يا طيرَ النّورسِ يا طيرا
مثلي حلّقتَ بأحلامكْ
تعلو في الجوِّ ولا تعلو
وتعودُ تحطُّ على الأرضْ
وكأنّك تبحثُ عن أوهامكْ
أو تبحثُ عن ذكرى أيامِّكْ
أو تبحثُ عن عِشْقٍ مفقودْ
أو عنْ وطنٍ لمْ يُولدْ بعدْ
تبقى تحتَ الشِّمس ولا تذهبْ
تبقى حول البحرِ ولا تتعبْ
مثلي
وكأنّكَ تعشقُ رائحةً لا يهديها إلا البحرْ
وكأنّكَ تعرف ُ أسراراً لا يعرفها إلا البحرْ
وكأنّكَ مثلي تنظمُ شعرا
بحراً بحرا
وتحبُّ جنونَ الصّيفْ
هلْ مثلي تعرف أنّ الدنيا زائلة ٌ ؟
هل تعرفُ أنّي فيها مثل الضّيفْ!
يا نورسُ إنّي أحتارُ
هل تسمع مثلي أخبارا؟
هل تسمع عن أمّ الدنيا ؟
هل تسمع أخبارَ الشامْ؟
هل تسمع أخبار القدسْ؟
عن بغدادَ الموجوعةِ من أعوامْ!
هل تعرفُ أخبارَ السّودانْ؟
يا نورسُ إنّي أحتارُ
وتهيجُ بشعري أفكارٌ مثل النيرانْ
هذا عربيٌ نحسبهُ ملِكَ الأزمانْ
يحمي الأعراض ويحفظها
لا يقطعُ فينا الأزمانا
لا يقتلُ فينا إنسانا
لا يُبقي فينا جوعانا
قد جاء إلينا مثل السّيفْ
لكنْ ليقطّعَ رأس النخوةْ
ويفرِّقَ بين َ الإخوةْ
لا أعرفُ إلا البحرْ
أهديه بيوتاً من حرفي
فرحا من أبيات الغربْ
ألماً من أحزانِ الشّرقْ
أبني أبياتاً من شِعري
ولهذا أبقى حيرانا
هل حقّاً مثلي أنتْ؟
عدنان الشبول
04.05.14
St Osyth Beach-UK
( الصورة المدرجة التقطتها بعدستي)