قوموا فإن الشعر ينزف من فمي
والصوت أمسى شاحبا بتلعثمي
والـــــــوزن أشجار تمرّد غصنها
لما سحبت بوُرقها ما في دمي
زمر التمرد ها هناك تضيعنـــي
وأنا الوحيدة، من تقيّد معصمي
وأنا السفيرة في خيالات المنى
مازلت أحوي في المنابر طلسمي
بــــــؤر التفاهة قد تمادت عندما
راجعــــت أحلاما تغادر مرسمي
وتلـــــوت آهات تسائل بعضها
ما الداء دائي، ما دواؤك بلسمي
حطـــي أيا إيزيس فوق منابري
فأنا انتظرتك ليلــةً، لم تقدمــي
وأنا رسمــتك في القصائد كلها
بدمي وما نغّمت فيـــك ترنمــي
شكّلت أبياتي فأشهــــر بعضها
من ثورتي ما لـــم أرد بتكلـمي
والعامرية قد بكــت أيامهــــــا
لما جفاها الشعـــر لم تتكتــم
قد قيل أني كالدجاجة "بقبقت"
والديك أولى بالصياح على فمي
جولييت إني والقبـــــائل أزمعت
رجمي أتيت مرارتي في مبسمي
أغرقت حلمــــــي بالتوهج تارة
ورسمت صمتا كي يقارع ملهمي
غــردت لمـــا ضاعت الأيام في
حـــــرف كئيب قد تملّك معجمي
وحدي البصيرة ليس يدركني الأسى
إلا إذا أبصرت كومــــــة من عُمي
قد جئت تكفلني البحور جميعها
وتجيء مائدتي بما لم تعلم
يا أيها الخالي من العبرات هل
تبقى وتهوى في الغرابة معلمي
وتريق في كبد الصباح مواجعا
باتت تعاقر في المدائن مغنمي
غلفت دهليزي بصيحــــته التي
خنقت وبات الليل يطرد أنجمي
وسلوت عني إذ سطوري أيقنت
من بعد تاريخ السذاجة منسمي
وسكبت جرحا في القصائد وارفا
وتلوت إنجيل المحبة إذ حمي
يا أيها الصدّيق مهلا قد غدت
ساعات نزفي لا تراود معدمي
غاري، حمامي، عنكبوتي كلهم
أمسوا بلا ذنب ظلال المُعدم
وأنا الشريدة لو هربت من الردى
تاهت حروفي عن حماية محرمي
هرمي هناك ملون برواية
ثكلى، وما طوق البطولة مقسمي
شحذوا السيوف وأمعنوا في ذلتي
وأنا رفعت وما تزعزع سلمــــي
يمناي تحمل في الرحيل قصيدة
وجع النبوءة لا يطيق تبسمي
وأقلب الأوراق علّي أقتفــــي
بركان حبر ليس يدرك مغرمي
يا بنت فكري قد أتيتك في يدي
كف مخضبة ورســـــــم تألمي
لو كان لي في الشعر لومة لائم
ما كان تغريد البحور على فمي