|
أرثي بشعري من قضوا بالوادي |
شهداء روض العز والأمجادِ |
شهداء مصر بحزنها تأسى لما |
قد كان من غدر من الأوغادِ |
عاثوا الفساد بأرض خير طالما |
كانت ملاذ قوافل القصادِ |
كانت طعام الجائعين وقوتهم |
وشراب ري للغريب الصادي |
ولجيشها الراقي المجيد شواهد |
عظمى تسامت في حمى الأشهادِ |
وله سجلات انتصارات بها |
دحر الطغاة وذلة لأعادي |
جيش عظيم باهر متمكن |
بالأرض خير خلاصة الأجنادِ |
وسل التتار وجيشهم كيف انتهى |
زحف لهم بسهولنا ووهادِ |
واقرأ بحطين العظيمة فخرها |
بالمؤمنين على هدى وسدادِ |
يا جيش مصر لك المفاخر جلها |
غاظت حسودا ظاهر الأحقادِ |
أو من يداري ناره في صدره |
بالغل يملأ مهجة الحسادِ |
من فرط كبت بالصدور نوازع |
شتى تمزق مستطير عوادي |
حتى استحالت بالقلوب ضغائن |
من أهل جلدتنا بمحض سوادِ |
عاشوا بها مستمرئين جرائما |
فيها اعتداء سافر متمادِ |
بالأمس شنوا بالدمار هجومهم |
في أرض سينا بامتداد بوادي |
واليوم بالوادي الجديد جريمة |
أخرى تلوح بدمعة وحدادِ |
أبطالنا الأفذاذ ماتوا جهرة |
بالصوم نالوا أحسن استشهادِ |
ورووا الرمال دماءهم بتجدد |
لقوافل الآباء والأجدادِ |
كانوا الحماة لأرض مصر بهمة |
وعزيمة بهداية ورشادِ |
كانوا جميعا بالعطاء لمصرنا |
أم المكارم بامتداد بلادِ |
والشعب واساه الشهيد بروحه |
تعلو لجنة ربه الجوَّادِ |
يا خير جند الأرض إن عهودنا |
بوفائنا في مصر باستعدادِ |
لفداء مصر وأرضها وفضاءها |
والبحر نحمى مصرنا بعتادِ |
سنصون مصر بروحنا ونفوسنا |
وقلوبنا بتكاتف الأجسادِ |
سنرد كل مكابر مستهتر |
مسترسل في غيه بعنادِ |
ستكون مصر بأمنها وسلامها |
عبر العصور وطيلة الآمادِ |
بمشيئة الله العظيم كتابه |
فيه الأمان مهيأ لعبادِ |
فيه اسم مصر ووصفها ومياهها |
تجري بفضل الله ذي الإمدادِ |
وبسنة الهادي البشير حديثه |
عنها بهدي طاهر للهادي |
شهداء مصر قصيدتي بأنينها |
تنعيكمُ بمحبتي وودادي |
أنتم رجال الصدق نلتم رفعة |
فيحاء بالعلياء بالإسعادِ |
في كل ربع بالحدود أشاوس |
يحمون مصر برفعهم لعمادِ |
كنتم ولازلتم مثالا يحتذى |
بمسيرة سُطرت بطهر مدادِ |
سأظل يا مصر الحبيبة عاشقا |
لجمالك الفذ الجليل الغادِي |
أسطره شعرا غائظا لمكابر |
فظ جهول قابع بكسادِ |
ويكون سعدا للمحب لمصرنا |
نبراس أهل البر والإرشادِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما لاح صوم ذاخر الإيرادِ ! |