شاهد قبر صامت

أقصوصة

ارتدي معطفه الجلدي، السماء مازالت تنزف بغزارة..والليل قد تمزقت حلّته، الأضاءة متأرجحة بالكاد تستطيع العين المبصرة رؤية الشارع الخالي من المارة، فقط تلك الأشلاء ترقد وسط الطريق ممزقة، حمل جاروفه وكيسه الأسود البلاستيكي، وخرج وقف متأملا أشلاء الجثة مبعثرة على الأسفلت، جلس قربها ثم جمعها فى كيسه، وقبرها في باحة منزله الخلفية...
طفل التوحد يجلس خلف النافذة الزجاجية، يداعب بلورات المطرالهاطل، ويهتز يمينا وشمالا فى حركة البندول، يشاهد دفن الأشلاء ولايعي..والرجل يلاحظه ولايخشاه، ويرفع يده بالتحية ولاينتظره أن يستجيب..خلقت بينهما إلفة مبهمة
عندما تضج دواخله الفارغة ليلا، يأتي لمقبرته المنزلية، ويتحدث إليهم والدموع تنهمر من عينيه:
ــ أرقدوا بسلام..الحياة مؤلمة... والموت عجز أن يجعلنا نحبه..
هرج ومرج طفل التوحد خرج بالأمس ولم يعد، بحثوا عنه فى كل مكان..أشار أحدهم لمنزل الرجل قائلا:
ــ إن الرجل ذو المعطف هذا غريب الأطوار منذ سكن هنا لم نره يخرج .
جاء بهم إلى الباحة الخلفية وأشار إليهم....
لم يكمل حديثه حتى كانت الشرطة تحيط به وتتحرى معه عن أصحاب المقابر.
ــ هنا يرقد طفل الأمس وهنا ترقد تلك المسنة المشردة..وهناك يرقد كلبي بوبي..دهستهم سيارات وعبرت دون توقف.
عندما نبشت الجثث لم يحرك ساكنا.. أخرجوا جثة كلبه انخرط فى بكاء مرير،
تذكره والذى مضي!

شخصيّة ساديّة تحتاج علاجا قبل العقاب
محزنة ومؤثّرة جدّا
بوركت
تقديري وتحيّتي

ترى هل دهستهم حقا سيارات وعبرت ـ أم هو قاتلهم ودافنهم
هو مريض نفسيا وكان دهس كلبه هو سبب تألمه ومرضه
لفت انتباهي ذكر طفل التوحد ـ والغريب هو انتشارهذا المرض
في الآونة الأخيرة .
قصة غريبة ومؤلمة ومؤثرة
أبدعت لغة وتصويرا وأسلوبا في ايصال الفكرة
لك عزيزتي أسلوب متفرد في الإبداع
دام ألق قلمك.

التوحد في قلب هذا الرجل آل به الى ضم من يحبهم الى صمته ظاناً انهم هكذا يكونون أقرب ما يمكن اليه
ما الذي أوصل هذا الرجل الى هذا الحد من السادية
ممتلئ مجتمعنا بالأمراض النفسية
فكرة عميقة طرحت بأسلوب شيق وسرد ماتع رغم الم الصورة
دمت متجددة
مودتي وتقديري

الاستاذة كاملة
تحية طيبة
شكرا لمرورك وتعليقك...بما ان النص متعدد التأويل
ربما يعمل عل دفن الجثث المهملة..لجهله
دمت بخير

الصديقة نادية
تحية عطرة
تعجبني تحليلاتك العميقة ولكن النص يتحمل تفسيرات أخرى
الامراض النفسية كثيرة ومتشعبة
وازدادت عن المألوف لما يشاهد من دماء وتعذيب وحرائق
فينفصل الضعيف عن الواقع حتى ينكر مايجري شكرا لك

العزيزة خلود
تحية طيبة
سعدت بمرورك الجميل
وتفسيرك للنص برؤية جديدة وعميقة
فاضفت
شكرا لك

شخصية يضيع فيها القارئ بين أن يكون الرجل مختلا ومتورطا في موت أولئك الذين يتولى دفنهم، وأن يكون متوحدا يمارس بما استعرض النص شكلا من أشكال إعاقة ذهنية، أو أن يكون متعبا من بشاعة الواقع معتكفا في منزله .. ولعل هذا التيه هو ما أرادته الكاتبة بإشارة الجيران لكونه يعتزل محيطه

مشهد منهك للروح سيما بصدق إشارته لهوان قيمة الإنسان

دمت بخير

تحاياي

الأستاذة ربيحة
شكرا على العبور البهي والتعليق المبهر
لقد سبرت غور النص
ولامست الحقيقة نص متعدد الدلالات كل يراه من منظورة
دمت بالف خير

دهستهم سيارات مسرعة ولم يهتم لهم أحد
فاهتم بهم هو وجمع أشلاءهم وقام بدفنهم
لم أجد في النص ما يقول أنه سادي أو مجرم أو أنه مسؤول عن موتهم
لكن الطيبون أصبحوا موضع شك في زماننا العجيب

قصة رائعة أختي

شكرا لك

بوركت