عــلال المديني
لما كان عبد المطلب في سفر إلى الشام للتحاكم أمام -كاهنة بني سعد بن هذيم - ضد قوم من قريش رأوا أن لهم نصيب في ماء زمزم ،منعه قومه من شربة ماء لما انعدمت عنه واشتد ظمؤه وما أن استمر في المسير وأخذ قسط من الراحة حتى انفجرت عين ماء من تحت راحلته فشرب وشرب أصحابه ثم دعا القبائل من قريش ممن منعوه من الماء فقال: هلموا إلى الماء فقد سقانا الله. فقال أصحابه: لا نسقيهم لأنهم لم يسقونا. فلم يسمع منهم وقال: فنحن إذاً مثلهم !
فنحن إذا مثلهم ، تلخص القضية وتحدد المنهج فأنت إذا أمام منهج في التدافع سابق عن الإسلام وأكده الإسلام في أكثر من حديث نبوي ، لكن للأسف الشديد كثير منا بعيد كل البعد عن هذا المنهج في التواصل والتدافع مع الخصم أو مع من يشتمنا أو يمنعنا من شيء ، وإتباعنا لهذا المنهج سيقصر المسافات أمام الخصومات وسيكون دافعا لتراجع الخصم عن غيضه وحنقه وخبثه .
كثير من المعارك هي التي نعتقد أننا انتصرنا فيها على الخصم ولكن عند التأمل والتمحيص نجد أنفسنا خسرنا ما هو أهم في هذه المعركة وما خسرنا لا يعوض ولا نشعر به وهي أخلاقنا ، فكم من خصم يتفوق في جرنا إلى ساحته ويقحمنا في أسلوبه وأخلاقه فنأخذ منه معوله ونحاربه به فنكون إذا مثله في أخلاقه وتصرفاته وتلك هي الهزيمة الحقيقية ....