( 1 )
وأد عمر بن الخطاب رضي الله عنه لابنته في الجاهلية

الرواية هي :
( جاء عن عمر رضي الله عنه قوله : أمران في الجاهلية . أحدهما : يبكيني والآخر يضحكني .
أما الذي يبكيني : فقد ذهبت بابنة لي لوأدها ، فكنت أحفر لها الحفرة وتنفض التراب عن لحيتي وهي لا تدري ماذا أريد لها ، فإذا تذكرت ذلك بكيت . والأخرى : كنت أصنع إلهاً من التمر أضعه عند رأس يحرسني ليلاً ، فإذا أصبحت معافى أكلته ، فإذا تذكرت ذلك ضحكت من نفسي ) .

نقد الرواية :
1 ـ هذه الرواية إن صحت ـ وهي غير صحيحة كما سيأتي ـ لم تكن مطعناً في عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لأنه فعل ذلك في الجاهلية ، والإسلام يجب ما قبله ، بل كانوا يفعلون أعظم من ذلك وهو عبادة الأصنام والأوثان ، وكما يقولون ليس بعد الكفر ذنب .
2 ـ يقول الدكتور عبد السلام بن محسن آل عيسى في ( دراسة نقدية في المرويات في شخصية عمر بن الخطاب وسياسته الإدارية): وأما عمر رضي الله عنه فقد ذكر عنه أنه وأد ابنة له في الجاهلية ، ولم أجد من روى ذلك عن عمر فيما اطلعت عليه من المصادر ..
3 ـ ولدت حفصة بنت عمر رضي الله عنهما في الجاهلية ، كما في المستدرك عن عمر رضي الله عنه قال : ولدت حفصة وقريش تبني البيت قبل مبعث النبي صلى الله عليه و سلم بخمس سنين .
قال ابن كثير في البداية والنهاية : قال الواقدي وابن الكلبي وغيرهما تزوج عمر في الجاهلية زينب بنت مظعون أخت عثمان ابن مظعون فولدت له عبدالله وعبدالرحمن الأكبر وحفصة رضي الله عنهم .
فلماذا أبقى عمر عليها ولم يئدها ، كما وأد الصغرى ؟
4 ـ وقد شكك عباس محمود العقاد في كتابه ( عبقرية عمر ) في صحة هذه القصة ، لأن الوأد لم يكن عادة شائعة بين العرب ، وكذلك لم يشتهر في بني عدي ، ولا أسرة الخطاب التي عاشت منها فاطمة أخت عمر ، وحفصة أكبر بناته .
5 ـ لماذا انقطعت أخبارها فلم يذكرها أحد من إخوانها وأخواتها ، ولا أحد من عمومتها وخالاتها ، ولم يذكرها كذلك أحد من أولاد عمر رضي الله عنه .
6 ـ المفاجأة أن عمر رضي الله عنه كان يكنى بـ ( أبي حفصة ) ، أي لم يكن عنده مشكلة مع البنات أصلاً ..