همسات
-1-
قالت: أجهل من أنت ولأي موطنٍ تنتمي؟
قال: كل وطنٍ جريحٍ هو موطني
قالت: إذن أنت بلا هوية؟
قال: بل لي هوية
قالت: فمن تكون؟
قال: أنت هويتي، و وطن يحتويني من جراح باقي الأوطان..
-2-
قالت: حين تسافر أتفكر بي؟
قال: وكيف لا؟ وأنت تقطنين ضفة أفكاري
قالت: وحين تعود من سفرك بمن تفكر؟
قال: بالتي يرسو عليها شراعي..
-3-
قالت: إنني من أولوياته
قلن: وكيف عرفت؟
قالت: لأنه قال: إنني الهواء والموطن وأنفاسه اليومية..
قلن: لا تصدقيه..
قالت: وكيف لا أصدقه، وأنا أسير برفقته جنباً إلى جنب إلى أن يقف فجأة، ويطلب مني العبور أولاً..
-4-
قالت: أين رحل حبك لي؟
قال: لم يرحل، بل خبأته بين جوارحي كي لا يطير..
قالت: حتى لو طار سيعود إلى موطنه؟
قال: إنه يهوى الرياض المخضرة، وموطنك صار بين الصحارى..
قالت: إن خبأته ولم تسقي به روضتي، فكيف ستعود للاخضرار؟
قال: أخشى عليه من التصحر الذي اعترى روضتك..