هذا أوان الدمع يا عيني فجودي
وتجاوزي في سكبه كل الحدودِ
هذا أوان الدمع من بعد الصفا
عرك الزمان وضَرسه سنن الوجودِ
هذا أوان الدمع، لا تتجلدي
ما ينفع العاني سوى كسر القيودِ
هذا أوان الدمع، لستُ بجاحدٍ
فضل الرضا، لكنه زمن الصدودِ
هذا زمان ناسه في غفلةٍ
ومكارم الأخلاق منهم في رقودِ
ناس إذا نزل الهوان بدارهم
فرحوا به وتفاخروا فخر الجدودِ
ومِن العلا نكصوا على أعقابهم
وتسابقوا للخَطْبِ في لطم الخدودِ
حتى استوى الأحياء منهم بالبلى
وتخاذلوا، ثم استلذوا في القعودِ
يا لائمي في بعض قولي هل ترى
يجدي الذي صمما به قصف الرعودِ
شقّ الزمان جيوبه متفجعا
شيما تعاهد أمرها وفد الجحود
من ذا الذي في الحادثات يجيرني
والخْلق أضحى صدقهم نكث العهودِ
لكنني ما زلت أرجو المرتجى
ربا سميعا في الركوع وفي السجودِ
يبقى الجمال وأهله في رفعة
هل تُنْقِص الأشواك من عبق الورودِ