|
لجمال مكة أستحث ركابي |
صبا شغوفا لالتزام البابِ |
ولقُبلة الركن المنير بلهفتي |
ولحجر (إسماعيل) والميزابِ |
ومقام (إبراهيم) جد حبيبنا |
طه الرسول مطهر الأنسابِ |
فأنا المتيم بالحبيبة قبلتي |
أم القرى ذات السنا الخلاَّبِ |
بجلال بكة نضرتي وسعادتي |
وسمو روحي واتجاه صوابي |
هي دار أنسي مستقر بشاشتي |
وهدوء نفسي ملتقى أحبابي |
وفصيح نثري واستفاقة أحرفي |
يحلو الحديث العذب للألبابِ |
ويرق قولي في مزاياها هنا |
لأحبتي ومعارفي وصحابي |
وبريق شعري بانتشاء قريحتي |
وبليغ قولي وانطلاق خطابي |
ووثير بوحي في مباهجها أرى |
فيها الحبور بسعيه الوثابِ |
وصدوق إلهامي وعزة خافقي |
بالمدح يزهو بالصفا إطنابي |
وخميلة الحسن الرقيق بمهجتي |
يصفو إليها بالهيام إيابي |
ويشب شوقي للبقاع تقدست |
وأبث في متن القصائد ما بي |
فزمان عمري لا يُعَد ببعدها |
فالبعد عنها منتهى أوصابي |
ويزيد همي إن مكثت بغيرها |
وأرى الحياة وقد بدت كسرابِ |
حتى أعود لأستقر بأرضها |
فيزول غمي بانتهاء غيابي |
تخضر بالبيت الأمين حصائدي |
ويزول ما في النفس من إجدابِ |
وأقيم فيها بارتياحي وارفا |
بغرام عشق في الضلوع مذابِ |
بستان روحي تستلذ جوارحي |
أرباعها بضيائها المنسابِ |
مهما أسافر إنها بجوانحي |
حتى أعود لبيتها الجذابِ |
وأطوف بالشوق القدومَ لأرضها |
بحنين قلبي في سنا المحرابِ |
وأقبّل الحجر الأشم بلهفتي |
بسرور لقيا أطهر الأعتابِ |
هي مكة النور المبين وبكة |
فيها المنى للمغرم الأوَّابِ |
تهوي القلوب لأرضها بتضرع |
وتذلل للواحد الوهابِ |
وينال فيها المسعدون مرادهم |
في حجهم وبعمرة بمتابِ |
وجوارها عز الجوار فيالها |
من جيرة مبرورة الإيجابِ |
بتضاعف الحسنات يحظى طائع |
لله يفتح واسع الأبوابِ |
ويبارك الله العظيم بفضله |
للمتقين بمنحة وثوابِ |
وبها الأمان مرسخا برحابها |
بجلال قدر باهر الأسبابِ |
وبها بتيسير الإله فضائل |
فيحاء دون تعسر وصعابِ |
بتضاعف الأجر المبارك نلتقي |
فيها بأوفى منحة وقرابِ |
فجميع ما فيها منير طيب |
يزهو بإحسان سما بشهابِ |
أهواكِ يا أرض الضياء قصائدي |
شرفت بمدحك فارتقت لسحابِ |
وترنمت فخر انتسابي للتي |
فيها سكنت مع ابتداء شبابي |
حتى مشيبي بابتهالي للذي |
خلق الخلائق أن يقيم ركابي |
في أرض مكة دائما بتأدبي |
وتقربي للواجد التوابِ |
يا بهجة الوجدان يا خير الثرى |
يا نضرة الأرجاء والأهدابِ |
يا جنة الرحمن في أرض بها |
غرسٌ لأخرى باخضرار ثيابِ |
وربوع نور دافق مسترسل |
من زمزم متدفق بشرابِ |
يا أعذب الأكواب يا نبع الشفا |
لمن استلذ عذوبة الأكوابِ ! |
يا منتهى الإعراب عن سعد الرجا |
بفصاحة التصوير والإعرابِ |
أنت الحبيبة للكرام ترسموا |
نهجا إليك بلهفة وصوابِ |
فمناهم الحرم المنير بكعبة |
من كل فج في طهور عبابِ |
لك بالنفوس مهابة ومكانة |
عظمى من التبجيل والترحابِ |
فالكل بالبيت العتيق ملبيا |
ببهاء وجه شاخص لمهابِ |
بتراحم الأرحام حلوا جلهم |
بأخوة حلت بوحي كتابِ |
وبها المشاعر أشرقت بـ(مشاعر) |
وشعائر بعجائب استيعابِ |
بجبالها يبدو الشموخ مرددا |
أصوات تلبية ليوم حسابِ |
وسهولها ضمت وفود وضاءة |
مبثوثة بمسالك وهضابِ |
بنداء قلب للإله بدمعة |
بدعاء صدق بالخشوع مجابِ |
ميلاد خير للبرايا هاهنا |
بسلوك سعي طيب الآدابِ |
ومن الحبيبة مكة لمدينة |
ننساب نمضي في جليل شعابِ |
لزيارة المختار طه المصطفى |
خير البرية طاهر الأحسابِ |
ما بين مكة والمدينة نعمة |
للمؤمنين على مدى الأحقابِ |
يا سعد من زار الحبيب مجددا |
حبا صدوقا فائق الإعجابِ |
بجمال خير المرسلين (محمد) |
والآل والأزواج والأصحابِ |
رباه هب لي والأحبة رحمة |
فيها ننجى من أليم عقابِ |
وننال في الفردوس خلدا ناعما |
بخيام حور العين باستتبابِ |
صلى الإله على النبي وآله |
ما طاب روض التين والأعناب ! |