|
طَــــــارَ الفُؤَادُ إِلَى رُبَى عَرَفَــــاتِ |
وَتَخَضَّبَ الخَـــــدَّانِ بِالــــــــعَبَرَاتِ |
وَتَنَفَّسَتْ نَفْسِي، وَحَلَّقَ خَاطِرِي |
كَالطَّيْرِ يَخْفِقُ فِي ذُرَى البَرَكَـــاتِ |
وَقَبَسْتُ مِنْ أَنْوَارِهَا ضَــــــــوْءاً أَزَا |
لَ عَنِ الْفُؤَادِ حَوَالِكَ الظُّلُمَـــــــاتِ |
وَسَمِعْتُ أَنْدَى مَا يُشَنِّف مَسْمَعاً |
وَأَرَقَّ مَـــــا يَحْلُو مِنَ الْأَصْــــــوَاتِ |
وَرَأَيْــــــتُ أَعْجَبَ مَا يُرَى، وَأَجَـــلَّهُ |
قَوْمٌ حَجِيجٌ فِي حِمَى الرَّحَمَـــاتِ |
جَـــــاؤُوا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مَــدَامِعاً |
يَدْعُـــونَ خَـــالِقَهُمْ مَدَى الْأَوْقَاتِ |
رَفَعُــــــوا أَكُفَّ ضَرَاعَةٍ وَقُلُوبُــــهُمْ |
تَهْتَزُّ مِثْلَ الطَّيْرِ مِنِ خَفَقَـــــــــاتِ |
تِلْكَ البِقَاعُ.. لَوَ انَّ صَخْراً جَــــامِداً |
أمْسَـــى بِهَا، لَانْدَكَّ مِنْ آيَـــــــاتِ |
إِنْ شِئْتَ وَصْفاً مِنْ صِفَاتِ جَمَالِهَا.. |
فَــــأَقَلُّ وَصْفٍ: "فتنةُ النَّــــــظَرَاتِ" |
أَوْ شِئْتَ فَضْلاً مِنْ فَضَــــائِل حَجِّهَا |
يَكْــــفِيكَ مِنْهَا رِفْعَةُ الدَّرَجَــــــاتِ |
إِنِّـــي، وَرَبِّكَ، قَدْ كَلِفْتُ بِحُبِّــــــهَا |
مِنْ يَــــومِ كَانَتْ قِبْلَةَ الصَّـــــلَوَاتِ |
يَـــــا لَيْتَ أَنِّي فِي رُبَاهَـــــا دَائِبٌ |
حَتَّى أَجُــــودَ بِآخِر الزَّفَــــــــــرَاتِ |