أستاذي الكريم الدكتور أحمد رامي ، عدّلت على النص بما يناسب اقتراحك ، كان اقتراحا صائبا منك أستاذي ، شكرا لك على توجيهاتك القيمة .
وَددْتُ أن أكون بطَلا لَا كَأُولئِك الأبطَال،لم أتُق يومًا أن أكون ملَاكِما،ولَا مُصَارِعا ،ولَكِنّني كنت أوَد أن أكون قوِيّا أحيَانا ،حينَما كان يطَالُني عبَث بعض الصِّبْية وأنَا صَبِيّ، وحينَما طَالَنِي العَبَث وأنا شَابّ ،ومَا راوَدَني كَثِيرا ،أَن أكُون شَيْئا آخر،شَيْئا بَعِيدا عَن عِرَاك لَا يُجْدي نفْعا،عجِبت لمَّا جعَلوه ريَّاضَة قائِمَة الدَّعَائم،وَمَا جَعلَنِي بين أخْذ ورَدٍّ ،أَنّ المشْهد كان مقَزِّزا وَمنْفِرا ومُحْزِنا،حين رأيتُه ذات يوْم،ويدَاه تائِهتَان في موَاجَهَة اللَّكمَات الَّتِي تَتوَالَى علَى معَالِم وجْهِه فتُغيِّرُها،وَالَتِ اللَّكَمَاتُ زَفَرَاتِه وتَأوُّهَاتِه ، بَدَا لِي كَعَجُوز مَسْلُولَة تَنْفُثُ كلَّمَا لَهَثَتْ دَمًا ،صَفَّقَتْ للْحَدَث الخَفَافِيش مَصَّاصَة الدِّمَاء المُرَفْرِفَة فِي أَرْجَاءِ المَكَانِ. ظلّ يصُارِع وَابِلا مِن الضَّربَات القَاتِلَة حتى سقَط على الحلَبَة ،بيْنَما بقِي الوَحْش الضَّاري- ذِي السَّاعدَين القَويتَين- صَامِدا كالجَبل ينتظِر ردَّة فعْله، وأخِيرا رفَع يدَه معْلِنا فَوْزَهُ ،أحَاطُوا خَصْرَه بحِزام كَبِير ،خِلتُه هدِيَّة العَمَالقِة الجَبَابِرة إليْه، بينَما نَحَى الآخر مُرْغَما إلَى حيْث السُّكون الأَبَدِيُّ.