ما رايك بهذا سيدي الكريم ؟ساعود لأتمم النص السابق لا حقا .
ما تَلَتْه صفحات الأيام
تلوا عليّ كلام الأولين
ومن تجاربهم لب القول
من جمال أدب وخلق
نبع كل صاف
عن كل سوء نأوا
وكان الصفاء
كانوا كذلك وكان للكلمة
جمالها ،ذاع صيتها
كانت المعلقات السبع
وكان الكلام فيها
فنا نفيسا ،
تغنى بها العظماء
وكان لها
نبرة وجمال ونغم
وطربت النفس
وكان تألقها وسموها
فسما أصحابها .
اليوم ،
استيقظ الشباب
على نغم شارد
على صيحات مدوية
شباب في عمر الزهور
سقطوا ،فشلوا
نبغوا
في التفاهات
رفعوا !!
شعارات التمرد ،
شعارات الفشل !
لم يكن إضرابا
ضد القهر ،
لم يكن ضد السيطرة
كان بلا هدى .
بلا هدف
ولكنه كان .
حملوا سيوفا
حملوا سكاكين
حملوا أسلحة
ارتدوا ألبسة ،
تمردوا ،
لا يدرون لماذا !!
لا يعرفون ،
ولكنهم في عبثهم يعمهون
يرمون بكل جميل وأصيل
رموا بالأخلاق بعيدا ،
وبكل ذي قيمة
بكل رموز الحضارة ،
نأوا عن المحجة البيضاء
نادوا على المستحيلات
وكان العبث ،
طربوا على وقع الصخب
على وقع موسيقى
وكلمات تُخجل
كلّ ذي حِسّ
وكلّ لبيب
إنهم شباب من هنا
ومن هناك ،
شباب أسْموا
تظاهرهم "التشرميل "
كان اسما لا يليق
لايستحقون إلا الإزدراء
والإحتقار .
لأنهم عاثوا فسادا.
رجعت إلى بداية نصي
أرتاح حيث السكينة والوقار
حيث لب القول وجميل الكلام
حيث يفوح أريج الزهر
وعبق الورد .
لأعود إلى زمن الود
والصفاء والنور البهي ،
إلى أيام الصّبا
إلى أيام ذهبت
ولم يبق منها
إلا أطلالا شاهدة
إلا كلمات سمت
إلا نورا على نور