إلى أشيائي الصابرة المنتظرة
في حلب ..
لقد طال انتظارك
وها أنا ...أخذلك
"هان الوداع"
.
.
.
1
غير النوافذِ ما تخطّاني أحدْ
نحو الأبدْ
إلاّ الذي قد مدَّ أعناقَ الثواني من مكاني للبلدْ
2
طَلَبي عليه تحسَّرَتْ
عيدانُ ريحان الحقولِ فلا تردّي طلبي
قمرٌ تَشَقَّقَ دونه في فلْقتينْ
كي يطْمَئنَّ مُغادِرٌ مع دمعتينْ
-" مُدّي خراباتِ البيوتِ لناظرٍ مُحْتَسِبِ
حتى أراجعَ نظرتين إلى المدى
بنوافذي في حَلَبِ "
3
هانَ الوداعُ وكلُّ شيءٍ هانا
لن تُبدليني بالمنازل خيمةً
يا غربةً
لم تبْقِ لي في المنزلين مكانا
4
لن تبدليني شرفةً بنوافذٍ
غسل البكاء زجاجها في مدمعي
وأنا التي هان الوداع عليَّ لم أحمل معي
إلا نوافذَ غُصّةٍ أغلقتُها في أضلعي
دون الجهاتِ الأربعِ
5
لن تبدليني بالوسائد صخرةً
ألقي عليها رقبتي
وأنا التي يا غربتي
مزّقتُها
مُرّي عليَّ وخبّريني يا التي
أنا كنتُها ..
كيف انتهيتِ وبعدُ يومي ما انتهى ؟
6
آهٍ عليكِ وكل آهٍ مِقْصَلةْ
أبكي عليكِ وكم بكيتُ ولم أحُلَّ المشكلةْ
هل كان آخر غُصَّةٍ أودعتنيها منزلي؟
أم أن غصّات المنازل في حياتي سلسلةْ؟
7
أخطأتُ إني كلما أخطأتُ أستبق البكاءَ لكي ترى
أسفي يواريني الثرى
والآن لا دمعي تجاوبَ كي تَحُنَّ ولا جرى
لم تكسري لي خاطري يا غربةٌ
قد كان قبلَكِ خاطري منكسِرا
متفاعلن
ثناء حاج صالح
ألمانيا / كاسل
27 . 12 . 2017