|
أعلام صهيون ترفرف أمتي |
بالمسجد الأقصى الشريف عيانا |
أرأيتموها أم بصائرنا بها |
حلَّ العماء غباره أعمانا |
فترنح الإدراك فينا وانتهى |
عزم الإباء ومجده عافانا |
واستُبدل العز التليد بذلة |
ومهانة تهنا بها توهانا |
والخوف من جيش اللئام أحاطنا |
بالرعب والصمت المرير دهانا |
أين الأشاوس بالهتاف تتابعوا |
بصياح زيف هائج مَنَّانا ؟! |
بصفوف تحرير لأقصى طالما |
نادى نداء يوقظ الشجعانا |
والمسجد الأسنى يئن بدمعه |
يبكي ويشكو للإله جبانا |
خارت قواه ولم يسجل موقفا |
حقا يبرهن زعمه برهانا |
فالكل يهتف والهتاف حناجر |
ضجت لترفع بالضجيج (فلانا) |
وفلان أعجز من قيادة زحفنا |
للقدس يرنو بالأسى قطعانا |
من آل صهيون الخبيث تجبروا |
لما رأوا ميل الهوى يغشانا |
صرنا أسارى بالقيود أكفنا |
شدت وثاقا محكما أدمانا |
يا للمغاوير الكسيحة أُجبرت |
قهرا لها أن تهدم البنيانا |
عشنا نطالع بالزمان شواخصا |
زاغت وأمت بالدجى شيطانا |
وعدونا الملعون واصل إفكه |
فينا بمكر مرامه العدوانا |
والقدس والأقصى بأعيننا لنا |
بالحب شوق دائم وافانا |
بالعشق ما أسمى الحلول ببقعة |
بفؤادنا قد أرقت وجدانا |
يهفو لتحرير لمسرى (أحمد) |
ويروم زحفا يجمع الفرسانا |
زحفا طهورا واحدا مسترسلا |
بالشرع والنور المبين مصانا |
يا عصبة الأقزام قمتم بيننا |
لما تخاذلنا لكم خذلانا |
وتحول القوم الكرام لعالة |
يستوردون من العدو غذانا |
في ذلة الأتباع سرنا خلفه |
قد كان يمشي بالخضوع ورانا ! |
حقا نسينا ما لأجداد لنا |
كانوا جميعا للعلا عنوانا |
تاريخنا المبرور ننسى ذكره |
فإذاه أيضا بالنوى ينسانا |
هاجت متاهات الزمان بدهرنا |
جمعا نعاني بالجوى أدرانا |
يا ليت شعري من سينهض واثبا |
بالحق يتبع بالهدى التبيانا |
ويقوم بالعدل المنير بأمة |
نامت فنالت بالحياة هوانا |
وعمت عن الرشد المضيء لوجهة |
عصماء فيها تنشد الفرقانا |
يا روضة ضمت صلاة المصطفى |
بالرسل تبعث للجموع أذانا |
(الله أكبر) سوف يبقى صوتها |
يعلو يصافح بالتقى الآذانا |
من فوق أقصانا الشريف وحوله |
والقدس يرفع بالضيا القرآنا |
هذا كتابي سوف يبقى شرعتي |
هذا الذي رب العلا أولانا |
هذا حبيبي نور عيني (أحمد) |
من طار نحوي بالسنا طيرانا |
يا قدس حبك بالقلوب موثق |
بأريج طهر عطَّر الأبدانا |
ومجامع الأرواح تسبح بالشذا |
والود نحوك تملأ الأركانا |
لتصد قطعان اليهود بغيهم |
جاءوا إليك ببغيهم ركبانا |
ولنا القعود بسكرة في غفوة |
طالت وإسبال الهجوع كسانا |
في سقم إتراف تخبطت الرؤى |
تاهت بأدواء الدروب خطانا |
وتمكن الذئب الكبير من الورى |
يطغى بنا بضلاله طغيانا |
يا ويحنا صرنا الهباء بريحهم |
بعواصف دارت بنا دورانا |
إن أنَّ قدس أسرعت أصواتنا |
بالوهن تشجب ما جرى أو كانا |
وتعود للنوم العميق ... وهكذا |
جمعا نعايش بالخوا الأزمانا |
إنا تغافلنا وأعيانا المرا |
لما نداء مشرق نادانا |
فالبعض وثق أمره بخصومنا |
أضحى تبيعا تائها حيرانا |
إن قيل هيا للجهاد فقوله |
مالي وذلك .. فانظروا الخوَّانا ! |
أو قيل أقبل لاجتماع عاجل |
يأتي يثبط .. فارقبوا الحيوانا ! |
منا بظاهره الأنيق وقلبه |
والى العدو .. بعونه يتفانى |
ونراه فيهم بالخضوع مسارعا |
يبغي له بالحادثات أمانا |
يا قوم قوموا بالنقاء قلوبكم |
لله تخلص للعظيم كيانا |
فالقدس أولى القبلتين وثالث |
الحرمين فينا .. ما لنا نتوانى ؟! |
هيا إليه لتنقذوه من العنا |
يا من ترومون العلاء مكانا |
إني سطرت من القصيد عرائسا |
تهديك يا قدس الثنا ديوانا |
فيه ادخرت محبتي وتشوقي |
تحبوك فيه جوانحي تحنانا |
واذكّر الأحباب ذكرا طيبا |
(مسرى الرسول) .. إلى الجهاد دعانا |
فلعل قومي يقرؤون قصيدتي |
أو يسمعون من القريض بيانا |
أو يحزنون كمثل حزني دمعهم |
يجري بأشجان الرجا هتانا |
أو يشخصون لمسجد أقصى به |
مأساة شعب كابد الأحزانا |
أو يبدؤون تكاتفا وتآلفا |
ليعود مسرى المجتبى ريانا |
رباه حقق يا كريم مرادنا |
واحفظ لنا بقلوبنا الإيمانا |
وأعد فلسطين الحبيبة كلها |
للمسلمين وهب لنا الإحسانا |
صلى الإله على النبي وآله |
ما أم طير بالربى أغصانا !! |