نَارٌ بَيْنَ أَفْيَاءِ المَحْبُوبَة
====================
حِينَ اتّكَأْتُ عَلَى ذَلِكَ الغُصْنِ
تَمنَّيت لَوْ يَمِيل بِي يَمِينًا وَشِمَالا ،
كأنني طائر صغير
ذاك الذي سقط من العش فجأة . ،
ودِدْت لو أنني هو ،
سُررت بالرّياح ،
هبّت فتمايل الغصن ،
فكان لي أرجوحة ،
حلُمت بها فِي زمن ولّى ،
زمن طفولتي .
سَافَرْتُ عَبْرَ الزّمان ،
رفْرَفَت لِكلِمَاتي فَراشَاتٌ مُلَوّنَةٌ .
لاَحَتْ فِي أَرْوقَة ِخَيَالِي صُورَة البَطَلِ " تُوم"
يُغَازِلُ مَحْبُوبَتَهُ التي
رَبَضَت إِلى جانِبه وهو يُداعِب أَوْتَارَ القِيتَارَةِ الرّفِيعَة ِ،
عَجِبْتُ لجِسْمِهُ النّحِيل الّذي يتراقص طربا !
كأن قِوَامَه ُوَتَر يَهْتَزّ فِي تَنَاغُم مع ألحانه !
يَتَراقَص عَلَى أنْغَامِ مَعْزُوفَة تُذْهِل سَامِعَها .
تَذَكَّرْتُ تِلْكَ القُلُوب ذَات اللَّوْنِ البنفسجي،
التي اخْتارَها مبدع القصة تعبيرا عن إحساس ،
تَعَذّر عَلى الكَلمات بلوغ مداه ،
وساد الصمت ،
وتجلت تلك القلوب مرفرفة تملأ الفضاء ،
مُعْلِنَةً تِلْكَ اللّحْظَةِ !!
لَحْظَة الوُقُوعِ !
هي فِعْلا لَحظَة بَيْن أَفْياءِ عَالَمِ حَوَاءَ،
تِلك الفَرحَة الّتي تُزَيّن ثَغْرَهَا ،
ذَلك الخَجَل الّذي يَعْلُومُحَيَاهَا،
وذَلك الشّيء الّذي يُسَابق سُرعة الضّوء
إنه زمن اللقاء ،
فما أسرع عقارب الساعة
وهي تحمل في حركتها
عبارة !
عبارة :إلى اللقاء.
عَجِبْت لِذَلِكَ الحُبّ الذي رَكِبَ
أَسْرَعَ وَسِيلَة!
اخترقت العواطف والأحاسيس
كان هذا شيئا غريبا بالنسبة لي ،
شيء يثير الدهشة!
تِلْكَ الإِبْتِسَامَة العذبة،
ذَلِكَ الَكَلام الّذي يُشبه الأَحْلام الأَزَلية ،
يَجْعلُني تَائها فِي مَسَارَاتِ لِقَائِنا الأَول.
تِلْك الغَيرَة التي تَسلُبُنا لُبّ القَول ،
فَتسْتَحِيل مَعَها السّيطرة عَلَى النّفس ،
تَسْقُط الغَيْرَةُ، وَيَسْقُطُ الحُبّ!!
يشُدّنِي الحَنين إلى مَاض ولّى ،
أُذَكِّر حواءَ به ،
تُعَاتبني ،
وكأَن حديثي عن لحظات الطّهر والجمال
حِين هَوَت معلنة حُبها،
إهانة لها وعبث بكبريائها .
الذي يزينها ويُرضِي غُرُورها .
فَأُحَدّث نَفْسِي أَبْحَثُ عَنْهَا فِي غَيَاهِبِ المَاضي
مُنَادِيا : أَيْنَ أَنْت يَا ذَاتَ البِدَايَة المُشَوّقَة ؟
وَيَاصَاحِبَة الحِكَاية المُسَلّية ،
وَأين أَنا مِنْك يَا سَمَائِي ذَاتَ الأَدِيمِ الصّافِي ؟
وأين سَارَتْ بِكِ الأَيّام يَا ذَاتَ الكَلِمَاتِ الْعَذْبَة ؟
لَيْتَكِ تَلْبَسِينَ ذَلِكَ الخِمَار الأَسْوَد
فَأَعُودَ عَبْرَ سَوَادِه
إلى زمن الحِشْمَةَ وَالوَقَار
إلى زمن كُنْتِ لي لباسا
وكان الليل حين ذُكر في القران كذلك ،
إِلَى زَمَن مَضَى ،
زَمَن كُنْت مِنّي قَرِيبَة ،
زَمَن حَمَلَ بين لَيَالِيه ِ
كُلّ جَمِيل،
وَكُلّ ذِي قِيمَة ،َ
زمن ركب قطار الفطرة
زمن أغدق في الجمال
سَادَ فِيه ِالحُب والحَنَانُ ،
وشَّحَت فيه الثّقة القلوب
وتشَبّعت فِيه الأفئدة
بِلُبِّ القَول ،
وَسُمُوّ الرُّوح والنّفْسِ
رُبّمَا عَابُوا سُمُوّنا
لكنه سُمُو مُحَيّر
وَ ربما عابوا كُل مَا كَانَ شَاهِدًا على تلك الأَيّام ،
لكنها كانت قَبَسًا مِنْ نُور مَلَائِكِي .
فَلَيْتَك تَكُونِين َ
حَيْثُ كُنْتِ من قبل
وَحَيْثُ كُنّا سَوِيا
وَقَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ وَجُودُنَا مَعًا
كَوَقُود لِنَار حَارِقَة .