بكاء قمر الرابع عشر
"أخذت تنتظر بلهفة الملهوف وشوق المشتاق وحرقة العشاق ليلة ستكون من أسعد ،بل هي أسعد لياليها على الإطلاق بعدما وافق كل الآهل على الحبيب الذي تقدم والذي دخل قلبها من أول نظرة إليه تحت كنف الآهل والآحباب ،والذين وافقوا عليه وطلبوا منه طلباتهم الجمة والتي كان كالآسد أو كالفارس المغوار والمستعد لكل شيئ صغير أو كبير بعدما خاض معركة شرسة من أجلها ألجم الكل حجرا في فمه من طلب طلبا أو أمر أمرا،
يا ليل : نعم يا أماه
هل أعددت كل شيئ يا ابنتي؟
أمي أنا في حيرة من أمري الترتيبات التي رتبتها في الفستان هل هكذا جيدة؟!
أرينيه يا جميلتي ،نعم هكذا جميل ولكن هاتي (كشكة) الفستان إلي الأسفل قليلا !
انظري الطرحة غير معتدلة اميليها إلي الآمام بعض الشيئ حتى تغطي الشعر ثم ارفعي مشبك الذقن لفوق حتى لا يظهر من الرقبة شيئ؟
حاضر يا أمي : هكذا ؟ نعم هكذا؟
أمي لي ساعة على كرسي (الكوشة) ولم يخرج العروس من عند أبي؟!
تضحك أمها : حالا با ابنتي لماذا تستعجلين سيخرج الآن؟! كوني في نفسك ، ابتسمي هذه ليلة عمرك!
ترسم ابتسامة على شفتيها للحضور والتي شجعتهم على استمرار الغناء الجميل وارتفاع الصوت بالحسن.
-مرت ساعة من قلق لم تشهد مثيلها شدا للأعصاب وقلقا يتضخم كالجبل لم يمر بجانبها أي من أهلها-
تلمح أختها الصغرى فاطمة
يا فاطم يا فاطم!!!:
نعم يا عروستي الجميلة.
أين أمي ؟ أين أحمد ؟ لماذا لم يأت إلي "الكوشة" للآن ؟ أنا أصبحت في غاية الحرج!
سيأتي حالا لا تقلقي ثم أنا ما اختصاصي بمسائل الرجال؟ وتزوغ إلي الداخل.
يتصبب عرقها وتمسحه بمنديلها والذي استغاث من نزيف (مكياجها )وزينتها وهي تحاول جاهدة إصلاحها به.
تتصنع بعض التوعك ببطنها وأنها تريد تعديل مكياجها وزينتها تحدث اقرب قريباتها بذلك فتدخلها إلي البيت
تقف مذهولة أمام باب غرفة الضيوف والتي تسمع منها نتفاً من كلام أبيها مع عروسها.
أبوها :لا يا أحمد لن أعطيك ابنتي وأنت تكذب علي بهذا الشكل المزري!
أحمد: يا والدي لقد جئت بكل ما استطيع من مهر وذهب وبيت وفرش وغير ذلك هل إذا قصرت بعض الشيئ ينهدم العالم
الآب : نحن اتفقنا نحن اتفقنا وأنت أخللت بالآتفاق بيننا .
الآب : أعذرني يا بني انت من طريق ونحن من طريق
أحمد يحمر وجهه يصرخ ثم يرمي خاتم الخطوبة فيتدحرج تحت قدميها .
ينظر وقد اغرورقت عيناهما بالدموع يهوي أحمد حبا لها واحتراما ليلتقط الخاتم ليعطيه لها وتنزل فتساعده
ثم يتساءل بصوت مسموع للأب هل أنا لا أساوي عندك بعض كراسي ( السفرة) الناقصة ؟؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل
تقف صامتة دامعة كالقمر ليلة الرابع عشر يبكي من فراق ضوء الشمس الذي أضاءه لحين
ينسحب المعزومون وتنطفئ أنوار حلمها وينفض السامر على دمعٍ يشتكي و مهجٍ تتحطم"
/
/
/
دمتم مبدعين