- صباح الخير . كيف أنت سيدي ؟
يا لطيف !!
قالتها في صباح ليس له بمثله عهد ، تلك التحية من ثغرها الساحر التبسم كانت أعذب مقطوعة موسيقية تشنف سمعه .
وللمرة الأولى ردَّ التحية واثق النفس غير متلعثم ، وبصوت غير متحشرج .
- الصباح بتحيتك ربيع وعيد ، أهلا وسهلا ومرحبا ، كيف أنا ؟!
من الفرحة - يا إلهي - أكاد أطير ...
كانت الشمس تعكس منها ألونا دافنشية ، فسواد مشوب بشفق ، وفضة مسها ذهب ، وبَرَد وعنب ، وبنفسج وورد ...
عند باب المجمع مدَّ يده لكي تدخل هي أولا - لقد كانت واثقة بأنه سيفعل ذلك - هزت رأسها مبتسمة ، فلما صارا في الظل إذا هي تحدق به مرة تلو أخرى ... وحمرة الخجل على محياها براكين ... انطلقت مسرعة ، وفي طريقها همست لحارس الأمن ، فنظر إليّه بعيني دهشة وارتباك ... تظاهر بأنه نسي شيئا ،
ثم طار لكن فرارا !!