العقل البشري والعقل الباطن 2
كلنا نملك عقولاً و نرى أنها تخدمنا في كل الأوقات وعند الحاجة، لكن الكثيرين منا لا يسعون لتطوير إمكانيات العقول من خلال التوجه المستمر للمعرفة من خلال القراءة والبحث و بالأساليب المناسبة لذلك.
يقوم العقل الواعي بتزويد العقل الباطن بالمعلومات والمعارف باستمرار شئنا أم أبينا، وما نملكه هنا هو أن نزود العقل الباطن بالمعلومات المناسبة والتي نحتاج إليها وهي غالباً ما تكون الوسيلة لتحقيق الأهداف، فمن يتذوق الشعر سيقرأه و سيغذي العقل الباطن به وكذلك الأمر في كل مناحي العلوم والمعارف، وعندها نقدم المعلومات للعقل الباطن بشكل واعِ و واضح. و نطلب منه أن يضع تلك المعلومات " بشكل غير مباشر " على الذاكرة القريبة لأننا نستمتع بها، و نحتاج إليها.
يسجل العقل في ذاكرته كل الأحداث التي تمر علينا في حياتنا و يومنا الذي نعيشه، لكننا لا نتذكر كل التفاصيل لأننا لم نضعها بحسب أهميتها لحظة حدوثها، ويحدث العكس تماماً حينما نضع أهمية لحدث ما وضعنا له أهمية، و نتيجة لذلك فإننا سنتذكر الحدث و وقته و كل تفاصيلة.
العقل الباطن خادمٌ أمين لصاحبه، و تعتمد الخدمات التي يقدمها لك عقلك الباطن على مقدار ما قدمت له من معلومات و معارف صنفتها على أنها مهمة لك، و من المعروف أن العقل الباطن يحتاج إلى وقت ليرتب و ينظم تلك المعلومات والمعارف المقدمة له، و كلما زادت المعارف و المعلومات كلما زادت قدرة العقل الباطن على خدمة صاحبه.
إن خروج الحل لمشكلة ما أو ظهور فكرة جديدة من خلال العقل الباطن لا يتم إلا بعد استكماله للمعلومات التي يحتاج إليها، و ترتيبها و تنظيمها بالشكل الذي يراه هو مناسباً ( العقل الباطن يتحكم في كثير من الأمور)، و تخرج الأفكار كاملة أو أقل من درجة الكمال أحياناً بحسب رغبتك أنت و مدى أهمية الفكرة و حاجتك إليها و بمقدار تحفيزك لنفسك لحل تلك المشكله أو مقدار حاجتك للفكرة الجديدة.
باسم سعيد خورما