السلام عليكم ورحمة الله وبركاته المقامة الكشكية لبديع الزمان الكشكاوي محمد ابن أبى كشك
فكرت أن أكتب ما يشابه مقامات بديع الزمان للمويلحى والهمذانى ولكن بطريقة كشكية
تنقسم بين التفعيلة والسّجع والحكاية وستكون على حلقات إن شاء الله وربما استعملت النثر القصصى فيها بحيث تكون وجبة متكاملة إن شاء الله
وفكرتها تدور حول عابرِ سبيلٍ يزور قومًا فتتغير حياتهم بزيارته وتحدث أمورٌ كثيرة ,,,لا أريد حرق القصة.
وهى من باب القصة الشعرية وفيها بعض التعديل عن المقامة المعهودة وبصمتي الخاصة فيها فلن تكون صورة مقلدة تامة ولكن من هذا وذاك فالراوي هنا على سبيل المثال هو العبد الفقير إلى الله أخوكم محمد
قال الرّاوي يا سادة يا كرامْ :
----الحلقة الأولى----
سحابٌ وغيم
ونوءٌ غزيـرْ
وثلجٌ يغطّي بساط الغديرْ
وكلّ الطيورْ
خبا صوتها
فليست تغنّى
وليست تطيرْ
ضبابٌ كثيفْ
وصوتُ حفيفْ
ورعدٌ وبرقٌ رهيبٌ مخيفْ
وكلٌّ توارَى
وكل الدّروب جفتْها الخطى
سوى خطوات لشيخٍ مهيبْ
تدقّ خطاه الطّريق الرحيبْ
وراح يسيرْ ,,وراح يسيرْ
وتعلو خطاهْ
رويدًا رويدًا
ولكنّها سكنتْ فجأةً
وأسرع يطرُق بابًا كبيرْ
وما من مجيبْ
فنادى بصوتٍ مثيرٍ عجيبْ:
ألا تفتحوا داركم للغريبْ؟!
ومرت هنيهةْ
تلتها هنيهةْ
وكاد يولّى بخفّى حنينْ
(ولكنْ لأينْ؟!)
ولكنّهمْ
فتحوا بابهمْ
فقالوا لهُ :قل لنا ما تريدْ!
فردّ العجوز : سؤالٌ غريبْ!
فقالَ: أنا عابرٌ للسبيلْ
أريد الطّعامْ
أريد السّريرْ..أريد السريرْ ..أريد السريرْ
تعب الراوي إذن من التفعيلةْ, ولابد من الحيلة ْ, واكمال الحكاية بأيّ وسيلةْ,,قصيرةْ ؟؟طويلةْ؟؟؟؟ ولكن جميلةْ كما سترون ان شاء الله يا ســــــــــادة يا كـــــــــــرامْ
قال الراوي الهمامْ ,,, يا سادة يا كرامْ :
دخل الشيخ الغريب إلى دارهم بشكل عجيبْ
وقد غرقت ثيابهْ ,, وابتلت أطرافهْ
وتقاطرتْ منهُُ حبات المطرْ, وظهر عليه الأرق وطول السهرْ .
و أثر برودة الجوّ ظاهرٌ عليه ,ونظر حوله فرأى بيتا كبيرًا وفرشا وثيرًا وأثاثا فخمًا
وجدراناً منقوشةْ وكأنها متاحف قديمةْ,, بأعمدةٍ عظيمةْ ,,,وفجأةً نظر إلى صورةٍ معلّقةٍ على الجدارْ لرجلٍ يتضح أنه عميد الأسرة الراحل لهيبته الباهرةْْ وشيبته الظاهرةْ وخط ٍأسودٍ مائل على جانب الصورة, ونظر إلى الصورة من جديدْ في حزنٍ شديدْ
ودموعه تخضّب لحيته البيضاء الكثيفة وكأنها حبّات المطرْ هطلت على أوراق الشجرْ في دهشةٍ من أهل الدارْ,, والكل حائرٌ مستطارْ لا يقرّ له قرارْ
فقال له شابٌّ يشبه وجهه صورة الرجل المعلقة على الجدارْ: من أنت يا سيدى وهل تعرف والدى- رحمه الله-
قال العجوز: ما خطبكم يا أهل الدار ْكان والدكم أعز الأصدقاء وأقرب الأقرباء
ألا تذكرون عمكم عمار ْ لقد كنت لكم قديمًا جارْ
ألا تذكرنى يا سالم؟!
فقال سالم: لا أتذكرك يا سيدى فمن تكون ؟!
فقال:
عجوزٌ غريبٌ شريدٌ بِلاَ
أنيسٍٍ ولا صحبةٍٍ أقبلا
أنا همس أمس الذى قد مضى
وخلّ أبيك الذى ما سلا
فردّ سالم :
ألا مرحبًا سيدى يا هلا
فقال له العجوز: أنا عمّار جاركم القديم ,وخل أبيك ,فما كنا نفترق إلا قليلا
وأطرق قليلًا بعينه الدامعه قائلا :ما فرقتنا إلا مشاغل الدنيا الكبيرة الواسعة
إيه يا ولدى لعلك لا تتذكر عمك عمّار!
كم حملتك وأنت طفلٌ صغير على كتفيّ رحم الله أباك
والآن أريد النوم أريد السرير هل تسمحون لى يا ولدى
فأدخله سالم فرحا به يكاد من فرحته بالعجوز أن يطير
فأرشده إلى السرير وقال له تفضل نم قريرْ, فهذا هو السريرْ
وأطفأ الأنوار وجهز الغطاء الدفيء وألقى العجوز نفسه على السريروملأالغرفة بصوت الشخيرْ
------
وإلى تكملة إن شاء الله يا سادة يا كرام ْ