*
*
*
*
*
(قام قبالة الفجر بساعتين بعدما مل من أول الليلة في نوم متقطع مقلق ، حمل حقيبته التي جهزها لمهمته الصعبة ،والتي أخذ قرارها من خلف نفسه وقلبه ،من قسوة الحياة التي يعيشها، له سبع سنوات بدون عمل وهو مهندس الكترونيات كلما ذهب لعمل لحقه ابن وزير او مسؤول مهم فاختطفه منه ، فقرر مهمته على إحدى مقاهيه المفضلة والتي التقى فيها ، بعلي سوستة و سوسو المشرط ، وأجزخانة المُقشاط وبعدما اقتنع بفكرهم وطريقتهم التي هي الحل السحري لما هو فيه من ضنك وديون وضياع مستقبل ، حمل الحقيبة و رحل إلي مهمته المخيفة، والتي درس عنها كل ظروفها وتقنياتها و عرف ودبر كل الحلول لكل مشكلة بها فتح باب البناية بسهولة وخفة ،صعد السلالم،فتح باب الشركة بذات الخفة والرشاقة ،ولج الردهة الطويلة التي تؤدي لمكتب الخزينة كالبلياتشو فلم يشعر به أيٌّ من الأمن الذين يغطون في نوم عميق مطمئنين ، وصل لباب مكتب الخزينة الكبرى ،غطى أصبعه ببصمة مصطنعة كبصمة أحد العاملين في الشركة بعد أن دبر و سرقها وصنع مثلها،ولج للخزينة ،وأخذ يتلوي ويرقص حتى يتفادى اشعاعات الليزر والذي أضيئ لتكتمل الحماية ، أصبح أمام الخزينة (الصندوق) كان به بعض شيئ من إيمان ،سمَّى "باسم الله الرحمن الرحيم" وقبل أن يتذكر جميع أرقام فتح هذه الخزينة التي بمثابة حائط كامل أمامه من النقود والمجوهرات والعقود فتحت الخزينة أبوابها ، كان فطنا زكيا ،أدرك أن صاحب الشركة والخزينة برمجها على ذلك ،فسأل نفسه ولم برمجها كذلك ؟كانت إجاباته حاضرة فهو حاد الذكاء،ففطن للأمر ،انقبض قلبه فقبض يده ،مسح دموعه وهو في بهو مسجده الذي نسى القدوم إليه لسنوات ،ويد تربت على ظهره يعرفها ،أين أنت يا محسن من مدة طويلة ،منذ تخرجك ولا نعرف عنك الا القليل من الأخبار؟ أعذرني يا شيخي فأنا كنت مشغول جدا يقول وعيناه تزوغ من شيخه وإمام مسجده ، أُقيمت الصلاةُ تقدم الإمام و أدى الصلاة وكانت صلاة العصر، و ما انتهى منها إلا بعدما نزَّ صاحبنا ما في عينيه من دموع ندم و دموع ألم وحسرة تكاد ترديه ، تقدم الشيخ إليه بعدما علا نشيجه فأسمع الحاضرين وهم في ذهول آخذا بجناحه ودخلا غرفة التحفيظ والعلم في المسجد ما بك يا محسن؟ لا شيئ يا شيخي لا شيئ ، يا أخي إن الله غفورٌ رحيمٌ ،رزاقٌ كريم، توابٌ غفور لكن حدثني أين أنت لقد بحثت عنك منذ أسبوع فلم أعثر عليك وكلفت أحد أقربائك ليصلك فأنا أعلم أنك لا تقر على قرار ؟ محسن كما قلت لك قبل الصلاة كنت مشغول جدا الشيخ :لقد مات أحد أقربائك وبحثنا عنك في اماكن كثيرة ، محسن :ولمَ أنت تعلم أني مشغول لم أكن لأذهب لأطراف المدينة لأعزي مثلا الشيخ :لا لا ما كنت أبحث لأجل ذلك وإن كنا قد أخذناها عليك لأنك الوريث الوحيد الشرعي بعده هذا الرجل عاش عصاميا فجمع المال و رتبه و أقام المشروعات ولم يتزوج وليس له أقارب هنا وأنت أقرب فرع في عائلته لكي ترثه انبهر محسن: أنا حتى لا أعرفه إلا من الجرائد والإعلانات التي أسقمتني منه ومن كل غني مثله لا يدر بهموم الناس، الشيخ :إفرح يا عم أنت وريثه لابد ان تذهب و تحضر الأوراق الثبوتية والشرعية حتى تستلم الميراث لقد ورثت
مالا ضخما يا محسن أرجو أن يكون لك من إسمك نصيب محسن مذهول من الصدمة أو الفرحة أحقا سأصبح غنيا أنا أحلم الشيخ :لقد أصبحت غنيا بالفعل يا محسن يا بني ،ولكن تذكر حق الله في مالك، هل ستذهب مع قريبك المرشد ليرشدك لميراثك أم آتي معك ؟ محسن بل تعال معي يا شيخي أنا أستبشر بكم وأحبكم في الله الشيخ والله وأنا أحبك في الله ودائما كنت أشعر أن الله سيوفقك وسيهديك ، محسن :الحمد لله الحمد لله هذا من بركة دعاء والدي رحمهما الله تعالى وأحسن إليهما ،يدخلا نفس الشركة ،مع الترحيب والتصفيق،ردفا نفس الردهة ،ولجا نفس الغرفة، يقفا أمام الخزينة ،نفس الخزينة، فتحت الخزينة ببسم الله سبب هدايته ،الشيخ يشرح لمحسن كيف ينفق ماله و العامل المختص يفتح الخزينة ويبدأون بعدِّ التركة الضخمة هذا غير مجموعة من المصانع والشركات التي ورثها ومحسن يدور برأسه عجب و استغراب و فرحة وحمد وذهول من اللحظة الأولى ممزوجون ببعضهم البعص لا يدري أيهم أسبق ولا ينبث ببنت شفة غير الوجوم والدموع المنهمرة تحكي لمن وعى ما كان منه، يدور في خلَده قولٌ ما كان يصدقه لشدة فقره وحاجته ،يدُ الشيخ الحانية تربت على كتفه ، تكفكف دموعه
الشيخ :محسن يا بني " إنه يطلبك كما تطلبه "أحسن يحسن الله إليك ،وتجيب عينا محسن الدامعتين اللامعيتن :بأن صدقت)
/
/
/
أسف للإطالة
نسأل الله أن يغنينا بالحلال ما بقينا
دمتم مبدعين