نازف الشمع
إن مِتُّ بي تَبعثُ الأشعارُ أرواحَا والصِّدقُ يشعلُ هذا الشّدوَ مِصباحا قضَيتَ عمْرَكَ يا ذا الهَمِّ في ترفٍ تُغازلُ الحالَ تَهذيبًا وإصلاحَا إنْ لاحَ بابُ مَسرَّاتٍ لأَعيُنِنا يُضيِّعِ الحظُّ واحزناهُ مِفتاحا يا نازفَ الشّمعِ في الشّريانِ ملحمةٌ فيها لَكَم عاشَ هذا الحزنُ جرّاحَا إنْ هَبَّتِ الرّيحُ لِنْ لِلرّيحِ متّكئًا على جُنونِكَ واغْرِس فيهِ أفراحَا وإن نُفِيتَ وساحاتِ العلا سَرقوا فاصنعْ بصبرِكَ من إصرارِكَ السّاحَا وكَيْ تعيشَ المُنى في حاضِر أشِرٍ يَستعبدُ القلبَ والإحساسَ والرّاحَا دَعِ العراقيلَ لُذْ بِالقوةِ العُظمى أنت القُوى كلُّها لا تبقَ نَوّاحَا غَنِّ الحُروفَ التي تَنمو بُذورَ هوىً ثمَّ اغرِسِ الحبَّ تَلقَ الحلمَ فوّاحَا محظوظةٌ فيك هذي الأرضُ تَحرُثُها بِدمعِ عينِكَ عِشتَ الدّهرَ فلاّحَا وفاؤُكَ الوشمُ نقشٌ في جبينِ غدٍ بهِ فضاؤكَ بالإنجازِ قد لاحَا إنَّ الذي يَشتهي الأمجادَ يَمضِ لها ولو جَناها ؛ فلنْ تلقاهُ مُرتاحَا يُواصلُ السّعْيَ يسمو في مطامِحِهِ وإن مَضى يُحْيِي بَعدَ الموتِ أرواحَا
__ __ __ __
محبكم مصطفى الغلبان.