أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: عقدة الرقم واحد..

  1. #1
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,609
    المواضيع : 421
    الردود : 3609
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي عقدة الرقم واحد..

    عقدة الرقم واحد
    د. ريمه عبد الإله الخاني
    كثيرة هي الحالات التي يكون فيها الأخ الأكبر قياديا إلى حد القسوة..إلى حد يريد كل الناس نسخة منه..أاو طوع بنانه فهو يفهم الحياة اكثر من إخوته..ومازال مفضلا عند والديه وفي مدرسته وبين أقرانه ، ولكن ليس جده وأخويه..يحب الرقم واحد..ويفضل نفسه عن كل الناس يلتهم كل شيء ساخنا ويفوز غالبا بكل شيء..ويتفوق..وينسى الجميع أنني من هيأت له ذلك، بالتغاضي عن سلوكه الأرعن وهو يسبق زملائه في صعود الحافلة المدرسية، أو الجلوس في المكان المناسب..يرددون دوما:
    -أخوك أجمل منك وأكثر تفوقا..
    أبتلع غصتي ويسرني نجاحه الذي أعتبره نجاحا لي..لكنه لايعتبره كذلك، إلا لو سيطر على رغباتي وجعلني ألعب معه كما يحب..حتى تضيق روحي ذرعا من تعلقه بسيارات لاتتوقف عن الصياح وافتعال الحوادث.... يشدني من ياقتي كالمستخدم الحقير..مرغما إياي على اللعب كما يحب هو لا كما أهوى وأفضل....هي الأنانية المرتبطة بالرقم واحد الكابوس الذي يعصر قلبي...ليس صحيحا ان تكون الرقم واحد..لكن ثمة فهم للحياة يجعلم ضمنا الرقم واحد وليس بالضرورة أن يعرف الجميع...
    كالطالب الذي يبكي ويصبح لخسارته درجة واحدة ووجها واحدا لاثانيَ له، وفي آخر مراحل الدراسة لايفكر بهدف إنما الفوز لأجل الفوز فقط!.أو تدفعه نزوته لفعل ما ..فلايكمله إلا أنه أخذ مكان غيره واحتله، هل يعتبر هذا منطق استدماري استخرابي عالمي مثلا؟ هل فعلا هكذا يفكر كل محتل؟ هه كيف أفكر أنا...ليته يفكر مثلي يوما..
    ****************
    هناك مرض اسمه الرقم واحد، يسبب لك الربح الوفير ونقصان بالسعادة الطبيعية،لأنه يجعلم شرها دوما..لكل جديد وبارز.. مرض حمى النجاح، للنجاح أوجه..وليس وجها واحدا..
    يجعلك تتسلق غياهب مظلمة، وتتجاوز عتبات مقرفة، وتدوس على الرقاب، وتدهس على مشاعر الشرفاء، وتبقى حمى لاعلاج لها، لأنها حمى مدمرة، تسبب لك الكآبة لأنك كبوت مرة.. ، وتسبب لك التعاسة لأنك أخطأت مرة ففاتت فرص وفرص ، ماكانت لك أصلا فلم الصراخ؟.
    إنه أخي..صار شابا وأنا أريد الفكاك منه، مازال يفرض علي نوع دراستي في الجامعة.فإن كان ممن يقتنص الفرص الجيدة فيربح كثيرا، فليس لدي الآن سوى تلك المراهنة.فلايزاود علي أبدا.لكم تفكيركم ولنا تفكير...
    -تعال ساعدني...فالمسألة لاتحل استعصت علي..
    -حاضر..
    غالبا ماأجد معوقات تكبل لساني وتمنعني من أن أقول مايجول في خاطري خشية المواجهة المرة والتعنيف الكريه، كل يسعى لغايته غلابا، وأنا لاأحب الحروب، ومعظم من يصول ويجول يملك لسانا يحسبه حكيما ..ومازال التنفيذ الحاسم يسكت الجدل العقيم.إنها امتيازات وهمية، ماذا يعني أن تفوز بالرقم اثنين في سباق ما؟ هل هذا فشل؟معظم من ماتوا قهرا كانوا يجدفون للرقم واحد إلى ماذا تريد ان تصل؟، الوصول المحموم يعمي ويصم عن غيره من الأهداف المهمة أيضا فهلا توازنا قليلا؟... لقد قالها أبوفراس الحمداني يوما:
    نحن أناس لاتوسط عندنا
    لنا الصدر دون العالمين أو القبر..
    آه لو يعلم أن فخ المقارنات يجعل صاحبه يهذي ولاينام، يهلوس وينام على الكوابيس، والدنيا فسحات ولمحات وفرص، وكم من فرص ضاعت وأتى ماهو أفضل منها، ليته يعرف..وليته يسمع مني...أتمنى أن أقول له:
    -اعترف ببشريتك..وقدر ماتملكه، تعاطف مع نفسك، ولاتقسو عليها، واحترم ماأنجزت لعله هو الخير لاماتتطلع إليه، حسن.. طور.. ولا تتوقف عند نقطة الطموح العالي...المهم أن تكون مفيدا.ليس كل من شع نوره في الأرجاء كان الأول، وماكان كل مؤثر قياديا في صغره مؤثرا..ولاكل من ترك بصمة كان قويا ونافذ السلوك بداية..[1]
    **************
    بادرني من باب غرفة نومنا قائلا:
    -تعال لأسجلك في كلية المعلوماتية
    -لاأريد أفضل دراسة الكيمياء..
    لطمني على وجهي فلطمته..فوقف مذهولا مما فعلت..
    -تضربني؟
    دخل والدي فتسمرنا..ووسط نظرات أبي الحارقة خرج أخي من الغرفة فأوقفه أبي دافعا إياه لداخل الغرفة ،ثم فرض عليه الاعتذار فلم يفعل..فصفعه الأخرى ..فصارت صفعتان...فقلت لوالدي:
    -سامحه فأنا أحبه...
    فتعجب لموقفي...
    انتهى الموقف ...وانتهت تلك الجولة..
    23-6-2023م


    [1]متعب القحطاني، 2121م القافلة الأسبوعية. مقتبس بتصرف
    https://www.aramcolife.com/ar/public...etab-alqahtani
    فرسان الثقافة

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,156
    المواضيع : 318
    الردود : 21156
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    تصوير دقيق ورسم لملامح الإنسان الذي يطمح بالفوز دائما بالمركز الأول
    حتى لو سار فوق رؤوس الآخرين.
    شخصية متسلطة تتسم بالأنانية المفرطة والاعتداد الزائف يالنفس
    والشعور المتضخم بكونه محور الكون والأجدر والأحسن والأحق بلإمتلاك كل شيء
    ولو أدرك الإنسان أن الكمال لله وحده لما كفل نفسه مالا يطيق
    أو أرغم غيره على تنفيذ ما يراه هو صحيحا.
    راقت لي القصة كثيرا بما حوت من مضمون هادف وسرد مشوق
    وتحليل نفسي لمثل هذه الشخصية.
    دمت بخير ودام مداد قلمك.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    همسة:
    لم أفهم هل القصة لك أم لمتعب القحطاني
    أو هى لك بوحي من مقال للمتعب القحطاني.

  3. #3
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jun 2006
    العمر : 54
    المشاركات : 3,609
    المواضيع : 421
    الردود : 3609
    المعدل اليومي : 0.55

    افتراضي

    يسعدني دوما حضورك الثر وتعقيبك الدالّ على قراءة عميقة ومركزة، نعاني من تلك النماذج التي تعيش حولنا .. رغم نجاحها..لأنها تتخطى رقاب من يحيطون بها غالبا...
    القصة من النوع البحثي بحيث اجتزأنا من مقال الأستاذ متعب لصالح قصتنا فقط ، والقصة بالطبع لنا، وهو اجتهاد نكرسه لصالح جامعتنا الافتراضية وروح أدبية جديدة نبعثها فيها من خلال عمادتنا لها. كل التقدير والامتنان.