*المشهد الأول*
كلاهما يحاول التقرب إليها ..
المنافسة تحتدم ..
وهي تتأمل بزهو شديد ..
تلقي لأحدهما السترة فيرتديها على عجل ..
ينقض على أخيه فيرديه قتيلا ..
ينزع السترة فينفجر في بكاء مرير حين يرى أخاه مضرجا في دمائه ..
لايصدق أنه فعل هذا ..
تقف هي بشموخ وكأن الأمر لايعنيها ..
تنصرف ويبقى المسكين حائرا في سوءة أخيه ولكنها أخذت السترة واختفت إلى الأبد
*المشهد الثاني*
كان يمطرها بالقبلات وينحني لها كلما وقفت ويتقدمها لكي يزيح عن طريقها أغصان التوت خوفا عليها وإظهارا لقداسة حتى بشرتها ..
يذكرها بحلم طالما راوده ..
يتودد إليها طالبا الانصهار فيها
يقبل كفيها ولكنها لاتجيب غرورا وشموخا يعشقه
تلقي إليه السترة ..
يقول :
هل تقبلين بي زوجا لو عبرت النهر كسمكة هائمة ..؟
تضحك وتطرق رأسها في خجل ..
ينزع كل ملابسه ويبقي السترة ..
يقفز إلى الماء ..
لم تعد تراه ..
انتظرت كثيرا ولكنه لم يظهر ثانية ..
تطفو السترة على صفحة الماء ..
تعدو إلى الضفة الأخرى ..
تلتقط السترة وتقفل عائدة ...
*المشهد الثالث*
استلت كفها من يدي وراحت تعبث بخصلات شعرها ..
قالت .. :
أتذكر محرابنا الصغير الذي مارسنا فيه جنون اللحظة .. ؟
أذكر حينها أنك أقسمت لي بصدقك ..
اقتربت منها أكثر ..
وبعد ......... ؟
أذكر حينها أنك لم تستسلم بهدوء ...
تدس ورقة صغيرة بين أوراقي المتناثرة .. :
لن تقرأ هذه الورقة حتى أغيب عن ناظريك ..
تتعجل في الانصراف ..
انتظري ..
لقد تركت سترتك ..
تعود بسرعة وتلتقطها دون أن تنبس ..
اختفت ........
عدت إلى كومة الأوراق لأستل منها تلك الورقة التي كتبت فيها .. :
كان عبثا أن تعشق ذات السترة ..
كان حمقا أن تمنحها صدقك ..
كانت إحدى حلقات سلسلة أزلية منذ الخطيئة الأولى إلى أن التقيتك أيها المغرور ........
إنها ذات السترة التي يرتديها الشيطان وفي كل مرة نقتنع أنها سترة مختلفة