أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 12

الموضوع: غربة ,,,9

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي غربة ,,,9

    مثل جُرْمٍ مجذوبٍ بعواملٍ أُخرى ,حجريّ المزاجِ والعاطفة ,خارجٍ عن مدارِه , كنتُ يومها ,,,. أواخر سنة 88 .
    شهران مرّوا ,,وأنا ما زلتُ ألفُّ حولَ نفسي لفاً عصبياً متوتراً ,لكنَّ دهشتي كانت كبيرة ,عندما أحسستُ أنَّ هذا اللفّ يتقدمُ بصمت ,
    وكان هذا التَّقدم للأمام بطيئاً شفافاً غير ملموس . وأنا منذ مليون عامٍ على الأقل ,لم أشعرْ بهذا التَّقدم ,
    لذلك,,, كنتُ ممتلئة ببهجةٍ خفيَّةٍ ناعمةٍ وغامضة.

    كان من واجبي أن أقومَ بالكثير جداً من الأعمال في آنٍ واحد ,
    وأهمّها تنظيف البيت جيداً وتعقيمهِ وتأثيثه بما يلزم من الأشياء التي نحتاجُها بإلحاح,
    ثمَّ المُقابلات المتكرِّرة في مدارس الأولاد, والفحوص الطبِّيَّة ,والاهتمام بالكثير جداً من الأوراق ,
    واستقبال جيرانٍ لا أعرفهم, والرَّد على الكثير من مكالمات معارفٍ في مناطقٍ أخرى بعيدة ,,
    مواعيد,,, مواعيد,,, مواعيد.

    هذا ,,غير الخبزِ الذي صُدمتُ بأنَّ من واجبي صُنعه بيدي , فلا خبزٌ عربيٌّ في الأسواق, ولم نكن كالصينين أو اليابانيين نعتمدُ على الأرز,
    ولسنا كالأوروبيين نعتمدُ على البطاطا ,بل مثل كلِّ شعوبِ منطقة الشَّام نعتمدُ في غذائِنا على الخبز ,,,
    ولكي تتغيّر هذه العادات فهي تحتاجُ لزمنٍ غير قليل
    ,وأن نشتري الخبزَ جاهزاً سيتوّجبُ علينا دفع كلّ ما نحصل عليه من نقود للخبزِ فقط , ,فقد كان غالي الثمن بشكلٍ مروّع يومها ,
    أو هكذا شعرنا ,ثم أنَّ هذا النوع من الخبزِ لا يناسبنا دائماً ,غير أنَّ عمليّةَ العجين والخبيز كانت تحتاجُ مهارةً لا أمتلكها ,,ووقتاً طويلاً جداً ,
    عدا الطبخ ,والأعمال العادية ,وخوفي على الأولاد كلّما خرجوا في هذه الدنيا الغريبة المفتوحة التي لا أعرفُ عنها شيئاً,
    ولا أستطيعُ فهمها لحد الآن ولو قليلاً.

    كنت أدري مسبقاً أنَّ أوروبا موبوءةٌ بمرضٍ خطيرٍ مُستعصٍ على العلم والطب اسمه الإيدز,
    ولكنّني لم أكن أعلمُ شيئاً يومها عن ماهيةِ هذا المرض وعن انتقاله من المصابين لغيرهم,
    لذلك,,كنت أحسّ أنَّني مسكونةً بالخوف منه .
    عندما دخلتُ الشقَّة لأولِ مرَّة ,وقد كانت بصماتُ من تركوها في كلِّ مكان ,أحسستُ أنَّ عيونَ الإيدز قد انبثقت في كلّ الجدران ,
    وبدأت تحملقُ بي بجرأةٍ ووقاحة لم أتوقعها وفي كلّ زاويةٍ من البيت ,,أحسستُ أنّه يخرجُ لسانَه لنا من فوهاتِ الحنفيّات وثقوبِ الأبواب ,
    ويتربّصُ بنا في كلّ زاويةٍ بالمطبخ والحمَّام , وفي كلِّ رُكن, وكلِّ شيء ,كم كنتُ خائفة منه على أولادي, فهم جميعاً أصغر من أن يخافوا,
    إذ كانوا لا يتورّعون عن لمس أي شيء دون سؤالٍ ولا جواب , لذلك,, لم أدعْ في السّوق معقِّمات ومطهِّرات ومساحيق وبخَّاخات إلا اشتريتها,
    وقضيتُ أوقاتاً مضنية بالتّنظيف والتّعقيم ,ومع ذلك,,, كان القلقُ يرافقني دائماً, حتى بتُّ أتمنّى لو استطعتُ تعقيم البناية والحيّ والمدينة والبلد كلّها,
    ولكن كيف ؟؟؟ إلى أن اشتريت كتيّبا من الصيدلية, ودرستُ الموضوعَ بعنايةٍ فائقة, وكلمةً كلمة, وذلك بمساعدة المترجمة التي كانت ترافقني .

    كانت اللغة هي الجدار الفاصل بيني وبين كلّ شيء ,إحساسي أنّني أرى العالمَ من خلف الزُّجاج كان يقهرُني ويوتّرُني ,
    ماذا لو كانت الإنكليزيّة هي لغتهم ؟ الإنكليزيّة على الأقلِّ كانت من معارفي, وتربطني بها علاقةٌ معيّنة ,وليست غريبة عليّ مثل هذه .
    ومع أن الانكليزيّة هي لغة البلد الثّانية,, إلا أنّني لاحظت أنّهم لا يتكلمونها, ولا يُدخلون منها حرفاً واحداً في نُطقهم ولا كتاباتهم ,إلا في وقت الضرورة ,
    حتى لافتات الشوارع, والإعلانات, ومحلاّتِهم التّجارية, تخلو منها تماماً ,
    هل كلّ هذا من شدةِ حِرصهم واحترامهم للغتهم المحليَّة الصّغيرة والفقيرة ؟؟ لا أصدّق !!
    في بلادنا يحشرون الكلمات الإنكليزيّة ,(وقد كانت الفرنسيّة سابقاً), في كلامهم العربيّ حشراً بدون أي سبب,
    يحشرونها كما تحشر المراهقةُ البلهاء الأساورَ والخواتم المزيّفة في يديها وأصابعها ,هكذا,,, دون مبرّر, ودون تنسيق أوضرورة,
    فتبدو صورةً مشوّهةٍ لحقيقةٍ من غير مضمون, فقط لأنّها تظنّ أنّها زينةً مُعيّنة ستُعطيها معنىً معيّناً .
    اللغة ,,,,اللغة ,كم يلزمنا حتى نتعلّمها ؟؟ إنّها في غاية الأهميّة ,,نحن نحتاجها حاجةً ماسَّة, إنّها كالهواء,,, كالماء ,
    أو هكذا ظننتُ في البداية ,أو ربّما كنت في عجلةٍ من أمري,
    لكن بدونها, نبدو جميعاً مثل الأطرش بالزفّة كما يقول المثل .
    //
    في هذه الدوّامة ,,,وفي ليلة ما قبل عيد الميلاد بليلةٍ واحدة ,وفي عزّ البرد والشّتاء والعتمة ,رنَّ جرسُ الهاتف ,
    فإذا بصديقةٍ لي تتصلُ من الدّنمرك من كوبنهاكن ,
    وكانت تقيمُ هناك منذ أكثر من سنةٍ ونصف ,,وكان أولادي أصدقاءَ لأولادها, وقد اشتاقوا لهم كثيراً على حدّ قولهم بعد طول هذا الغياب ,
    وإذا بها تعزمنا بإصرارٍ لقضاء عطلة الأعياد عندها .
    كان مكانُ إقامتنا الأوّل يومها يبعد عن كوبنهاجن مدّة سبع ساعات بالقطار .
    ~ سبعُ ساعاتٍ يا عزيزتي ؟؟
    هذا كثير جداً ,رحلتي من لبنان ,مروراً بدمشق حتى هنا لم تستغرق هذه المدّة الطويلة ,ولديّ طفلةٌ صغيرة كما تعلمين ,
    والوقتُ عزّ الشّتاء ,
    والأيامُ قصيرة ,لم أرَ في حياتي أياماً قصيرة هكذا ,العتمةُ خنقتني ,سوف تكون الرّحلةُ متعبةٌ جداً ومكلفةٌ جداً ,
    وأنا لا خبرةَ لي بالطرقات والقطارات والعناويين بعد ,ولا حتى اللغة ,لم يمضِ علينا شهران بعد ,
    أرجوك لا تؤاخذيني ,,في الحقيقة لا أقدر .
    ما كدتُ أقدّمُ اعتذاري ,,حتى هبَّ الأولادُ بوجهي هبةً واحدة ,
    ~ نحن نقدر ماما ,نريدُ الذهاب لقد مللنا ,,نريدُ أن نذهب أمي رجاءً لا ترفضين,,, رجاءً : قذفوها بوجهي بإصرارٍ غريب ,
    على الطرف الثاني كان أولادُها يتشبّثون بي ,يتوسلون, ويرجونني بإصرارٍ أيضا ,
    ~ يا للحيرة ,,يا للحيرة : قلت مغتاظة,,
    ما الذي يجبرنا الآن على رحلةٍ مثل هذه في الشتاء والبرد ؟؟ لا داعي لرحلات الشتاء على الإطلاق إن لم تكن ضروريّة جداً,
    لو أنها صيفٌ !!! لو أنها ربيع !!! لو نقدر أن نتكلّم ونتفاهم مع الآخرين,,, لو نقرأ !!,
    هذه البلد ما زالت غريبةً علينا,, والغربةُ مخيفةٌ وليست آمنة, ويجب أن نكونَ أشدّ حذراً,
    ~ لا شيء كما تعتقدين ماما ,, كلّ شيءٍ آمنٌ ومنظّم ,لماذا لم تنسِ قلقَك في لبنان؟؟؟ لماذا أحضرتِه معك ؟؟
    بعد نقاشٍ صاخب, وبعد أخذٍ ورد, وشدٍ وجذب, اقتنعت . أو ربّما تنازلتُ عن عنادي ,وانسقتُ خلف رغبات الصّغار .

    ~ هيا اتصلوا,, وهاتوا لي كلّ المعلومات عن الطريق : قلت متعبةً ومستسلمة,
    هبَّ أولادي فرحين مزقزقين,, كم أحبّ أن أرى البهجةَ في وجوهِهم وقلوبهم ,هي بالفعل بهجتي الحقيقيّة والوحيدة,
    وهي فقط التي تشحنُ أيّامي بالحياة ,,وبحبِّ الحياة.
    وبعد بحثِهم المتوتّر في دليل الهاتف, وبعد مكالماتٍ عديدة, ومناهدةٍ بينهم , جاءوا لي بورقةٍ مكتوبة,
    غداً في السابعة صباحاً ينطلقُ القطار من المحطة هنا, في الثانية ظهراً يكونُ في محطة القطار في مدينة L ,
    في الثالثة نأخذ الحافلة التي توصلنا للباخرة في مدينة M ,في الرّابعة إلا ربع نكونُ في محطة الباخرة ,
    وفي الرّابعة تماماً نكونُ على الطرف الثاني ,هناك سيكونُ أصدقاؤنا في الانتظار,, وبيتهم ليس بعيداً,
    ~ رحلةٌ بسيطةٌ وممتعة , هل سنسافر على الجِمال ؟
    ~ نعم,, رحلةٌ بسيطةٌ وممتعة :قلت بتهكم ؟
    ~ هيا,,, اتصلوا بأصدقائكم, وزفّوا لهم الخبر السعيد.
    //
    نام الأولاد,,, طفقتُ أُغطيهم بمعاطفهم التي خلعوها فور جلوسِهم بالقطار وألقوا بها جانباً,
    نظرتُ إليهم وابتسمت من قلبي,, ثم جلست وما زالت عيناي معلقةً بوجوههم النائمة, ورقابهم الملويّة المسندة على الكراسي,
    ~ أيّها الأشقياء ,قلت في سرّي, من يراكم الآن لم يكن قد رآكم بالأمس, أين أشواقكم؟؟ وأين فرحتكم وتطيّركم ؟؟
    دائماً تضحكون عليّ,,! ودائْماً يصغرُ عقلي أمامكم حتى يتلاشى ,فأسير على هواكم, هل هذا وقتُ رحلات ؟؟
    ما هذه السفرات الجليديّة في هذه الأيام من السنة؟؟
    جئتم بي من غير رغبة ,أنا في الحقيقة لا أحسُّ بهذا الشوق لصديقتي وأولادها حتى أقطع من أجلها كلَّ هذه المسافات,
    حتى من غيرِ مسافات, ومن غير تعبٍ ومشقَّة, في هذا الوقت الذي لم أُنهِ ترتيب حياتي بعد ,أنا لا أُحسُّ بأيِّ شوقٍ لأيِّ أحدٍ في الدنيا,
    لست بحاجةٍ سوى للإحساس بالاستقرارالآن ,
    بعد هذا الإحساس العزيز, ربما يأتي الملل ,وربما تأتي الأشواق ,, الشيءُ دائماً جميلٌ بوقته .
    ولكن سوف أعترف أنَّ لي رغبةٌ خفيّة, وعندي شوقٌ كبير ,,ليس لأيِّ شيءٍ ولا لأيِّ أحد,
    لكن فقط لأحقّق لكم بعضَ السّعادةِ والفرح,
    وأرى البهجةَ في وجوهكم , فأنا أخافُ أن أظلمكم!, أنا في الحقيقةِ لا أعلمُ ما هي مشاعركم بالضَّبط في هذه الدنيا الجديدة !,
    لقد كنتُ في الشّهرين الماضيين لا أتنفسُ من كثرة الواجبات الملقاة على عاتقي ,والوقت ليس مناسباً كي تعتمدوا على أنفسكم,
    وربَّما أنا التي أريد ذلك لتشديد الحراسةِ والمراقبة,
    من الطبيعي جداً أن تستقرَّ نفوسُكم بشهرين, لهذا مللتم واشتقتم لأصدقائكم,
    الفرقُ شاسع.

    ها هو القطارُ يركبُ عجلاته السّريعة ويبتعد, وروحي تبتعد ,,هل هناك بعدٌ أكثرُ من هذا ؟؟؟
    أُحسُّ أنَّني ذرَّةُ غبارٍ تائهةً في المسافات والدروب ,ذرّةٌ تحملُ عل كاهلها عبئاً أكبر منها بكثير ,
    أكبر من حجمها مليون مرَّة,
    ها أنا أنطلقُ إلى مكانٍ لا أعرفُ أين هو على خارطة الدُّنيا ,المسافاتُ حولي تتمدَّد وأنا أتقلَّص,
    لو نظرتُ الآن لأي مرآةٍ سوف لن أرى أيَّ شيء,
    يا للعمى,, يا للطرش,, ويا للخرس أيضاً , وها هم فرحتي وهمِّي نائمين هانئين ,وأنا متيقظةً للحراسة,
    ويا ليتني أهلاً لهذه الحراسة في هذه الغربة, التي لا أعرفُ عنها أي شيءٍ سوى جدران وأبوابِ الشقَّة التي نعيش فيها,
    ووجهِ فرنِ الكهرباء الذي يمقتُني ببرودتِه, والذي أُمضي جلَّ وقتي أمامه,

    أيقظتني أيدٍ صغيرة,, فوجدتُ نفسي أحضنُ صغيرتي النائمة ,أُلصقها بصدري بقوةٍ فوق العادة, نظرتُ حولي ,,
    ~ آه نعم,, نحنُ في القطار: قلتُ هذا بدهشةِ اليقظة, أين نحن الآن ؟؟
    ~ في محطة مدينة L أمي,, يجب أن ننزلَ الآن.
    شعرتُ بذنبٍ كبير, وخجلٍ من نفسي,
    كيفَ نمتُ بهذه السهولة ؟؟, كيف غفوت ؟؟ ما هذه الحراسة النائمة ؟؟ ماذا لو حصلَ شيءٌ أثناءَ نومي؟؟
    هذا تقصيرٌ وعدم مسؤوليَّة,!! هذه خيانة!!.
    لكن الجيران قالوا لي قبلاً (نومٌ في النّهار,, وسهرٌ معظم الليل ,)) هكذا إجازة هذه الأعياد دائماً.

    حملنا الحقائبَ ونزلنا,,,, فاستقبلنا هواءٌ شديدٌ باردٌ ثلجيٌّ قارسٌ وموجع,
    هذة هي المرَّة الأولى في حياتي , أُحسّ بمثل هذا الهواء ,نعم ! البحرُ صارَ قريباً اليس كذلك ؟

    جلسنا بانتظارِ الحافلةِ القادمة بعد ساعة ,وكان بعضُ الرُّكاب بانتظارها أيضاً ,لكن الحافلة لم تأتِ بعد ساعة ,
    لماذا لم تأتِ الحافلة ؟؟ بدأنا نتساءل ,
    كارثةٌ لو انقطعنا في منتصف الطريق ,في هذا البرد وفي هذا الليل الذي يهبطُ مستعجلاً ,
    ~ لن تأتِ الحافلة اليوم !! إنه يوم العيد :هكذا أخبرونا بالاستعلامات ,
    ~ لن تأتِ الحافلة اليوم ؟ : قلت مذعورة ,وما الحل ؟؟
    ~ اتصلنا بسيارات الأجرة, ستوصل الرُّكاب كلّ إلى وجهتِه, فالخطأ كان من عندنا ويجب تحمّل المسؤولية : قالوا ,
    بدأت سيارات الأجرة تصل ,ولكن ببطءٍ مخيف ,وقتٌ طويلٌ بين الواحدةِ والأخرى ,
    وكلَّما وصلت واحدةٌ, يهجمُ عليها الرُّكاب هجمةً واحدة,
    الجميع في عجلةٍ من أمرهم ,
    أين هو النّظام الذي سمعنا به هنا ؟؟ ها شيءٌ يحدثُ أمامنا لا صلةَ له بالنّظام ,
    ~ إنّه مساءُ العيد ,والناسُ في إجازةٍ رسميَّة :برَّر الأولاد ذلك ,
    الناسُ تفرُّ من حولنا كاليمام المفزوع ,المكانُ يخلو ,,يخلو ,كلُّ المحلاّت تقفلُ أبوابَها في مبنى المحطّة ,
    لم يعد سوى الممر الطويل العريض ببوابتيه الكبيرتين المتقابلتين مفتوحاً ,وقد أصبح ممرّاً للرياح الرَّهيبة الباردة ,
    ونحن نتجمد , وننتظر دورنا الذي لا نعرف متى يأتي ,علينا أن نهرولَ ذهاباً وإياباً في الممرِ الذي لا أبوابَ له أصلاً كي لا نتجمد,
    في الحقيقة خفتُ كثيراً !,
    وأخيراً ركبنا سيارةَ الأجرة المدفوع أجرتها ,
    ~ أين ؟؟ سألنا السائق ,وقد كان على عجلةٍ من أمره أكثرَ من غيره ,
    ~ إلى محطّة العبَّارة الذاهبة لكوبنهاجن ,
    ~ لا أعتقد أن العبَّارات تعملُ في مثل هذا الوقت :قال
    ~ ماذا ؟؟؟هناك عبَّارة كلّ نصف ساعة ,كيف لا تعمل ؟؟؟: قلت, والقلقُ يأكلني,,, وضرباتُ قلبي تزداد ,(في رقبتي أنفسٌ بريئة) ,
    ~ نعم ,,, هذا المفروض ,ولكنَّ العيد هو الآن ,,الآن في هذه اللحظات قد ابتدأ العيد : قال وهو يكزُّ على الكلمات ,
    والناس تتجمعُ في البيوت ,هل تشاهدون أحدأً في الشوارع؟؟,
    لا أحد ,سوى القليل جداً ,
    ~ ماذا سنفعل ؟؟ نحن قادمون من مكان بعيد ووجهتنا كوبنهكن ,
    ~ سنحاول ,
    انطلقت السيارةُ باتجاه البحر ,عند وصولنا أوقفها السائق, وطلبَ منّا الانتظار قليلاً ,وخرجَ مسرعاً ,ثم عادَ مسرعاً ,
    ليخبرنا أن لا عبّارات حتى الغد ,
    ~ لا عبّارات ؟؟ يا للمصيبة,! ماذا نفعلُ الآن ؟؟؟ كيفَ نقضي الليلة وأين ؟
    ~ أشكرك ,,لكن لدينا مشكلة الآن ,جئنا من بعيد جداً ولا نعرف أحداً ,أين نذهب ؟
    كن لطيفاً ,,وأوصلنا لأقرب فندق ,كما ترى,, لا سيارات هنا ,أنا أشكرك لأنّك فكّرت بنا ,وسألتَ بنفسك ,
    لم تتركنا نواجه قدرَنا أمام هذا البحر الغاضب,
    والريحِ الغاضبة, وهذا الليل, والمكان الخالي من أي بشر وأي مكان مفتوح وأي هاتف, ماذا كنّا سنفعل ؟
    ~ قلت لكم أن العيد هو الآن,,,, في هذه اللحظات ,والناسُ جميعاً يحتفلون في بيوتِهم المغلقة ,
    ومثلكم في هذا المكان في هذا الوقت خطيرٌ للغاية ,ألا تشعرون بهذا ؟؟
    نعم,, سوف أفعلُ بالطبع ,لن أتركَكم في هذا الخلاء البارد : أضاف.

    توقفت السيارة أمامَ مبنىً رائع ,
    ~ هذا هو الفندق تفضلوا :أخبرنا السائق ,
    ~ أرجو أن لا يكون مغلقاً هو الآخر :قلتُ بحذرٍ وصوتٍ مُتعب ,
    نزلنا بقلوبٍ واجفة ,لا بد أن هذا الفندق غالِ الثمن جداً ,ولكن مهما يكن ,سوف نرى ,
    ما كاد السائق يحسُّ أنّه أدّى ما عليه, حتى انطلق بأقصى سرعةٍ كأنّه يهرب ,
    دخلنا الباب الجميل العريض, فاستقبلنا موظفٌ شاب ,
    ~ نريد غرفتين ليلةً واحدة: قلت ,وكنت في الحقيقة أقصدُ غرفةً واحدة, ولا ضرورة للنّوم أو الأكل ,
    ما أحضرناه معنا من طعام يكفي الليلة بكلّ الأحوال ,وسننام فيما بعد ,
    على الإنسان أن يتحمّل الظروف الطارئة بصبرٍ جميل إن لم تكن قاتلة .
    ~ آسف ,,,كلّ الغرف مشغولةً الليلة ,,
    ~ ماذا ؟؟؟؟ هذا ما لم يخطر ببالي ,,
    زاغت عيوني وشعرتُ أنّني على وشكِ السّقوط أرضاً ,أين نذهب ؟؟
    ألقيتُ بنفسي على كرسيٍ كان بجانبي ,,وألقيتُ صغيرتي التي خنقتني عن كاهلي ,
    وأحسست أنّني على وشك الإغماء من هول المفاجأة ,
    جلس ابني بجانبي ,, وأسرَّ لي بكلماتِه الساخرة ,
    ~ هذه الليلة هي ليلتُنا الأخيرة أمي ,سنموتُ في الثلوج ليلة العيد كما ماتت بطلةُ قصّتك الصغيرة ,
    التي أشعلت أعوادَ الثّقاب لتتدفّأ بها ,
    لكن للأسف ليس معك ثقاب ,لا تخافي سوف أشتري لك علبة ثقاب من أي مكان ,وأطلق ضحكته الساخرة ,
    فتردد صداها في جنبات الصالة الفارغة تماماً من البشر ,
    قال هذا,, ثم وقف أمام الموظف وفي عينيه نوعٌ من الإصرار, وكان قد بدأ يجيد بعض السويدية وقال ,
    ~ أرى الصالةَ فارغة,ونريد أن نظلَّ فيها حتى صباح الغد ,سندفع لك ,
    ~ للأسف هذا ممنوع : ردَّ الرَّجل ,
    ~ لا مكان نذهب إليه والبرد قارس ,
    ~ ليست مشكلتي :
    ~ إذن لن نخرج, اتّصل بالبوليس ليُخرجنا بالقوَّة :
    تفرَّس الرَّجل في وجوهنا قليلاً واتجه للهاتف وهو يقول : فكرةٌ حسنة ,
    ~ البوليس يا بني ؟؟: قلت مذعورة ,هل جُننت ؟؟ البوليس للخارجين على القانون ,فهل خرجنا ؟؟
    ~ أمّي ,,أميّ ,لقد رأيتُ البوليس بكامل عدَّته وعتاده منهمكاً في إنقاذ يمامة وصغارها من شركٍ معيّن في الغابة ,
    رأيتُهم بعيني,, فهل اليمامة أحسنُ منكِ؟؟
    ~ إنَّها يمامتهم يا بنيّ ,من هي أنا ؟؟ : قلت بحسرة ,
    ~ أنتِ غُرابَهم : قال هذا وعادَ يضحك وكأن كلّ شيءٍ بخير,
    ~ دائما ترشُّ السّكر على الموت أنت : قلت هذا ونظرت إليه نظرةً رادعة,
    ~ غُرابَتهم ,أنا آسف ,ها قد حزَرْتُ لوحدي وأنّثتُ الغراب :قال هذا وهرب من أمامي ,

    جاء البوليس ,,,,رجلٌ وامرأة ,
    جلسوا معنا بكلِّ هدوء,,حدَّثونا بكل اهتمام وإخلاص واستمعوا لنا ,,
    لم يكن البوليس على عجلةٍ من أمره كالآخرين اليوم ,
    لا أبالغ أبداً لو قلت أنّني شعرتُ بحنانهم ,وكلّنا أحسسنا أنّنا بين أمِّنا وأبينا ,وهذا ما لم أكن أتوقعه أبداً ,
    إذ أنَّ الشرطة كانت طولَ عمرها تعاملنا بعدواةٍ وشراسة ,وتنظرُ لنا دائماً على أنَّنا مجرمين ,,أعداء,,
    هكذا بدون أيّ سببٍ أو مبرِّر ,
    مع أنَّنا كنّا دائماً أبرياء ,شعبٌ ضاع منه الوطن برفّةِ جفن, وضاعَ منه كلّ شيءٍ حتى دون أن يعلم ,
    بينما كلّ القوى العظمى بالعالم كانت تعلم ,
    بل تخطِّط وترسم وتجهِّز وتتآمر منذ سنين وسنين ,كيف لم تشعرْ الشّرطة بمعاناتنا وقهرنا وظلم الدنيا كلّها لنا ؟؟
    كيف لم يحسّ الأمن بتمزّقنا وقيودنا ووجعنا المبرّح, وتشرّدنا ,هل كانت الشّرطة في بلادنا من مطاط ,دون مشاعر ؟؟
    كيف أحسسنا فوراً بحنان هؤلاء الغرباء ورأفتهم واندفاعهم لتخليصنا من ورطةٍ تبدو لا شيء أمام نكبةِ شعبٍ بأكمله ؟
    ,أين نحن من العالم يا ألله ؟؟

    وبما تبقى في تلافيف عقلي من لغة انكليزيّة سألتهم ,
    ~ أين سننام الليلة؟ في النظارة يا تُرى ؟
    وفي الحقيقة لم يكن عندي أيّ مانع ,بل كان هذا بالنسبة لوضعنا حلاً منقذاً ,
    ~ لا طبعاً ,,ستنامون الليلة في فندقٍ جيد, وعلى حسابهم ,فالخطأ خطأهم ,وهم يتحملون المسؤولية :أجابوا.
    ~ خطأ من ؟؟؟: سألتُ باستغراب,
    لم أعتد طولَ عمري على اعتراف أحدٍ بالخطأ الذي ارتكبه واستعداده لتحمّل مسؤوليةِ ذلك الخطأ دون قيد أو شرط ,
    ~ شركةُ الحافلات ,كان يجب أن تُرسلَ الحافلة بوقتها ,ولو فعلوا,, لكنتم الآن في المكان المقصود :أجابت ,
    يا الله ,,ماذا أرى وأسمع ؟؟
    هذا حقاً غريب,, يضعون المسؤولية على عاتق الأقوى لينقذوا الأضعف ؟؟,وبكل بساطة ,
    وا إسلاماه,, ,وا عمراه ,,وا عليّاه ,, وا مسيحاه ,متى هاجرتم لهذه البلاد وتركتمونا نتخبط في غُلبنا,,
    وتَحكّم القويّ والغنيّ فينا بفقيرنا وضعيفنا ؟؟, متى جئتم هنا؟ وكيف ؟؟

    جاءت السيّدة البوليس بعينيها المتعاطفتين الحنونتين وأخبرتنا والأسفُ ظاهرٌ عليها,
    أن لا غرف شاغرةً في أيّ فندقٍ الليلة ,هناك الكثير من الزوَّار اللذين جاءوا من بعيد لقضاء العيد مع أهلهم وأولادهم وأقاربهم ,
    ولا حلّ لدينا سوى بيتٍ سيأخذوننا اليه الساعة ,
    ~ لا,,,عفوا ,,لا أريد,, أريد أن أعود الليلة لبيتي هل هذا ممكن ؟؟: سألت,
    لا أدري لماذا تخيَّلتُ أنَّ البيتَ كوخٌ ما ,,على أطراف غابةٍ ما,
    ولحد اليوم لم أعرف ما هو البيت المقصود ,
    لكنّني رفضته دون سؤال أو جواب ,إن كان بالإمكان العودة الآن فلا داعي لهذه المغامرة الجديدة,
    وقد كان ذلك ضد إرادة أولادي ,عرفتُ ذلك من غير أن ينطقوا بكلمةٍ واحدة ,وقد كانوا متفهمين ولم ينطقوا يومها .
    بعد بحثٍ لم يأخذْ وقتاً طويلاً أخبرتنا أنّ علينا أن نستعد ,هناك سيارةُ أجرة قادمة ,
    فقلت لها :
    ~ أنتِ تعلمين أنَّ المسافةَ طويلةٌ جداً , فردَّت أن لا تقلقي ,الأجرة ستكون مدفوعة,
    ~ ولكنّني لم أقصدْ هذا,, بل أرغبُ بالسّفر تحت رقابة البوليس,,
    فقط سجّلوا عندكم رقم السيّارة ومعلومات السائق ليكون تحت المسؤوليّة ,
    ضحِكَت ,,وقالت:
    ~ هذا ما فعلناه ,كل المعلومات عنكم وعن السائق معنا الآن ,اطمئنّي ,وكثيراً ,
    ولم أكنْ أعلمُ يومها أن النّقل الخاص مكلفٌ هكذا ,لقد كان المبلغ هائلاً ولم يكن معي رُبعه ولا حتى عُشره ,
    وكم كانت فرحتي كبيرة عندما رأيتُ ذلك السائق ,وعرفت أنّه عربيٌّ ومن أصلٍ فلسطينيّ ,ومن مخيمات لبنان أيضاً ,,
    صدق من قال ((أن الغريبَ يأنسُ بالغريب الآخر لو أحسَّ أنَّه يشبه)),
    كان يحدّثنا طول الطريق ,ويشحننا بمعلوماتٍ لم نكن نعرفها ,وعن الطريقة القانونيّة التي سيأخذ فيها البوليس ثمن أجرة السيّارة من الشركة ,
    كنت أشعرُ بالأنس والطمأنينة رغم طول الطريق ,
    وصلنا قبيل الفجر ,الحمد لله ,قضت على خير .
    ما كدت أضعُ رأسي على المخدّة ,ناشدةً نوماً كنتُ أتمنّاه وأتوقُ إليه بعد هذه الرحلة الرَّهيبة ,حتى استفاقت صغيرتي ,
    استفاقت وكلّها نشاطٌ وحيويّة, وتريد أن تسهرَ وتلعب ,كيف لا ؟,,
    فقد أخذت وقتها الكامل بالرّاحةِ والنوم طول فترة عذابنا بسفرتنا الممتعةِ اللطيفة .
    يا ويلنا نحن الأمهات كم نعاني ,أي ميزانٍ هائلٍ يقدر أن يزن معاناة كلِّ الأمّهات في هذه الدّنيا ؟
    فكل الفضاءات والمحيطات لا يمكنها أن تتسع لهذه المعاناة الجبارة ,
    ومن هذه النّقطة, ينبع ضعف المرأة التاريخي ,ومن هذه النّقطة ينبثق تحكمّ الرَّجل فيها في معظم الحالات ومنذ الأزل .
    أطلقنا على رحلتنا العجيبة تلك (رحلة السندباد) ,وما زلنا بعد هذه السنين الطويلة التي ذهبت,
    نسمّيها رحلة السندباد كلما خطرت ببالنا .
    ماسة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,165
    المواضيع : 318
    الردود : 21165
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    ما أجمل أن نحقق لهم السعادة ( أولادنا)
    في الحقيقة نحن نفعل أي شيء وكل شيء في مقدورنا أو حتى لو كان في غير مقدورنا
    فقط لكي نسعدهم .. حتى لو كان ذلك على حساب أعصابنا وضد رغباتنا.
    ممتعة مغامراتك .. لذيذ قلمك .. خفيف الظل .. أبنك بقفشاته وتعليقاته وتصرفاته ..
    أنا عاشقة لكل ما تكتبين ولكن تستهويني قصص الغربة .. وتلك الذكريات الجميلة
    وقد أحببت رحلة السندباد.
    تحياتي وتقديري وودي.

  3. #3

  4. #4
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.12

    افتراضي

    ماتعة رحلاتك وإبحارك في عمق الذكريات لتتنقلي بنا بين رياض حكاياك اللذيذة بما تحمل من مواقف وقفشات جميلة كلها من وحي الغربة
    استمتعت ماسة الرائعة هنا فبوركت واليراع المبدعة
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5

  6. #6
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    صفحة أخرى من دفتر يوميات الغربة
    أجدت كالعادة رسم التفاصيل شائقة ملفتة

    أطربني حد الضحك قولك
    هذا حقاً غريب,, يضعون المسؤولية على عاتق الأقوى لينقذوا الأضعف ؟؟,وبكل بساطة ,
    وا إسلاماه,, ,وا عمراه ,,وا عليّاه ,, وا مسيحاه ,متى هاجرتم لهذه البلاد وتركتمونا نتخبط في غُلبنا,,
    وتَحكّم القويّ والغنيّ فينا بفقيرنا وضعيفنا ؟؟, متى جئتم هنا؟ وكيف ؟؟
    والطير يرقص مذبوحا من الألم كما تعلمين صديقتي

    دمت بخير

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  7. #7
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    صفحة أخرى من دفتر يوميات الغربة
    أجدت كالعادة رسم التفاصيل شائقة ملفتة

    أطربني حد الضحك قولك
    هذا حقاً غريب,, يضعون المسؤولية على عاتق الأقوى لينقذوا الأضعف ؟؟,وبكل بساطة ,
    وا إسلاماه,, ,وا عمراه ,,وا عليّاه ,, وا مسيحاه ,متى هاجرتم لهذه البلاد وتركتمونا نتخبط في غُلبنا,,
    وتَحكّم القويّ والغنيّ فينا بفقيرنا وضعيفنا ؟؟, متى جئتم هنا؟ وكيف ؟؟
    والطير يرقص مذبوحا من الألم كما تعلمين صديقتي

    دمت بخير

    تحاياي

  8. #8

  9. #9
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    منذ الصرخة الاولى لأولادنا يمتلكون فيه عقولنا وقلوبنا بقيد من الامومة يكبلنا فلا نستطيع خلعه ونسعد كلما اشتد
    ننفذ اوامرهم مسلوبين بسحر عيونهم ونقاء قلوبهم
    رحلة السندباد هي كذلك يحملونك الى عالمهم بكل مكر الطفولة لتعيشي لحظات لا تتكرر لا تشعرين بقيمتها الا عندما تصبح من الماضي
    رحلتك كانت جميلة رغم كل الخوف والتعب الذي سكنها
    ورحلتنا معك كانت اجمل لحلاوة الحرف وسهولة شربه كماء سلسبيلا
    يروقني كل ما تكتبين
    ماستك تزداد سحرا
    دمت بخير
    تقديري وكل المودة

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نادية محمد الجابى مشاهدة المشاركة
    ما أجمل أن نحقق لهم السعادة ( أولادنا)
    في الحقيقة نحن نفعل أي شيء وكل شيء في مقدورنا أو حتى لو كان في غير مقدورنا
    فقط لكي نسعدهم .. حتى لو كان ذلك على حساب أعصابنا وضد رغباتنا.
    ممتعة مغامراتك .. لذيذ قلمك .. خفيف الظل .. أبنك بقفشاته وتعليقاته وتصرفاته ..
    أنا عاشقة لكل ما تكتبين ولكن تستهويني قصص الغربة .. وتلك الذكريات الجميلة
    وقد أحببت رحلة السندباد.
    تحياتي وتقديري وودي.

    وعليكم السلام صديقتي العزيزة نادية
    نعم ,,حتى لو كان ذلك على حساب أعصابنا ,دائما نفعل هذا ومن اليوم الأول لمجيئهم ,وقبل ذلك أيضا .
    أشكر موافاتك يا صديقتي ,,أشكر رأيك .
    فقد كانت القصة طويلة ,,وربما مرهقة للقارىء ,
    ربما,,,,,
    في الحقيقة لا أعلم ,فأحيانا نحب قراءة قصة معينة أو قصيدة دون غيرها مهما كانت طويلة ومرهقة ,ونستمتع أيضا,
    شكرا لك
    ماسة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غربة .. قصيدة من ديواني الأول
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20-09-2006, 08:00 PM
  2. غربة في غربة
    بواسطة عمر الشادي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-04-2005, 08:59 AM
  3. حنين غربة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-07-2003, 01:47 AM
  4. غربة طفل
    بواسطة الاسطورة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-05-2003, 09:34 PM
  5. غربة طفل
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-05-2003, 09:34 PM