أحدث المشاركات
صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 10 من 17

الموضوع: غربة ,,,8

  1. #1
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي غربة ,,,8

    عذرا أخي القارئ,جعلت النص في الوسط مضطرّة,كي لا تختفي بعض الأحرف
    ***

    كُمبيوتر,,,,,,كُمبيوتر,,,,, كُمبيوتر
    هكذا,,,,,, ملأَتْ شُهرتُه الآفاق ,(وكان ذلك في الثمانينيّات ,وقبل قدومنا لأوروبا ).
    ~ ما هوَ هذا يا تُرى ؟؟
    ~ إنَّهُ يعرفُ كلَّ شيء!!, وما عليكَ إلا أن تسألهُ فيجيبكَ فوراً !
    ~ لا أُصدِّق ,,,,,! ماذا لو سألته من هوَ أنا مثلاً,,,هل سيعرفُ من أنا ؟؟
    ~ طبعاً ,,سألهُ حسنين بن عوضين في مصر هذا السؤال ,وعرفَ الكمبيوتر أنَّه حسنين,
    وعرفَ أيضاً أنَّه سيسافر في تمام السادسة ((بالترين)) يعني القطار !.
    ~ هذه نكتة ,,أليسَ كذلك ؟؟
    /
    أغرقَ إبني في ضحكتِه الجميلة ,وأنا أحدّثهُ عن هذا ,
    كانت سنة 90
    وكان ابني في التاسعةِ من عمرِه ,
    يحبُّ الضحكَ كثيراً, ويحبُّ السخرية ,دائماً يختلقُ النكتة ويَضحَكُ, ويُضحِكُ مَنْ حوله,
    أمّا لو كانَ صامتاً ,فلا ترى إلا تكشيرةً كبيرة مرسومة على وجههِ , حتى تظنُّ أنَّه على وشكِ ارتكاب حماقة ما ,
    ولو دخلتَ لقلبه,, ستكتشفُ أنَّه يخترعُ نكتةً جديدة, وسخريةً جديدة, ليس إلا,,
    كان صغيراً,, و شغوفاً بالأجهزةِ الإلكترونية ,كألعابِ الفيديو وغيرِها ,
    أمَّا أنا,, فقد كنتُ وما زلتُ أبغضها بقوّة ,لأنّني كنتُ أرى كيفَ يبالغُ أولادي في الجلوسِ إليها,, وقضاءِ الوقت الطويل منكبِّينَ عليها داخلَ أربعةِ جدران,
    و كنتُ أُحسُّ كيفَ تسحبُهم من حياتِهن, وحتى من أنفسِهم ,فينسون كل شيء!,
    حتى وجدتُ نفسي مضطرَّةً لتحجيمِ هذا الموضوع للحدِّ الأدنى, حرصاً على سلامتِهم وصحتِهم ودراستِهم ,
    والحقيقة ,,,لمْ يكن الأمرُ سهلاً, بلْ كانَ عراكاً لا ينتهي.
    /
    ~ ماما,,, أنا أفكّرُ بشراءِ كمبيوتر ,,قال ابني فجأةً في ذلك المساء ,وكانَ معي في المطبخ.
    ~ لكنَّه باهظُ الثمن يا صغيري , أجبته ,
    ~ ليسَ الآن ,,لكنني لا بدَّ أن أشتريه يوماً ,قال ذلك بإصرارٍ ,متخلياً عن قهقهاته العادية ,
    ~ هل تعلمُ يا بُنيّ ؟؟ أنا لم أرَ الكمبيوتر في لبنان أبداً ,وإذا ما كنتُ قد رأيته فلا أتذكّر أنّني عرفته ,
    المرَّة الأولى التي شاهدتُ فيها هذا الجهاز, كانت في مطار ألمانيا ونحنُ قادمون إلى هنا ,ولا أتذكّرُ كيفَ عرفتُ أنَّهُ الكمبيوتر,
    لمْ يكن سوى تلفزيون صغير ,ولوحةٍ مليئةٍ بالأزرار ,
    ~ وخابَ أملُك طبعاً ,فقد كنتِ تظنّين أنَّهُ شخصٌ آليٌّ برأسٍ وقدمين ,أو عفريتٌ ,وبإمكانك أن تسأليه فيسمعُك ويجيبُك ,
    قال هذا وسطَ قهقهته التي لا تخلو من السخرية ,
    ~ ماذا أفعلُ بكَ ؟؟ قلْ لي ,, ألا تقولُ كلمةً جادَّة ؟
    ~ هل تعلم ؟؟ وددتُ أنْ ألمسَ ذلك الجهاز يومها ,وأكبسَ بعضَ أزراره ,
    كم حسدتُ تلك الموظفة الألمانيَّة ,لا فرقَ بينها وبين كابتن الطائرة في الحقيقة ,وجدتُهم رائعين فوق العادة ,قلت هذا, وأنا ما زلتُ مشغولةً بإعداد طعام العشاء .ثم أردفت
    ~ الأم عندنا يا بُنيّ تقضي عمرَها كلّه بين الأطباق والطناجر ,
    كم أودُّ أن تقدّسوا العلمَ وتسيروا في طريقِه , إنّهُ حقاً طريق النور,
    فقال مقهقهاً ,,
    ~ كما تريدينَ أمي ,,سوفَ ننوي الصيامَ حتى ننهي دراستَنا ,وعندما ننجحُ ~وهذا أكيييد~, نعلنُ العيدَ ونفطر ,
    ~ لكن لو تعاونّا جميعاً في المطبخ,, سيتسنّى لنا جميعاً أن نتعلم, ولم يبقَ أيُّ داعٍ لتقديم الأمّ او الأخت ضحيةً على مذبحِ المطابخ ,أليس كذلك ؟؟
    أنظر كيف تحوم حولي منذُ ساعةٍ دونَ أن تفعلَ شيئاً,أضفْتْ,
    ~ هل تعلمين أمي,,, سنة 2000 ,سيصبحُ الشعبُ الأميركي والشعوبُ الأوروبية كلها شعوب معلومات, قالَ جاداً,
    ~ وماذا يعني هذا ؟؟
    هل سيتوقفُ التدريسُ والطبُّ والعملُ بالمصانعِ والشوارع مثلاً ,,ويجلسُ الشعبُ كلُّه أمامَ شاشة ؟؟سألت,
    ~ قال :ربَّما ,,,والكمبيوتر ساعتها هو الذي سيقومُ بكلِّ الأعمال ,
    ~ لا أريدُ أنْ أُصدِّق,,, أجبتُه ,لنْ أُصدِّق ,,ولكن لمَ لا؟؟
    فلو نظرنا للخلف, لوجدنا أنَّ هذه الأحلام العلميّة تتحقَّقُ يوماً بعدَ يوم, ألمْ يكن بن فرناس يحلمُ بالطائرة ؟
    أَلمْ تحققُ الغوّاصةُ حلمَ الإنسان بالتَّنزه في قاعِ المحيط كما يتنزهُ في بستانِ أبيه ؟؟
    والبرقيات ,,أليست امتداداً لعمل الحمام الزّاجل ؟؟ ولنْ تنتهي الحكاية.
    كلُّ شيءٍ ممكن .
    ومع كلّ ذلك ,فأنا لنْ أصدِّق أنَّ هذا الجهاز سيحِلُّ مكان العاملين ,
    ولو فعلَ هذا,, فهو حتماً سيقومُ بأعمالِ المطبخ ,وساعتها, سيكون عندي وقتُ فراغٍ لأتعلَّم العمل عليه .
    /
    يومأً بعدَ يوم,, كانَ هذا الجهاز يثيرُ دهشتي, إذ كلّ ما رأيتُ أحداً يعملُ عليه في المكاتب أو العيادات أو أيّ مكانٍ آخر , يشدُّ انتباهي واهتمامي ,
    (اللعنة ,,كيف يعملون عليه ؟ماذا يكتبون ؟وماذا يقرأون ؟وكيف ؟)
    /
    مرَّت السنواتُ متسارعة ,واقتربت سنة 2000 ,
    كبُر ابني ,وصارَ لهُ عملاً بسيطاً يدرُّ عليه بعضَ المال إلى جانب المدرسة ,وهبطَتْ أسعارُ أجهزة الكمبيوتر قليلاً ,وكثُرت في الأسواق ,
    عادَ يوماً للبيت مع ثلةٍ من أصدقائه, وكان يحملُ كرتونةً كبيرة ,وكان في غايةِ السعادة ,
    سألته وهو يمرُّ أمامي متجهاً لغرفته وخلفَه رفاقه,
    ~ لماذا أنت سعيدٌ لهذه الدَّرجة ,؟وكأنَّك تحملُ العالمَ في هذه العلبة ؟؟
    ~ أُمي ,,,,,أنا أحملُ العالمَ في العلبة ,إنه الكمبيوتر ,
    ~ ماذا ؟؟
    أريدُ أنْ أراه فوراً ,قلت ذلك بلهفةٍ حقيقيّة,
    ~ دعينا بسلامٍ الآن ,فهو بحاجة للتّركيب, قال على عجل دون أن ينظرَ إلي,
    ~ لا تُبطىء,

    كنت أُطلُّ على الأولاد اليافعين السعداء جداً (بالداتا) وهذا اسم الجهاز باللغة السويدية ,كلّ عدةِ دقائق,
    وأسألهم إنْ كان كلّ شيء بخير, أو إذا ما كانوا يحتاجون للمساعدة,
    ثم أعودُ لأنظر من زجاج نافذة المطبخ للفضاء, وأتنفسُ بعمق ,
    ~ كمبيوتر في بيتي ,,,يا للسّعادة
    كنتُ في غايةِ الشوق لأجلس إلى ذلك الجهاز العجيب كما يجلسون ,أكبس الأزرار كما يكبسون ,وأحدِّق بالشاشة كما يحدّقون,
    ثم تصيبُني الدَّهشة كما كنتُ أراهم يُصابون ,
    يا للرّوعة,,, لن أنتظر طويلاً حتى أحقّق هذه الرّغبة التي تشبهُ الحلم ,,نصف ساعة كما أخبروني,
    وكانت نصفَ ساعةٍ طويلة جداً ,,عندما خرج ابني ليخبرني أنّ كلّ شيءٍ على ما يرام ,ولا ينقصُنا سوى الإنترنيت ,
    ~ ولماذا لم تشترِ الانترنيت مع الجهاز ؟؟سألته ببعض عصبيّة ,
    قهقه أبني بطريقته المعهودة وسخريتٍه الشّبه ظاهرة ,
    ~ ماما,,,,لا يمكنني حمله ,إنَّه يحتاجُ لشاحنةٍ كبيرة ,قال هذا وهو ما زال يضحك مقهقهاً,
    هالنِي ذلك ,وصَمَتُّ صَمْتَ مَنْ يُفكَّر ,(أين سأضعه ؟؟)
    ~ أنتَ تمزح ,,,,
    ~ طبعاً أمزح لا تخافي ,إنَّه مجرَّد خطٍ كخطّ الهاتف,, ويجب أن نوصله ,
    ~ ولماذا لا تفعل ؟
    ~ لأنَّه ليس لدينا خطٌ الآن, ويجبُ أن نتّصلُ ونحجز وندفع, وليسَ معي نقود ,
    ~ إسمعْ,, سأدفعُ لك ما تريده,, اتصلْ فوراً,
    ~ لنْ أفعل ,,,هذا الجهاز لي وحدي,, سأدفعُ كلَّ تكاليفِه وحدي,, وأُطلقُ عليه اسمي,, ولن أسمح لأحدٍ بلَمسِه إلا في أوقاتِ غيابي او نومي او انشغالي ,,
    هلْ هذا مفهوم ؟؟
    وعاد يقهقهُ تلك القهقهةِ التي تشبهُ العزف على الرُّخام ,,رائعٌ ابني ,
    ~ لن أردَّ عليك الآن ,قلت يصبرٍ جميل .
    /
    مرَّت الأيامُ لا تلوي على شيء,
    وفي يومٍ منها, وعندما كنتُ في قاعة الصَّف في مدرسة اللغة للكبار, اذ بالمُدَرِّسَة تزفُّ لنا خبراً رائعاً,
    ~ يا طلاّب اللغة, قرَّرت المدْرَسة افتتاح دورةً لتعَلُّم الكمبيوتر, ومَنْ يريدُ الالتحاقِ بها يرفع يدَه الآن ,
    عليه فقط اجتياز امتحانٍ لمستوى اللغة السويدية درجة (c), ومَنْ لا ينجح فلا فرصةَ له بهذه الدورة, وعليهِ انتظار الدورةِ القادمة ,
    خفقَ قلبي من روعةِ المفاجأة ,ورفعتُ يدي دون تفكير,
    ~ سنسجِّلُ الأسماء,,, أمَّا الامتحان فهو بعد إسبوع ,أضافت المُدَرِّسَة ,
    سألتُ بلهفةٍ واضحة ,متى تبدأ الدورة,,,؟ في أيّ وقتٍ سيكون الدّوام ؟وكم من الوقت كلّ يوم ,
    ~ ساعتان ,,,كلّ يوم بعد المدرسة أو خلالِها ,لا أدري بعد,
    لم يرحّب الجميعُ بالفكرة ,واستغربتُ الأمر,
    أما أنا,, فقد كان ترحيبي واسعاً وفرحتي كبيرة ,لكن عليَّ اجتياز الامتحان ,
    مرَّ أسبوعٌ اجتهدتُّ فيه حتى النِّهاية ,راجعتُ كلَّ ما لديَّ من كتبٍ ودفاترٍ وأوراق ,
    /
    مرّرْتُ بالرَّعشةِ نفسها ,والشعورِ بالبرد القارس نفسه الذي كان ينتابني قديماً أيام دراستي, عندما كنتُ أتناول ورقات الأسئلة من يد الأستاذة ,
    أحسسْتُ بيديَّ ترتجفان ,وبقلبي يزدادُ خفقانُه ,وهذه المشاعر قد افتقدتها تماماً, حتى رغم عودتي للمدرسة في هذه البلاد .
    مرَّ كلُّ شيءٍ بسلام, وحصلتُ على الدرجة المطلوبة ,
    الحمد لله ,,
    أخيراً,, دخلتُ قاعةَ الكمبيوتر, فإذا بأكثرِ من ثلاثين جهازٍ تصطفُّ على طاولاتٍ محاذيةٍ لجدران الغرفة الواسعة,, وأخرى, في الوسط أيضاً,
    جلستُ إلى أحدها كما رأيت الأخرين يفعلون ,
    ~ لا يمكنكم تغيير الجهاز الذي اخترتموه اليوم ,أكتبوا أسماءَكم وكلمة السِّر التي ستدخلون فيها ,قال أحد المُدرّسين الثلاثة,
    بدأت أنظرُ حولي ,
    اكتشفتُ أنَّ الجميع يعرفُ الكثير ,أما أنا, فلا أعرف شيئاً.
    أنا,, لا أعرفُ أيَّ شيء!! ,لا أدري حتى كيفَ أُديرُ هذه الآلة ,
    كنتُ أُحاول,, ولكن بوجلٍ وحذرٍ شديدين ,ثم أنظرُ لمن حولي واحداً واحداً, وواحدةً واحدة ,
    فأرى أنَّ الكلّ قد فتح جهازه بسهولة ,والكلّ قد بدأ بالعملِ والتّقليب, وعلى كلِّ شاشةٍ, كنتُ أرى شيئاً يختلفُ تماماً عمَّا في الشاشات الأخرى ,
    اللعنة ,,كيفَ يفعلون هذا ؟؟ قلتُ, في سرّي ,
    نظرتُ في كلِّ الوجوه ,كلّها غريبة عنّي ,جُلّ المشتركين من السويدين ,والآخرين من جنسيّاتٍ مختلفة ,
    لم أرَ عربياً ولا عربيَّةً تؤنسني في تغريباتي الثلاث هذه, وحدتي ,, وجهلي الذي كان أعمى تماماً بالكمبيوتر, ,وفهمي غير الكافي للغة البلد ,
    أقرأها وأكتبها وأتكلّمها جيداً ؟ نعم , أما أن أفهمها بكلِّ أبعادها عند سماعها ؟ للأسف لا .
    وفي الحقيقة كنتُ أحتاجُ لأفهم الأحاديث التي تدورُ هناك, في هذا الجوّ المُعَقَّد!
    قمتُ من مكاني, ووقفتُ خلف أحدِهم كي أرى شيئاً أو أفهم شيئاً,,,, لكن لا فائدة ,
    ~ أنا الغبيّة جداً,, ما الذي جاء بي في مجموعةٍ من العارفين ؟؟همستُ لنفسي بصوتٍ مسموعٍ, فلن يفهمني أحد ,
    يظهر أنّني أغبى مخلوقٍ في الوجود,
    شعرتُ ببيضةٍ تنبثقُ في حلقي وتكاد تخنقني ,يا لخيبتي ,,يا لخيبتي ,قلت في سرّي ,وعدتُ لمكاني مخذولةً وعصبيّةَ المزاج,
    كنتُ ألمسُ الجهاز, وأمسحُ شاشَتَه المكسوَّة بغبارٍ رقيق, اتفحَّصه, وأنظرُ في كلّ شيء, لا فائدة ,,لا فائدة,,
    ثم أنا لا أملكُ الجرأةَ الكافية للتّجريب,
    ربّما تسبَّبت في خرابه,, وخرابه ليس سهلاً كما أسمع .
    استويتُ في مكاني أنظرُ للمدرّسين الثلاثة وهم ملتصقين كلّ واحدٍ بأحد الطلاّب, ومنهمكين تماماً ,
    وهناك من ينادي عليهم, ويطلبُ المساعدة ,
    ~ هل هذا هو نوع التّدريس الجديد,,؟ ثلاثة مدرّسين لا يقولون شيئاً, بل يهرعون لمن يطلبهم ,؟؟سألت نفسي,
    لا بأس ,,سأطلبُ المساعدة,, سوف يضحكُ عليَّ الأستاذ بلا شك ,عندما يعلمُ أنّني لا أعرف حتى فتح الجهاز ,
    ولكن,,, لن يهمني ,,ولن أهتم أبداً ,ليضحك كما يريد ,لم أولد أنا على طاولة كمبيوتر ,هذه أول مرّة أراه عن قرب,
    جاء المدرّسُ هارعاً,,,,لم أفتح جهازي بعد؟؟ لم يستغربْ الأمرَ أبداً, هذا يبدو طبيعاً جداً ,لكنه سألني إن كان لديّ جهاز في البيت ,
    ~ نعم ,, منذُ فترةٍ وجيزة فقط ,,ولم يوصلْ بالشبكةِ بعد ,أجبتُه,
    ~ فهمت,, قال ببساطةٍ شديدة ,
    ~ وأنا أيضاً فهمت ,فهمتُ أن كلّ هؤلاء يمتلكون أجهزةً خاصّة في بيوتِهم ,قلتُ في سرِّي,
    أخذ الأستاذُ يقومُ بالخطوات الأولى, وأنا أقومُ بتسجيل ذلك خطوة إثرَ خطوة على دفتري ,
    سألني ماذا بعد ؟؟ما هو الذي ترغبين بمعرفته الآن ؟؟
    ~ هل أختارُ بنفسي ؟
    ~ طبعاً ,
    ~ أريدُ أن أتعرَّف على طريقةِ النَّسخ ,,قلتُ هذا متردّدةً وبصوتٍ خفيض ,أينَ آلة النّسخ ؟؟ أنا لا أراها هنا, أضفت,
    أشارَ إلى أعلى ,,,
    رفٌ صغيرٌ يكادُ يلاصقُ السَّقف المنخفض , * كلّ الأسقف منخفضة في هذا البلد * عليه آلةٌ صغيرة, ورزمةٌ ثخينة من الأوراق ,
    ~ وضعناها هناك,,, لتكون للجميع, ولكلِّ الأجهزة ,أضاف ,
    نظرتُ هناك نظرةَ من لا يفقهُ شيئاً, بينما كان هو يواصلُ عملَه ,
    ~ هذه هي الصفحة المطلوبة, هيا حاولي ,,واتّبعي الخطوات, وسوف أعود لك,
    بدأتُ بالمحاولة ,,أريدُ كتابةَ أيّ شيءٍ لأنسخه على آلة النسخ ,
    أذكر أنّني كتبتُ حرفين لا غير ,
    وبدأتُ أتتبَّع الخطوات بوجلٍ وحذرٍ شديدين ,حتى ظهرَتْ لي كلمةُ (إنسخ ),
    كبستُ عليها بواسطةِ تلك الفأرةِ الصغيرة السوداء, والتي كانت تتفلّتُ من يدي دائماً تريد الفرار,
    وما كدتُ أفعلُ ذلك,, حتى سمعتُ صوتاً يجأرُ في الأعلى, ورأيت آلةَ النّسخ تتمخّضُ, وتطلقُ الورقة,
    أحسسْتُ بسعادةٍ عارمة,, وقمتُ من مكاني لاستقبالِ الورقةِ المنسوخة,, ولمسةُ فخرٍ تدغدغُ روحي,
    ما كادت الورقة الأولى تنطلقُ وتهوي في يدي, حتى رأيتُ الآلةَ تطلقُ الثانية,, والثَالثة,, والرَابعة وكلّها بالحرفين لا غير,
    أُصِبْتُ بشيءٍ من الحيرة ,
    ما هذا؟؟؟؟؟ يا للمصيبة, كيفَ أوقف هذا؟؟ لا أعرف,
    عدتُ لمكاني مع أوراقي , والآلةُ ما زالت تجأر وتطلقُ الأوراق ولا تكُف,
    وضعتُ كفيَّ على وجهي وأغمضتُ عينيَّ وكدتُ أغوصُ نزولاً في مقعدي, والآلةُ المجنونة مستمرَّة,,,, مستمرَّة,, وجئيرُها يدمٍّرُ أعصابي ,,
    يا للمصيبة,, !!
    ألقيتُ نظرةً من بين أصابعي على القاعة,, فوجدتُ كلَّ العيونِ ناظرةً للأعلى,, وكلَّ الأيدي ممدودةً لالتقاط الأوراق,
    بينما الأوراقُ البيضاء ما زالت تتدفّقُ وتتبعثرُ كانثيالِ الثلوج ,
    بدونِ قرار,,, وبدونِ تفكير ,,وبحركةٍ ساذجة, هربتُ من قاعة الصّف, لم أنظرْ للخلف ولو مرّةً أخيرة, و صوتُ الآلة يجأر في رأسي ,
    كنتُ عائدةً على طريق البيت شبهُ راكضة ,,عندما تفاجأت أن ابني يوقفُ دراجَتهُ بجانبي ويُطل بوجهي,
    وقد كان يسيرُ خلفي عائداً للبيت ,وقد كانت صدفةً غريبة ,
    ~ تبدين هاربةً,,,! قال ابني بضحكته المعهودة, وسخريته التي أحبّها ,
    هيا اعترفي,, ماذا فعلتِ بكمبيوتر الدولة ؟؟
    ~ أسكت يا ولدي,,, لقد اخطأت خطأً فادحاً, والقاعةُ الآن لا بدَّ أن تكونَ قد دُفنَتْ تحت جبلٍ من الأوراق !,
    وبدأت أقصُّ عليه ما حصلَ, وهو لا يكفُّ عن الضحك ,
    ~ أمي ,,ذكّرْتِني بقصّة الصعيدي الذي هربَ من اسكندرية بسبب الماء ,قال هذا وكادَ ينقلبُ عن دراجته ضحكاً وسخرية ,
    ~ أعرفها,,أعرفها,, لا تكمل, قلتُ غاضبة, المهم ماذا سأفعل الآن؟؟
    ~يجبُ أن تعودي للصَّف حالاً وفوراً, هيا معي وأنا سأكلمُ أساتذتُك المساكين, وسوف نرى متى سأنتهي من مشاكلك ِ,
    ~ عادي؟؟؟ قلت له ملهوفة,
    ~ أمييييي,,, مثلَ هذا حصلَ كثيراً معنا,, ويحصلُ مع الجميع,, نحنُ نتعلَّم, ولا بدَّ ان نُخطىء, قالها هذه المرَّة بجديَّة كنتُ أتمناها.
    ~ لا ,,سأعود للبيت, رأسي يؤلمني ,
    نزل ابني عن دراجتِه وأمسك يدي, وباليدِ الأخرى ساق دراجتَهُ وأعادني للمدرسة بشيءٍ يُشبه القوَّة .
    /
    يا لهذه الغربةِ العجيبة التي تقلبُ كلَّ شيءٍ أحياناً رأساً على عقب,
    ها قد جَعلَتْ منّي تلميذةً مذعورةً هاربةً من مدرستها,, وجعلت ابني اليافع أباً يطمئنُ ابنتَه, يهدهدُها ويعيدُها لصفِّها,
    /
    لا أنكرُ أنّني تعبتُ في البداية,, لكن سرعان ما انقشعت غشاوةَ الجهلِ السوداء عن دماغي ,
    وعندما نلتُ شهادةَ السياقة عليه, أو التزلّجِ على صفحاتِه كما يقولون ,
    أدركتُ أنَّ بحورَه لا قرار لها, لذلك ,, قرَّرت أن أكتفي بهذا القدْر ,, ففي حياتي أولويات,, ويجب أن تظلّ أولويات.
    وها أنا اليوم أمتلكُ جهازاً خاصاً,, لكنّه لا يستهويني,,
    فقد اكتشفتُ أنَّ لهفتي عليه لم تكنْ عشقاً ولا ولعاً,, بل كانت مجرَّدَ انبهارٍ قد تلاشى مع الأيام ,
    ولكنَّني ما زلتُ أقدِّم احترامي وتقديري وإجلالي للعقولِ التي فكَّرت, واخترعَت, وطوَّرت,, وللخزائنِ التي موَّلت,
    ودائماً سأظلُّ أُقدّمُ احترامي وإجلالي للعلم,, مع أنّني أعتقدُ عميقاً أنَّ هذا العلم سيكونَ السَّبب في دمارِ هذا العالم ,ونهاية الإنسان.
    وقد اكتشفتُ أيضاً أنَّ الكمبيوتر هذا,, ليسَ حاسوباً كما أسميناه, بل الحاسوب جزء منه فقط.
    إنّه بحرُ معلومات,, إنّه عالمٌ ثانٍ بكلِّ حسناته وسيئاته, وبقطبيهِ الموجب والسّالب ,وبُعْدَيهِ العلويّ والسّفليّ.
    ليُعطنا الله كلّ خيرَه, وليكفَّ عنّا كلّ شرَّه,
    آميييين

    ماسة

  2. #2
    الصورة الرمزية آمال المصري عضو الإدارة العليا
    أمينة سر الإدارة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Jul 2008
    الدولة : Egypt
    المشاركات : 23,788
    المواضيع : 392
    الردود : 23788
    المعدل اليومي : 4.13

    افتراضي

    ذكرتيني بأولى خطواتي وأنا أحاول استخدام تلك الآلة والتي امتنع أبنائي عن مساعدتي في معرفة شيء عنه بل واستخدامه بحجة أنه لجيلهم فقط
    وبعد إصرار وإلحاح وخاصة أنهم يعرفون مدى شغفي بالقراءة والاطلاع كان شرطا قاسيا أن أرتاده باسم مستعار ظللت به لسنوات
    سردك ماتع ماسة ونص جميل سررت بمعانقته
    بوركت واليراع
    وكل عام وأنت بخير
    تحاياي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة آمال المصري مشاهدة المشاركة
    ذكرتيني بأولى خطواتي وأنا أحاول استخدام تلك الآلة والتي امتنع أبنائي عن مساعدتي في معرفة شيء عنه بل واستخدامه بحجة أنه لجيلهم فقط
    وبعد إصرار وإلحاح وخاصة أنهم يعرفون مدى شغفي بالقراءة والاطلاع كان شرطا قاسيا أن أرتاده باسم مستعار ظللت به لسنوات
    سردك ماتع ماسة ونص جميل سررت بمعانقته
    بوركت واليراع
    وكل عام وأنت بخير
    تحاياي

    وعليكم السلام صديقتي العزيزة آمال
    نعم ,,هذا الجيل هو جيل الكمبيوتر , وقد أدخلت الإنترنت على الهاتف ليسهّلوا الأمر عليهم ,
    حتى وإن دخلنا نحن عالم الكمبيوتر, فالتعامل معه ليس بنفس السهولة كما هو مع أولادنا ,وليس بنفس المتعة أيضا ,
    فقد أصبح اليوم بالنسبة لهم كالماء والهواء ,حتى الصغار منهم ,
    لكنني في الحقيقة لم أواجه مشكلتك نفسها ,وهو ليس لجيل أولادنا فقط ,نحن نحتاجه أيضا وكل يوم ,
    أشكر موافاتك يا آمال العزيزة ,وأشكر رأيك
    وكل عام وأنت بألف خير
    ماسة

  4. #4
    شاعرة
    تاريخ التسجيل : Jan 2010
    الدولة : على أرض العروبة
    المشاركات : 34,923
    المواضيع : 293
    الردود : 34923
    المعدل اليومي : 6.70

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمه عبد القادر مشاهدة المشاركة
    أغرقَ إبني في ضحكتِه الجميلة ,وأنا أحدّثهُ عن هذا , كانت سنة 90 وكان ابني في التاسعةِ من عمرِه ,
    ~ ماما,,, أنا أفكّرُ بشراءِ كمبيوتر ,,قال ابني فجأةً في ذلك المساء ,وكانَ معي في المطبخ.
    ~ لكنَّه باهظُ الثمن يا صغيري , أجبته ,
    /
    يومأً بعدَ يوم,, كانَ هذا الجهاز يثيرُ دهشتي, إذ كلّ ما رأيتُ أحداً يعملُ عليه في المكاتب أو العيادات أو أيّ مكانٍ آخر , يشدُّ انتباهي واهتمامي ,
    (اللعنة ,,كيف يعملون عليه ؟ماذا يكتبون ؟وماذا يقرأون ؟وكيف ؟)
    /
    مرَّت السنواتُ متسارعة ,واقتربت سنة 2000 ,
    كبُر ابني ,وصارَ لهُ عمل بسيط يدرُّ عليه بعضَ المال إلى جانب المدرسة ,وهبطَتْ أسعارُ أجهزة الكمبيوتر قليلاً ,وكثُرت في الأسواق ,
    عادَ يوماً للبيت مع ثلةٍ من أصدقائه, وكان يحملُ كرتونةً كبيرة ,وكان في غايةِ السعادة ,
    ~ أُمي ,,,,,أنا أحملُ العالمَ في العلبة ,إنه الكمبيوتر ,
    /
    /
    /
    كنتُ أُحاول,, ولكن بوجلٍ وحذرٍ شديدين ,ثم أنظرُ لمن حولي واحداً واحداً, وواحدةً واحدة , فأرى أنَّ الكلّ قد فتح جهازه بسهولة ,والكلّ قد بدأ بالعملِ والتّقليب,
    قمتُ من مكاني, ووقفتُ خلف أحدِهم كي أرى شيئاً أو أفهم شيئاً,,,, لكن لا فائدة ,
    كنتُ ألمسُ الجهاز, وأمسحُ شاشَتَه المكسوَّة بغبارٍ رقيق, اتفحَّصه, وأنظرُ في كلّ شيء, لا فائدة ,,لا فائدة,, ثم أنا لا أملكُ الجرأةَ الكافية للتّجريب,
    استويتُ في مكاني أنظرُ للمدرّسين الثلاثة وهم ملتصقين كلّ واحدٍ بأحد الطلاّب, ومنهمكين تماماً , وهناك من ينادي عليهم, ويطلبُ المساعدة ,
    ~ هل هذا هو نوع التّدريس الجديد,,؟ ثلاثة مدرّسين لا يقولون شيئاً, بل يهرعون لمن يطلبهم ,؟؟سألت نفسي,
    \\
    ما هذا؟؟؟؟؟ يا للمصيبة, كيفَ أوقف هذا؟؟ لا أعرف,
    عدتُ لمكاني مع أوراقي , والآلةُ ما زالت تجأر وتطلقُ الأوراق ولا تكُف,
    وضعتُ كفيَّ على وجهي وأغمضتُ عينيَّ وكدتُ أغوصُ نزولاً في مقعدي, والآلةُ المجنونة مستمرَّة,,,, مستمرَّة,, وجئيرُها يدمٍّرُ أعصابي ,,
    هل تأخر وصول الكمبيوتر لأن يصبح متاحا للعامة في السويد إلى ذلك الحد ؟
    نحن في المنطقة العربية نعيش في المريخ إذا ولا ندري !!
    وهل المدرسون ثلجيون كبلادهم إلى هذا الحد؟
    فلنحمد الله لأن لدينا من لدينا من المدرسين المعنيين واقولها صادقة أمام ما قرأت هنا من وصف لسلبية المدرسين وبرودة تفاعلهم .

    نص طريف الفكرة بسرد شائق وأداء طيب عازه بعض تمتين للربط وضبط اللغة
    ويبقى في حكايا غربتك الإمتاع والجمال

    دمت بخير غاليتي

    تحاياي
    تستطيع أن ترى الصورة بحجمها الطبيعي بعد الضغط عليها

  5. #5
    مشرفة عامة
    أديبة

    تاريخ التسجيل : Aug 2012
    المشاركات : 21,159
    المواضيع : 318
    الردود : 21159
    المعدل اليومي : 4.94

    افتراضي

    أضحكتني .. أضحك الله سنك غاليتي فاطمة
    أنا إلى الآن أستغيث بإبني عند كل مشكلة تواجهني مع ذلك الجهاز
    منذ أيام دخله فايروس فأوقفه تماما , فلما أصلحوه وأرجعوه لي
    هرعت طلبا للواحة التي افتقدتها كثيراً ـ ولكني لم استطع الدخول
    لمدة ثلاثة أيام وأنا أحاول ولا أستطيع , حتى بعد بعثت طلبا لإسترجاع
    الرقم السري ولكن رفضت كل محاولاتي.
    استغثت بإبني .. أحمد أرجوك حاول معي .. وفي ثواني وجدته قد
    حل المشكلة واستجاب المنتدى وفتح لي أبوابه.. تملكتني سعادة
    غامرة وعانقت إبني وأخذت أقبله وأنا أشكره فتعالت ضحكاته
    وهو يقول : ألهذه الدرجة ياماما ـ
    ماما .. أنت أصبحت مدمنة نت ودة مش كويس علشانك .

    أغوص عزيزتي فاطمة في كلماتك
    تستطيعين ببراعة وبلغة عذبة جميلة وتصوير دقيق
    أن تمضي بنا في ذكرياتك فنضحك أحيانا ونبكي أحيانا
    ونبهر أحيانا أخرى ـ ولكن المؤكد إن مهارتك وأدائك
    القصصي الماتع يجعلنا نعيش معك ذكرياتك في الغربة
    فسلمت وسلم سحر قلمك الماسي ياأيتها الماسة.

  6. #6
    الصورة الرمزية خلود محمد جمعة أديبة
    تاريخ التسجيل : Sep 2013
    المشاركات : 7,724
    المواضيع : 79
    الردود : 7724
    المعدل اليومي : 1.99

    افتراضي

    قصة ممتعة من قصص الإغتراب المتعب
    بسرد سلس
    ماسة لحرفك
    مودتي وتقديري

  7. #7
    مشرف قسم القصة
    مشرف قسم الشعر
    شاعر

    تاريخ التسجيل : May 2011
    المشاركات : 7,009
    المواضيع : 130
    الردود : 7009
    المعدل اليومي : 1.48

    افتراضي

    الأخت فاطمة

    حكاية ممتعة وطريفة تناولت باسلوب سلس تعاملنا مع ما يستجد من تقنيات..
    ربما لا يكون الموضوع خاصّاً بالحياة في بلاد الغربة فالكل واجه هذه المستجدات ومنها الحاسوب والانترنت والتي أمست جزءاً من حياتنا.
    شكراً لهذا السرد الجميل.
    تحياتي.
    وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن

  8. #8
    الصورة الرمزية سامية الحربي أديبة
    غصن الحربي

    تاريخ التسجيل : Sep 2011
    المشاركات : 1,578
    المواضيع : 60
    الردود : 1578
    المعدل اليومي : 0.34

    افتراضي

    لم يعد فقط جهاز حاسوب وخط هاتف بل أصبحت كل بضعة سنوات قفزة فإما أن تلحق بالركب أو تتخلف.رغم أن الحياة كانت أكثر هدوءًا بدونه إلا أنه أصبح ضرورة تتطلب الضبط والمراقبة بحذر.حتى الأطفال حينما يزورونك أصبحوا يسألون هل لديكم شبكة؟ . شاركتنا تجربة نابضة بالحيوية . مودتي و تقديري.

  9. #9
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Dec 2013
    المشاركات : 250
    المواضيع : 22
    الردود : 250
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

    ويالها من غربة أختي الكريمة

    ونحن نتصفح عالما ما خطر ببالنا يوما

    يبدو أن لكل شخص حكاية مماثلة مع الحاسوب وإن اختلفت تفاصيلها

    فهي كلها تصب في منبع واحد فاضت ضفافه بماء الاغتراب

    راقتني كثيرا عفوية حروفك وهي تضحكنا حينا ...وتبكينا أحيانا

    لا غيب الله لك نجما بين غمائم الغربة

    ولك مني خالص الود

  10. #10
    أديبة
    تاريخ التسجيل : Jan 2006
    المشاركات : 6,061
    المواضيع : 182
    الردود : 6061
    المعدل اليومي : 0.91

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيحة الرفاعي مشاهدة المشاركة
    هل تأخر وصول الكمبيوتر لأن يصبح متاحا للعامة في السويد إلى ذلك الحد ؟
    نحن في المنطقة العربية نعيش في المريخ إذا ولا ندري !!
    وهل المدرسون ثلجيون كبلادهم إلى هذا الحد؟
    فلنحمد الله لأن لدينا من لدينا من المدرسين المعنيين واقولها صادقة أمام ما قرأت هنا من وصف لسلبية المدرسين وبرودة تفاعلهم .

    نص طريف الفكرة بسرد شائق وأداء طيب عازه بعض تمتين للربط وضبط اللغة
    ويبقى في حكايا غربتك الإمتاع والجمال

    دمت بخير غاليتي

    تحاياي
    السلام عليكم
    أتمنى من كل قلبي أن نشعر نحن في بلادنا, أننا نعيش في المريخ بالنسبة لغيرنا في الغرب ,
    هذا أمر يسعدني كثيرا ,
    لكن المشكلة أنه ربما تأخر وصوله إلينا نحن المهاجرين فقط ,فهذا قد ورد بالقصة ,
    وهو أن الجميع في القاعة قد كانوا يمتلكون أجهزتهم الخاصة في بيوتهم ,
    لأنهم استطاعوا أن يتعاملوا معه بطريقة بسيطة كأنهم يعرفون الكثير ,
    والحقيقة لا أعلم منذ متى قد امتلكوه !,,
    هم أنفسهم بالكاد يدخلون بيوت بعضهم فكيف ندخلها نحن ؟
    والحقيقة لا نريد ذلك ,
    أما بالنسبة للمدرسين فهم كما ظننتِ بهم فعلا ,ليس المدرسون فقط ,بل الشعب كله ,ومع ذلك ينجزون كل شيء بهدوء ونظام , وينجحون ,
    وهذا ما يدهشنا حقا ,وما كنا قد استغربناه كثيرا في البداية,
    أشكر حضورك صديقتي ربيحة ,
    شكرا لملاحظتك ,شكرا لرأيك ,
    أتمناك بكل الخير
    ماسة
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. غربة .. قصيدة من ديواني الأول
    بواسطة د.جمال مرسي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 20-09-2006, 08:00 PM
  2. غربة في غربة
    بواسطة عمر الشادي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 7
    آخر مشاركة: 23-04-2005, 08:59 AM
  3. حنين غربة
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 26-07-2003, 01:47 AM
  4. غربة طفل
    بواسطة الاسطورة في المنتدى مَدْرَسَةُ الوَاحَةِ الأَدَبِيَّةِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-05-2003, 09:34 PM
  5. غربة طفل
    بواسطة الاسطورة في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 15-05-2003, 09:34 PM