والعاطفة الأخرى يسعرها الموعد القريب والشوق للقاء حبيب.. فعلا في القلب الخفقان، بل إنه ليسمعُ ضربات قلبه تقرعُ أذنيه، وازداد قلبه يشتد قبضا وبسطا كلما طرقت سمعه خطوات العجوز البطيئة المتثاقلة، .. وإنه ليحسُّ قلبه يكادُ يقفزُ من صدره.. حتى كاد أن يصل العجوز حيال رفيق.
    لم يكن رفيق ليجهد نفسه تعب الوقوف.. ذلك إنه يتعرَّقُ جسمه لأبسط جهد.. كي لا تذهبُ رائحة العرق بكل العطر الغالي الذي ضمَّخ به وجهه وملابسه.. ، وإذ كان يغلي على جمر انتظار الموعد معها في الجامعة.. تراءت له صورتها.. رأى عينين ساحرتين.. ووجها كالقمر، وفمٌ يفتر عن ابتسامة وثنايا كاللؤلؤ، فاستوى جالسا لما استفاق من سطوة الخيال.. وازدحم قراران في نفسه ؛هما قرار عقله وقرار قلبه..فيتغالبان أو يستويان..يستمر شهيقه وزفيره بين القيدين..حتى إذا استقرت خطوتا الرجل متوازيتين تماما حياله.. شح حوله الهواء.. ومضت الحافلة تطوي الناس في طريقها وتطوي الطريق.

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,171
    المواضيع : 318
    الردود : 21171
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    .كادت الشهامة تختفي من حياتنا ـ وأصبحت النذالة موضة العصر
    وبطل قصتنا تتصارع داخلة الغريزتان .. ويزدحم في عقله القراران
    قرار عقله .. أن يغلب الشهامة فيقف للرجل العجوز.
    وقرارقلبه.. ان يبقي على هندامه وعطره لموعده في الجامعة.
    مقدرة هائلة على سرد شائق, ووصف دقيق, وتصوير بديع
    ونهاية مفتوحة .. دمت بألق

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : May 2012
    المشاركات : 4,790
    المواضيع : 82
    الردود : 4790
    المعدل اليومي : 1.10

    افتراضي

    أحيانا نحتارُ بين أمرين أحدهمافيه منفعة ومصلحة عامة هي من الآداب والشهامة والإحسان , والثاني منفعة خاصة للشخص نفسه
    ولاأعلم لم ذكرتني قصتك هذه ببعض النساء إن تسرَت وتمكيجة للذهاب إلى عرس ما وأتى وقتُ صلاة العشاء تراها بالكاد تسجد ولاتلامس جبهتها الأرض تماما أو لاتضع غطاء الراس بشكل جيد حتى لاتتشوه شكل التسريحة
    فحين تركع يكاد يسقط الغطاء , فمالأولى هنا : الصلاة وإتمام الخشوع فيها أم عدم تأديتها جيدا من أجل مظهري الذي سيراه الناس !!
    كما عودتنا أخي الفاضل / فوزي
    مبدع بمعنى الكلمة , وصفك دقيق وتمتلك مهارة جميلة وقوية في السرد , كما أنَّ الخاتمة كان فيها إحساس عالي ومبهم
    نفع الله بك .

    ملاحظة ..
    متتبعة المواقف الواحد تلو الآخر.. أخذت المقاعد تمتلئ بالركاب الواحد تلو الآخر،
    ليتك لمتكرر هذه العبارة ( الواحد تلو الآخر ) في جملة واحدة ولو رايت بديلها في اد الجملتين لكان افضل من وجهة نظري

    دمتَ

  4. #4
    الصورة الرمزية كاملة بدارنه أديبة
    تاريخ التسجيل : Oct 2009
    المشاركات : 9,824
    المواضيع : 195
    الردود : 9824
    المعدل اليومي : 1.84

    افتراضي

    تصوير دقيق لما يمكن أن يحدث مع شخص كلّ همّه المحافظة على حسن مظهره..
    ولا يأبه بتقديم يد العون لمحتاج، وهو هنا لإنسان أحوج من يكون
    سرد جميل
    بوركت
    تقديري وتحيّتي

  5. #5
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    .كادت الشهامة تختفي من حياتنا ـ وأصبحت النذالة موضة العصر
    وبطل قصتنا تتصارع داخلة الغريزتان .. ويزدحم في عقله القراران
    قرار عقله .. أن يغلب الشهامة فيقف للرجل العجوز.
    وقرارقلبه.. ان يبقي على هندامه وعطره لموعده في الجامعة.
    مقدرة هائلة على سرد شائق, ووصف دقيق, وتصوير بديع
    ونهاية مفتوحة .. دمت بألق
    الغالية نادية:

    تحية وود كبيرين...لما كانت الشهامة والنذالة ضدان...علينا إذن أن نشكل أخلاقنا في أي الفريقين نكون..إسقاطة على واقع نراه في الشباب في الحافلات العامة..
    حيث لا يرتف لهم جفن ان يروا شيخا كبيرا..أو امراة تقف...فلا يقومون ويجلسونهم!

    تقديري الكبير لزيارتك الكريمة..وثقتك الغالية!

    أخوكم

  6. #6
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة كاملة بدارنه مشاهدة المشاركة
    تصوير دقيق لما يمكن أن يحدث مع شخص كلّ همّه المحافظة على حسن مظهره..
    ولا يأبه بتقديم يد العون لمحتاج، وهو هنا لإنسان أحوج من يكون
    سرد جميل
    بوركت
    تقديري وتحيّتي
    العزيزة كاملة:

    تحية كبيرة وود...ألا يجب أن يكون الضعفاء هم الأولى بالرعاية والاهتمام؟...أليست قمة السعادة أن نؤثر على أنفسنا؟

    أقدر زيارتك الكريمة وتقديرك الثمين!!

    دعائي وودي!

    اخوكم:

    فوزي

  7. #7
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة براءة الجودي مشاهدة المشاركة
    أحيانا نحتارُ بين أمرين أحدهمافيه منفعة ومصلحة عامة هي من الآداب والشهامة والإحسان , والثاني منفعة خاصة للشخص نفسه
    ولاأعلم لم ذكرتني قصتك هذه ببعض النساء إن تسرَت وتمكيجة للذهاب إلى عرس ما وأتى وقتُ صلاة العشاء تراها بالكاد تسجد ولاتلامس جبهتها الأرض تماما أو لاتضع غطاء الراس بشكل جيد حتى لاتتشوه شكل التسريحة
    فحين تركع يكاد يسقط الغطاء , فمالأولى هنا : الصلاة وإتمام الخشوع فيها أم عدم تأديتها جيدا من أجل مظهري الذي سيراه الناس !!
    كما عودتنا أخي الفاضل / فوزي
    مبدع بمعنى الكلمة , وصفك دقيق وتمتلك مهارة جميلة وقوية في السرد , كما أنَّ الخاتمة كان فيها إحساس عالي ومبهم
    نفع الله بك .

    ملاحظة ..


    ليتك لمتكرر هذه العبارة ( الواحد تلو الآخر ) في جملة واحدة ولو رايت بديلها في اد الجملتين لكان افضل من وجهة نظري

    دمتَ
    العزيزة براءة:

    تحية ود وإكبار..إذن يا عزيزتي هناك شيزوفرينيا في مطابقة ما نؤمن به على سلوكنا..الصلاة على تمامها في خشوع القلب...والمظاهر أمام الناس!

    أقدر عاليا تقييمك الثمين...ثقة لطالما اعتززتُ بها!

    تقديري وودي الكبير!

    أخوكم:

    فوزي

  8. #8
    الصورة الرمزية نداء غريب صبري شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jul 2010
    الدولة : الشام
    المشاركات : 19,096
    المواضيع : 123
    الردود : 19096
    المعدل اليومي : 3.79

    افتراضي

    قصة جميلة وصفت الصراع بين الشكلية والواجب وبين حق المحتاج بمساعدتنا وحق أنفسنا علينا
    لقد اختفت النخوة بين الناس أو اوشكت أن تختفي

    شكرا لك اخي

    بوركت

  9. #9
    شاعر
    تاريخ التسجيل : Jan 2013
    المشاركات : 1,361
    المواضيع : 108
    الردود : 1361
    المعدل اليومي : 0.33

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نداء غريب صبري مشاهدة المشاركة
    قصة جميلة وصفت الصراع بين الشكلية والواجب وبين حق المحتاج بمساعدتنا وحق أنفسنا علينا
    لقد اختفت النخوة بين الناس أو اوشكت أن تختفي

    شكرا لك اخي

    بوركت
    الشاعرة النبيلة نداء:

    أشكر لك تقديرك الثمين للقصة..ثقة أعتز بها!

    تقديري الكبير وودي المتصل!

    أخوكم

  10. #10
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.69

    افتراضي

    مشهد قد لا يسترعي اهتمام الكثيرين، لكنه شكل مدخلا قصيا أجاد الكاتب استخدامه لطرح الصراع بين الأنا المتحكمة بجل ممارسات الناس من حولنا والآخر المحتاج ليدنا نمدها بشئ من التضحية ينقلنا لمدارات في الإنسانية أعلى

    تمنيت فيها بعض التكثيف فهو يزيد من جمالية النص

    دمت أديبنا بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

صفحة 1 من 3 123 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. تابع(رسالة ماجستير من الجامعة الإسلامية في حكم الموسيقى في الإسلام .)
    بواسطة أماني محمد في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 12
    آخر مشاركة: 20-04-2008, 06:55 PM
  2. القصيدة التي ألقيتها على الشيخ سلمان العودة قبل قليل في(الجامعة)
    بواسطة سعد بن ثقل العجمي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 13-05-2006, 07:11 PM
  3. ابن العز يفصل من الجامعة
    بواسطة فارس بلا جواد في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 23-03-2006, 09:52 AM
  4. الجامعة العربية : النشأة والرابطة والاهداف . بقلم :احمد الخطيب
    بواسطة ابو نعيم في المنتدى الحِوَارُ الإِسْلامِي
    مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 27-03-2005, 03:26 PM
  5. صبي في العاشرة يدرس في الجامعة
    بواسطة عدنان أحمد البحيصي في المنتدى النَادِى التَّرْبَوِي الاجْتِمَاعِي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 27-04-2004, 10:13 AM