كَفَاكِ عَنْزَتِى أَكْلاً وشُرْبَا
وهَيَّا رَاقِبِى شَمْسَ الْمَغِيبِ
فَكَمْ أَسْدَتْ لَنَا خَيْرَاً وفَضْلَا
وهَذَا حَقُّهَا بَعْدَ اللُغُوبِ
أَلَا تَرَينَّهَا خَلَعَتْ ثِياباً
لِتَفْرَغَ بعدَ مَجْهُودٍ دَؤوبِ
مُعَصْفَرَةً كَوَشْى التِّبْرِ تُغْرى
بِوَسْوَسَةِ الحُلِى عَلَى قَشيبِ
تَمُدُّ إِلَى النَّسِيمِ يَدَىْ شَغُوفٍ
لِقَاءَ العَاشِقَيْنِ على شَبيبِ
ألا تَرَينَّ صَهْبَاءَ الأصيلِ
تُنَادينا لِنَثْمَلَ مِنْ رَغيبِ
فَتَكْسو بالنَّضَارَةِ كُلَّ وَجْهٍ
وَتَسْكُبَ دُرَّهَا فَوْقَ الرَّحيبِ
تّرَى مُهَجَ الخَلَائقِ ذُبْنَ وَجْداً
وتَمْرَحُ كَالطِّيورِ عَلَى رَطيب
وهَذِى الْفَاتِنَاتُ كَمُلْنَ حُسْنَاً
تَؤُزُّ الْعَاقِلِين إِلَى نَسِيبِ
بِلَحْظٍ فَاتِكِ النَّظَرَاتِ غَمْرٍ
وحَوْرَاءِ الظِّبَاءِ بِلَا رَقِيبِ
وأَعْطَافٍ كَأَغْصَانٍ تَثَنَّتْ
كَخَاطِرَةِ المَهَاةِ عَلَى كَثِيبِ
أَرَاكِ عَنْزَتِى مَا زِلْتِ ظَمْأَى
لِغَيْرِ المَاءِ لِلَّحْنِ الطَّرُوبِ
أَلَا تَرَينَّ أَسْرَابَ الرَّوَاحِ
بِأَلْحَانٍ مُعَطَّرِةٍ سَكُوبِ
تُذَكِّرُنِى بِصُبْحِ القَدْرِ تَسْعَى
مَلَائِكُ نَحْوَ أَضْوَاءِ الغُيُوبِ
كَأَنَّ الصَّدْحَ مِثْلُ القَطْرِ يَهْمِى
فَيَهْتّزُّ الفُؤَادُ إلى حَبيبِ
وبَعْدَ خُشُوعِه يَرْبُو انْتِشاَءً
ويَخْرُجُ يَانِعَا ثَمَرُ القُلُوبِ
أَرَاكِ قَدْ ثَمِلْتِ وأَنْتِ نَشْوَى
مِنَ الصَّهْبَاءِ بِالفَلَكِ الخَضِيبِ
فَهَيَّا أَسْرِعِى هَيَّا تَعَالَى
نُجِيبُ النَّسْمَ فِى الأُفْقِ المَهِيبِ
لِنَرْكَبَ مِنْ جَنَاحِ المُزْنِ ظَهْراً
وَدَاعَاً لِلْأَدِيمِ ولِلْحَطِيبِ
ونَنْسَى مِنْ تُرَابِ الأَرْضِ طِيناً
ونَنْسَى كَائِدَ العُمْرِ الكَئِيبِ
ونَتْرُكَ لَاهِثِينَ إِلَى حُطَامٍ
ونَقْلِى إِفْكَ عَارِيةٍ كَذُوبِ
إِلَى العَلْيَاءِ قَدْ نَظَرَتْ عُيُونٌ
وَيَرْنُو سَافِلُونَ إِلَى عَطِيبِ
الثلاثاء
30/4/2013