انْتَهَت اللُّعْبَة ..
مَاتَت الدُّمْيَةُ الأَثِيرةُ بَيْنَ أَصَابِعِك
تكسَّرتْ .. تَحطَّمَتْ ..
تَنَاثَرتْ ؛ كفَتِيتِ العِطْرِ عَلَى حُرُوفِ مِخْدَعِك
اليَوْمَ أَنْهتْ دَّوْرَها المَرْسُومْ
في خِدْمَةِ الأمِيرةِ
والإِمَارَةِ
والهَيْكَلِ المَعْصُومْ
اليَوْمَ أَوْفَتْ دَّهْرَها المَعْلُومْ
بَيْنَ اشْتِياقٍ
واحْتِرَاقٍ
واعْتِنَاقٍ للهُمُوم
اليَوْمَ أَمْسَتْ دُمْيَةً عَيَّاءْ
كالبُلْبُلِ المَذْبُوح
شِّعْرُها مَسْؤومْ
شَدْوُها مَسْؤومْ
بَوْحُها مَسْؤومْ
حُبُّها الْكَانَ مُدْهِشاً
لفَّه الوُجُومْ.
الدُّمْيَةُ الأَثِيرةُ مَا لَهَا لُزُوم
فاقْطَعِي خُيُوطَها الوَهْنَاء
واكْسَري قَيْدَها المَوْصُوم
انْتَهَت اللُّعْبَة ..
مَاتَت الدُّمْيَةُ البَلْهَاء
مَاتَت الدُّمْيَةُ البَلْهَاء
الآنَ ؛ مَا عَادَ يُمْكِنُها الغناء
وكِتَابَةُ الشِّعْرِ في العَيْنَيْنِ والشَفَتَيْنِ
والضِحْكةِ الغَنَّاء
مَا عَادَ يُمْكِنُها الرَقْصُ
على السُّلَّمِ المَكْسُور
وإِرَاقَةُ الوَجْهِ في الدَّوْرَقِ المَغْرُور
مَا عَادَتْ تَسْتَكينُ
كما البَغْايا في القُصُورْ
أو تَبِيعُ الجَسَدَ فِي الأَسْوَاقِ
ثَمَنُاً للزُهُور.
مَن قَال أن المَلِكةَ تَأبهُ بالزُهُورْ ؟!
والشِّعْرِ والشُّعُورْ
ولّوَاعِجِ الصُّدُورْ
تِلْكَ جَمِيعُها ..
جَمِيعُها ..
تَوَافِهُ الأُمُورْ
انْتَهَت اللُّعْبَة ..
مَاتَت الدُّمْيَةُ الغَبِيّةُ
مَاتَت الدُّمْيَةُ الغَبِيّةُ
لا تَجْزَعِي ...
إنْ هي إلا دُمْيَةٌ عَاجية
صَنَعتِها مِن غُرُورِك
سَقَيتِها مِن غُرُورِك
أَطعمتِها الأوْهَامَ و الأَحْلامَ
حتى أَوْرَفَت ..
جَنَّاتِ عِشْقٍ
في بَلاَطِ غُرُورِك
الآنَ سَئِمتِها؟..
قَصَمتِها؟..
رَميتِها ..
تَحْتَ قَدَمِ غُرُورِك؟
لا عليكِ ..
لا تُبالي ..
لا تُلَمْلِمي بَعْضَها المَنْثُورْ
لا تُضّمِدي قَلْبَّها المَكْسُورْ
لا تَجْرحي اليَدَ النَّاعِمَةَ
أو تَخْدشي المَدْمعَ البَلُّورْ
لا تَسمحي لبَقَايا بَقَايَاها
أنْ تَنَالَ مِن غُرُورِك
انْتَهَت اللُّعْبَة ..
مَاتَت الدُّمْيَةُ الشَّرِيدة
مَاتَت الدُّمْيَةُ الشَّرِيدة
فابحثي أَيَّتُهَا المُدَلّلَةُ عَن دُمْيَةٍ جَديدة
تَسيرُ خَلْفَكِ في المَسيرِ
تَعْدو نَحْوكِ إِنْ تُشِيري
تَنْطِقٌ أَنَّى شِئْتِ
تَخْرسُ أَنَّى شِئْتِ
تَفرَحُ أَنَّى شِئْتِ
تَحْزنُ أَنَّى شِئْتِ
تَعشقُ ، وتَكرهُ ، وتَطْرَبُ ، وتَغْضَبُ ، وتَموتُ وتَحيا
أَنَّى شِئْتِ
أَنَّى شِئْتِ
تَقوم اللَّيْلَ كُلَّه في مِحْرَابِكِ
تَتَوَضَاً بالكُحْلِ السَابحِ في عَيْنَيْكِ
وتَغْتسلُ بِنُورِ الصُّبْحِ على أَهْدَابِك
تَطوفُ حَوْلكِ مُكبِّرةً ، مُهلِّلةً ، حَامِدةً ، شَاكِرةَ
قَاصِدةً هَدْيَ شِّعَابِك
تَضَعُ كُلَّ عُنْفُوَانِها وَسُلْطَانِها وَتِيجَانِها
وَ كُلَّ مَهَارَاتِها ؛ رَّهْنَ جَوَابِك
وَ فِي آخِر اللَّيْلِ ..
تنامُ على قَدَميكِ
طَائِعةً ؛ قَانِعةً ؛ سَعِيدة
انْتَهَت اللُّعْبَة ..
مَاتَت الدُّمْيَةُ
مَاتَت الدُّمْيَةُ
أَلْقِها - كيف شِئْتِ - في الحَرِيقْ
أو دعيها للخناجر في الطَريقْ
وَ تَذّكري ...
الدُّمْيَةُ الشَّرِيدةُ الغَبِيّةُ البَلْهَاء
أَهْدتكِ ذَاتَ يَوْمٍ
بَعْضاً مِن هَواها
بَعْضاً مِن سَّناها
و بَعْضاً مِن بَرِيقْ