بيوت الشعر
:::
شعر : د. محمد عاصي
:::
بيوتُ الشِعْر ذي داري ومَرْسانا على البَحْرِ بقلْبِ السَّطْرِ شَيَّدها نزيفٌ سَالَ من فِكْري ستَبْقى قِبْلتي دوْمًا برغم تقَلُّبِ الدَّهْرِ ففيها نبْضُ إحساسي وفيها رحلةُ العُمْرِ وفيها لم أقلْ إلا بصِدقٍ؛ حسْبَما أدْري فصدقُ القولِ يأسرني وما أحْلاهُ من أسْرِ لفضْل الله مُمْتَنٌ على ما فاضَ من خيْرِ وقلبي قانعٌ راضٍ بأقْدارٍ بنا تجري فطيبُ العيْشِ رافقني وأدعو الله بالسَّتْرِ ومزرعتي بقِرطاسي تعودُ بأطيبِ الدُّرِّ وأوراقي بها أحيا وأنفاسي لها تَسْري ومِحْبرتي أُزَوِّدُها من الشُريانِ بالحِبْرِ ومِمْحاتي تُطبِّبُني تزيلُ بقُبْلةٍ عَثْري وأقلامي محاريثي تُمَهِّدُ مَخْدَعَ البِِّذْرِ تشُقُّ السَّطْرَ في رفْقٍ ليَسْكُنَهُ نَوى شِعْري بكل الحبِّ أغرسُه فينمو ، ثابت الجِذْرِ وأُلْقي فيه أفكاري بلا قَيدٍ، ولا حَصْرِ تُرَوِّيها أحاسيسي ودمْعٌ جاء كالقَطْر وقلبُ السَّطْرِ يلقاني بِودٍّ يحتوي سِرِّي إليه أبثُّ أحلامي وجِدِّي كان أو هَذْري أبوحُ له بما أشْكو وما قد جال بالصَدرِ ووَجْهُ السَّطْر أغْسِله بماءِ الشِّعْرِ والزَّهْرِ فيبدو في خَمائلِهِ بديعًا باسِمَ الثَّغْرِ بُحُبِّ الخيْر كم غنَّى وأهْدانا من التِّبْرِ سنابلنا تُتَوِّجُه فيبدو دُرَّةَ العَصْرِ وغرْسٌ من كُلَيْماتٍ كنورِ الأنجُمِ الزُّهْرِ يُسَاكِرُ من يطالِعُه حَلالٌ ليس كالخَمْرِ