أحبهـا حدَّ العشـق , بنى القصور
والآمال معها وفجـأة غـادرت دون
موعـد وتركته وحيداً , رآهـا بعد
وقت طويل وحيدةً بلا أنيس أو جليس
حلم عاقـر
وعندمـا تفـرُّ من أسـفارهـا
ومن جبينهـا الحـروفْ
وبعدمـا حقائب الأيـام
تحُـطُّ بعد العصر في أحلامهـا
ويوغـل الخـريفْ
وبعدمـا يا لحظـةً تفلّتـتْ
وأبحرت في خاطري
في غيبـة الظروف
لا بُـدَّ عندهـا
لا بُـدَّ تذكـرين
ذاك الذي تمرَّغـت
الحـاظـه
في وجهـك الحـزين
وطـاف فيـك كوْنـه
محبـورةَ كالطائر الذي رَوى
حكـاية الكـرومْ
وسِـرِّها المخبـوءِ في
قصـائد العشّـاقْ
وخمرهـا المسـفوك في
مجـالس الحنيـنْ
وعنـدمـا
في الليـل تسـهرينْ
وحيـدةَ كئيبـةً تُقلِّبيـنْ
مع كل آهـةٍ
أو زفـرةٍ مخنـوقةٍ
دفـاتر السـنينْ
لا بـدَّ عندهـا
لا بـدَّ تحلميـنْ
بالشـاعر الـذي مضى
بالشـاعر الـذي
ضيَّعتِ من سـنينْ
ذاك الذي
بنى لك المـدائن الجميلـهْ
وراح في أسـوارهـا
يرصِّع القصـائدْ
ويَنثـرُ الشـموع في حاراتهـا
ويُشـعل المـواقدْ
لبـرْدِكِ الذي
عانيـتِ من سـنينْ
وعندمـا تفتَّحـت وأوْرقًتْ
في قلبـك الحـروف
وعندمـا مواقـدي تًبسَّـمتْ
وأيْنعتْ في جسـمك الشَّـفيف
وأثْمـرتْ قصـائداً
تيّـاهةً مضيئـةَ الحـروفْ
غـادرتِ دون موعـدٍ
والآن يا عزيزتي
ها أنـت تجلسـينْ
وحيـدةً مقهـورةً
بالخـوف تفتحيـنْ
دفـاتراً تغَـبَّرَتْ
وغادَرتْ أوراقها
مراكـب الحنيـن
ما زلت تفتحيـنها ...
ما زلـت تحلميـنْ
لو أن ذلك الذي مضى
لو أنـه بجـانبي
لو أنـه يعـود حتى لحظـةً
يبقى معي
لو أنـه يَضمُّني
لو انـه " يشـدُّني من أضلُعي"
يفُـكُّ لي جـدائلي
يغـوص في مشَـاعري
أذوب في أنفـاسـهِ ….
في همسِـهِ
ويشـعل النيـران في مَسـامِعي
لو أنَّـه كمـا مضى
يقـول لي قصـائداً
عن حُبِّـه
عن عشـقه
عني وعن أطفـالنـا
يا ليتـه حقـاً أبٌ
لطفلي الـذي ... .
يا ليتنـي أُمٌ لـه
لطفلنا الذي
لم أُنْجـبِ
لو أنـه كمـا مضى
لو أنَّـه يعـود لي
يلومني ...
يهـزُّني ...
يصيـح بـي
أدور في أفيـائهِ
أُلقي برأسي مُتعبـاً
في كفِّـهِ
في حضنه
أبكي دموعـاً حَـرَّةً
في خـدرهِ
أقضي نهـاري
في انتظـار عَوْدِه
أقضي المسـاء , طفلة محبورة
في همْسـه
في نبضـهِ
أُصغي لـهُ
أغيـب في أشـعارهِ
لـو أنني ...
لـو أنني ...
أواه لــو..
يـأتي معي ..
يبقـى معي ..