قراءة الأعداد فى القرآن

قراءة الأرقام :
يقال "فأجدادنا حين طوروا كتابة الأرقام العربية طوروا كذلك طريقة قراءتها ذلك أن العربية تكتب وتقرأ من اليمين إلى اليسار لكن أرقامنا العربية الحالية تقرأ من اليسار إلى اليمين ابتداء من الأعلى نزولا إلى القيمة الأقل أى من خانة الآلاف إلى المئات إلى العشرات إلى الآحاد وهذا يغاير القراءة من اليمين إلى اليسار ولقد تلافى أجدادنا هذا النقص بطريقة بسيطة فهم حين يكتبون 127 تلميذا يقرأونها سبعة وعشرون ومائة تلميذ مبتدئين ب7 ثم 2 خانة العشرات ثم 1 خانة المئات وهى طريقة مرتبة ليس فيها شىء من الإرباك وتطابق طريقتى اللفظ والكتابة "( مجلة الكويت الكويتية العدد92 ابريل 1990 مقال أرقامنا العربية الحالية محمد السمان )عن هذا القول يعقد لنا طريقة الأرقام حيث يقصرها على القراءة من اليمين إلى اليسار بدعوة أن العربية تقرأ من اليمين وهى دعوة باطلة لأن العربية حروف وليست أرقام ويضاف لهذا أن القرآن أورد أمثلة قرائية متعددة هى :
- من اليمين لليسار كقوله تعالى بسورة ص"إن هذا أخى له تسع وتسعون نعجة "
- من اليسار لليمين كقوله تعالى بسورة الكهف "ولبثوا فى كهفهم ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا "فهنا ذكر المئات 300أولا ثم الآحاد 9 ثانيا
- القراءة الوسط وهى لا يسارية ولا يمينية كقوله بسورة العنكبوت "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما "فالعدد 950 لم يقرأ من اليمين خمسون وتسعمائة ولا من اليسار تسعمائة وخمسون وإنما قرأ ألف إلا خمسين وهى قراءة يمكن تسميتها قراءة الطرح أو قراءة إلا
- قراءة الضرب ومثالها قوله تعالى بسورة البقرة "كمثل حبة انبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة "فالعدد 700لم يقرأ سوى بطريقة الضرب وهى 7 ×100.
وتعدد القراءات فى القرآن يعنى أن من حقنا قراءة الأرقام كما يحلو لنا ما دامت القراءة فى النهاية صحيحة

ذكر الأعداد بطريقة "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" و "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما" و "كمثل حبة انبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة " لا يصح اعتبارها أمثلة قرائية، ولا يمكن الادعاء بصحة قراءة الأعداد - وأقصد هنا قراءة- بهذه الكيفية، وإنما هي من جماليات وعظمة التعبير القرآني
فهو في الأولى "ثلاث مائة سنين وازدادوا تسعا" أورد إعجازا علميا عظيما، تجلى بحقيقة علمية ثابتة، لا يعقل أن نقزّمه لمجرد شكل للقراءة
حيث تبلغ السنة الشمسية زمانيا ثلاث مائة وخمس وستون يوماً وألف وأربعمائة واثنان وعشرين بعد الفاصلة، وتبلغ السنة القمرية ثلاث مائة وأربعة وخمسين يوماً، وستة وثلاثين ألف وسبعمائة وثمانين بعد الفاصلة
ويبلغ الفرق بينهما عشرة أيام وخمس وسبعين ألف ومائة وسبع وثلاثين بعد الفاصلة، وبذلك يقع في كل ثلاث وثلاثين سنة فرق قدره ثلاثمائة وثمانية وخمسون يوماً ، أو نحو سنة تقريباً ، وعلى ذلك فإن كل مائة سنة تزيد ثلاث سنوات ، وتكون الثلاث مائة سنة الشمسية يقابلها ثلاثمائة وتسع سنوات قمرية ، وفقا لحساب الفلكيين الدقيق

وفي الثانية "فلبث فيهم ألف سنة إلا خمسين عاما" يريد الدلالة على كمال العدد وكونه متعيناً نصاً دون تجوز فإن تسعمائة وخمسين قد يطلق على ما يقرب منه ولما في ذكر الألف من تخييل طول المدة لأنها أول ما تقرع السمع فإن المقصود من القصة تسلية رسول الله وتثبيته على ما كان عليه من مكابدة ما يناله من الكفرة

ولم يرد العدد بعينه في قوله "كمثل حبة انبتت سبع سنابل فى كل سنبلة مائة حبة" وإنما أراد المضاعفة التي يؤكد عليها لمن خال الأمر عددا بقوله جلّ وعلا "؟ والل يضاعف لمن يشاء .. الآية" لهذا أورد العدد بتضاعيف أصول

شكرا لتقبل مداخلتي
ودمت بخير

تحاياي