طبيعة .. للأديب الكبير الدكتور سمير العمرى
تَأكدَتْ من وَضعِ الأغرَاضِ اللازِمةِ في المِقعدِ الخَلفيِّ ثُمَّ توقفَتْ مرَّةً أُخرَى أمَامَ مِرآةِ البهوِ الخَارجيِّ تُصفِّفُ خصلاتٍ منْ شَعرِها الحَريرِيِّ تَسَاقطَتْ عَلى عينِهَا ، وَتُلقِي نظرةً أخِيرةً على قَوامِهَا المَمشُوقِ وَأَناقَتِهَا البَاذِخةِ قَبلَ أنْ تَنطلقَ خارِجةً بالسَّيارةِ إلى المُتَنَزَّهِ البَحرِيِّ.
كَانتْ جَمِيلةً وإنْ كانتْ ذَاتَ شَغَفٍ بأنْ تُظهِرَ ملامِحَ جَمالِهَا بِكلِّ مُتَاحٍ من مَسَاحيقَ وَأزْيَاءٍ وَعُطورٍ كُلَّما خَرجَتْ من البيتِ خُصوصًا إِلى عَمَلِها كَمُدرِّسةِ رِياضِيَات للمُستَوى الثَّانَوي . وَلَطَالما عَرَّضَها جَمالُهَا الأنِيقُ وَملابِسُهَا الضَّيقَةُ القَصيرةُ لِتَحَرُّشَاتٍ تُغضِبُها وَإنَّما كَانتْ ثِقتُها بِنفسِهَا سلاحَهَا الأقوَى في مُواجَهةِ كلِّ مَا تتعرَّضُ لهُ منْ مُنغِّصَاتٍ.
كَانَ لا بُدَّ أنْ أَشكُرَه بَعدَ مُساندَتِهِ لي كُلَّما تغَيَّبتُ ، وبَعدَ دَعمِهِ لِموقِفِي أَمَامَ مُدرِّسةِ التَّربِيةِ الدِّينيَّةِ تِلكَ .
أَتَظُنُّ تِلكَ الحَمْقَاءُ أنَّها أَشْرَفُ مِنِّي وأَعفُّ ؟؟
مَا شَأنُهَا بِشَكلِي أَو بِهِندَامِي ؟؟
لا أَرتَابُ فِي أَنَّهُ إِنَّمَا هِيَ غِيرتُهَا مِنِّي خُصوصًا حِينَ تَرَى المُدِيرَ يُرَاعِي أَمْرِي والزُّملاءَ يَستَمعُونَ لِقَولي .
مَا ذَنْبِي أَنَا إِذَا كَانَ هُوَ أو غَيرُهُ يَحرِصُ عَلى رِضَاي وَرَاحَتِي؟؟
لِتَذْهَبْ إِلى أولَئكَ المتحرِّشينَ ولأولَئكَ الطُلابِ المُراهِقينَ فتُعلِّمَهم الذَّوقَ والأَدبَ.
أَخذَتْ نفَسًا عمٍيقًا تُحاولُ أن تُهَدِّئَ من ثَورَتِها ، ونَظَرَتْ فِي المِرآةِ تَتأَكَّدُ مِنْ ثَباتِ تَسرِيحَةِ شَعَرِهَا وُكُحلِ عَينَيهَا ، ثُمَّ تَابَعَتْ القِيادَةَ وَالتَفْكِيرَ.
كَانَ الأُستَاذُ عُدَيّ لَهَا بِالمِرصادِ هَذِهِ المَرَّة ، فَأوقَفَها عِندَ حَدِّها حِينَ حَاولَتْ إِحرَاجِي في اجتِماع هَيئةِ التَّدرِيسِ . هُوَ زمِيلٌ مُحتَرَمٌ وَأُقدِّرُ له مَوقفَهُ النَّبيلَ هَذَا رَغمَ أنَّهُ حَديثُ التَّعيِينِ فِي المَدْرسَةِ . كَانَتْ فِكرَةً جَيِّدةً أَن دَعوتُهُ اليومَ إلى حَفلِ شِواءٍ بَسيطٍ فَأَشكُرَهُ وَأُبديَ لَه امتِنانِي.
كَانَتِ الشَّمْسُ تنظُرُ لِلأرضِ نظَراتٍ وَاهيةً بَعدَ تَعَبِ يَومٍ قَصيرٍ منْ أيَّامِ الصَّيفِ وَقَدْ أدهَشَتْ فِي الأُفُقِ حُمرةُ الشَّفَقِ نَظرَةَ الوُجُومِ ، وَبَعِيدًا فوقَ مياهِ البحرِ حامَتْ نَوَارسُ فِي سَكِينةٍ عَكْسَ هَمسِ رِيحٍ مَسَائِيةٍ وَادِعةٍ . الهُدُوءُ يَلفُّ المَكانَ خَلا وَشْوشَاتِ المَوجِ للسَّاحِلِ ، وَعُدَيُّ يَجتَهدُ فِي إِشْعَالِ الفَحْمِ لِبدءِ الشِّواء ، وَيَنهرُ قِطًّا أَغرَتْهُ رَائِحَةُ اللَّحْمِ بَيْنَا كَانَتْ سُعَادُ تُجهِّزُ مَكانَ الجلسَةِ غيرَ بعِيدٍ. وَفِي انتِظَارِ أنْ ينْضَجَ الفَحْمُ جَلسَا يَتَحدثَان عمَّا كانَ في المَدرَسةِ قبلَ أنْ يَقْفزَ فجْأةً منِ مَكَانهِ عَلى صَرَخاَتِها الفَزِعَةِ .
كَانَتْ النَّارُ قد امتدَّتْ بِفِعلِ عَصفٍ مُفاجِئٍ للرِّيحِ إلى حيثُ قَارورَةُ الوَقُودِ التِي تَرَكَهَا عُدَيٌّ - سَهوًا - مَفْتُوحةً قرِيبًا منهَا . أَسْرَعَا هُمَا كِلاهُمَا بِبَعضِ الآنِيَةِ نحوَ البحرِ لإطْفَاءِ اللَهَبِ المُتَصاعِدِ ، وَفِيمَا هُمَا يَعُودَانِ لاهِثَينِ تَهاوَتْ إِلى الأَرضِ وَصَرخَتْ مَقهورَةً حينَ رَأتِ القِطَّ وَقَدْ سَرَقَ اللحْمَ مِن الإِناءِ الذِي كَانَتْ فَتَحتْهُ تَجهِيزًا للشِّوَاءِ.
جَلَستْ إلى جِوارِهِ عَلى مقعَدٍ بَعيدٍ في المُتَنَزَّهِ تَمْسحُ دُموعَ خَيبتِهَا وَتُحَاولُ أنْ تَعْتذِرَ لهُ ، يُسَابِقُهَا هُوَ فِي ذَلكَ مُحَاولا التَّخفِيفَ عَنهَا. هَبَّتْ رِيَاحٌ شِمَاليةٌ بارِدةٌ قَطَعتْ صَمْتًا طَالَ بَينَهُمَا تَقُولُ وَهِيَ تَضمُّ يديهَا العَاريتينِ إِلى صَدرِهَا.
- أَشْعُرُ بِالبَرْدِ.
نَظَرَ إِلى شَمْسِ الأَصِيلِ هُنَيهَةً ثُمَّ نَظَرَ إِلى المُصَحَفِ الذَّهَبيِّ المُتَدلِّي قِلادَةً بَينَ نَهْديهَا وَهَمَسَ:
- وَأنَا أشْعُرُ بِالحَرَارَةِ !
رؤية نقدية بقلم / هشام النجار
طرح فكرى معمق لقضية حيوية قديمة حديثة ، من خلال نص قصصى ابداعى مشوق من الطراز الرائع المدهش المشغول بحرفية عالية ، وهذا ليس بمستغرب على قلم مفكر راق وأديب كبير كالدكتور سمير العمرى .
سعاد وعدى اسمان عربيان مرت على عقليهما ووجدانيهما وضميريهما التجارب والتعاليم والمفاهيم وما أسسته الحضارات والثقافات ، وقد انتهوا الى ما انتهت اليه الأمم الشعوب من تقاليد وأخلاقيات ، ورغم ما لديهما من تقاليد خاصة بهما وموروث قرآنى وخلق عربى ؛ فهما تجاوزا ما عندهما وضربا به عرض الحائط الى السلوك الغربى سواء فى الملبس أو التصرفات أو طبيعة العلاقات وحدودها بين الرجل والمرأة .
طبيعة المرأة حب التزين واظهار المفاتن ، وكل جميلة ترغب بلا شك فى اخبار الدنيا بما لديها من جمال وما تمتلكه من مفاتن كما صاحب المال والعيال ، واذا تُرك الأمر بدون تقييد وتعاليم وضوابط وحدود وأصول ، لتحول العالم الى مسرح كبير لعروض المرأة ومنافسات السفور والتعرى .
القضية التى صنعت اشكالية الحوار الساخن ، الصامت أحياناً والصاخب أخرى داخل المدرسة حول سلوك سعاد فى اظهار المفاتن ليست كما فهمتها هى وروجت لها لدواعى أنثوية ؛ أنها مجرد غيرة نساء من نساء ، وعند الحديث عن التحرش ودوافعه فيُسأل فقط هؤلاء المراهقين الذين ينسيهم اللحم حدود الأدب .
القضية ليست هكذا فلو استبدلوا الصبية والطلاب غير المهذبين بآبائهم لما اختلف الجواب والوضع كثيراً ؛ ف" الطبيعة " البشرية ضعيفة جداً أمام غير المألوف وبهرجة الزينة واللحم المكشوف ، وما سلوك المدير والزملاء العنصرى الا تأكيداً لهذا التعميم ، فلا فارق بين مراهق يتيم أعزب وبين مخضرم أريب مجرب ؛ فالكل بشر ، وهم أمام اللحم العارى سواء ، والاختلاف فقط فى طبيعة وقوة وسرعة الزحف نحوه والتورط فى الاشتباك معه .
نستطيع بسهولة أن نقيس المسافة الزمنية بين زحف شاب صغير السن حديث التخرج ومن هو أقدم منه فى الفحولة والرجولة والعمر والنضج بالمقارنة بين مراوغات ومحاولات ومناورات وخطط ومؤامرات " عدى " للوصول السريع لجسد سعاد فى مقابل الخطط المؤجلة والمحاولات المستقبلية طويلة الأجل التى تركض خلف محاولات المدير لترضيتها وجهود الزملاء القدامى لتوفير سبل الراحة لها دون غيرها ؛ فهم سيزحفون لا محالة عما قريب ، لكن وفق خطط مدروسة متأنية تخضع لحسابات المصالح والدقة فى اقتناص الفرص وتضع فى الاعتبار وضعية سعاد الاجتماعية بحيث لا تنتهى المغامرة بفضائح أو ورطة كارثية فى زيجة ثانية .
عدى كان عجولاً – شاب حديث التعيين - فلعب دور البطل المدافع عن ضحية الاضطهاد الاجتماعى ، والمحارب للعنصرية ضد المرأة المتحررة ، والمناضل فى صف الحداثة والعصرنة " مدرسة رياضيات متحررة " فى مواجهة التزمت والتشدد " مدرسة تربية دينية رافضة لهذا السلوك " ، فكان هو بطلها ومن اختارته لتمنحه بركة هذا التحرر .
هى تصفه بالمحترم ، وهى فى نظر نفسها محترمة ، وتصف من يتطاول على سفورها وعريها بقلة الذوق والأدب ، وهو يجتهد فى الدفاع عنها ويعتبر من يتطاول عليها متجاوزاً حدود الأدب ، وكلاهما يعلمان تماماً أن ما يقولانه ويعتقدانه هراء فى هراء ، وفى سوق الاعلام نرى أصحاب هذا السلوك المتحرر فى الملبس وغير المتقيدين بأصول وثوابت التقاليد الاسلامية فى ضبط العلاقة بين الرجل والمرأة بالضوابط المانعة للوصول بها الى ما يشين ويهين ، يجتهدون فى تسفيه الالتزام والملتزمين بتلك التقاليد وفى تضخيم ذواتهم وبأن الاحترام والمكانة خلقت لأجلهم ، وهذا السعى الممنهج المتواصل بجهود دؤوبة لا تنقطع انما لتغيير " طبيعة " الأمور ، ليخرج التعرى والسفور فى مظهر الاحترام والتوقير والتقدير ، وتنال " طبيعة " الاحتشام والسلوك المنضبط نظراتُ الازدراء والاستهجان والتحقير .
كلاهما – سعاد وعدى - يعلمان ما تريده المرأة من الرجل فى حالة كهذه وما يشتهيه الرجال فى النساء ، و"طبيعة " الأشياء تقول أن الجسد محل الاشتهاء ، فاذا كشفت الأنثى جزءاً من جسدها فالرسالة واضحة تماماً ومحدد اتجاهها وهى تدرى جيداً كيف يقرؤها الذكر ساعة الوصول ، أما الرسائل الحضارية الوقورة الراقية فرسائل العقول ، والمرأة الراقية الحضارية هى التى تهتم بكشف الفكر وانتاجات العقل والرجال جميعاً مدعوون لمأدبتها الفكرية المعلنة ، لكن عندما تكشف عن جزء من جسدها فمن من الرجال مدعو هنا وكيف يتاح الجسد هكذا فى ظل غريزة جبارة طبيعتها تنطلق من مجرد الكشف ؟ لذلك كانت دقة الضوابط ؛ فلا ترسل هذه الرسالة الواضحة المفهومة الا لرجل واحد ، وهو المعنى وحده بها ، وهو المختص الوحيد فى مباشرة الاجابة عليها فى خصوصية تحفظ مكانة المرأة وتصون كرامتها .
ربما ادعت بطلة القصة – كممثلة لقطاع وشريحة عريضة من نساء مجتمعاتنا العربية – أنها شريفة وعفيفة وأنها بمثلها وقيمها ومبادئها – لا بملابسها – تستطيع الدفاع عن نفسها واثبات وجودها كامرأة محترمة ، وربما خدعت نفسها أنها تستدعيه على العشاء لتشكره لتظل متماسكة أمام فكرة ونظرية أنها فتاة محترمة وأنه مهما حدث من كشف وقرب وخلوة ستظل محترمة وأن هذا السلوك هو وحده سلوك التحضر والرقى دون سواه ، لكن طبيعة الأشياء والأمور وتعقيدات العلاقة بين الرجل والمرأة وعلاقة الهر باللحم المكشوف والرياح مع النار تخبر وتثبت على مدى التاريخ الانسانى غير ذلك .
القرآن للعرب ليس لمجرد وضعه على الرفوف والتزين به على الصدور ، انما نصوصه وتعاليمه هى زينة الأخلاق والأفعال ، لكن منهم من يدعيه ادعاءاً كاذباً بالأقوال ويذهب الى الغرب ويعتنق الثقافة الأمريكية والفرنسية فى أسلوب الحياة وطريقة التعرى والصداقات غير البريئة والزيارات وحفلات العشاء والشواء لابداء الشكر والامتنان .
اللحم مكشوف وعدى الملهوف هو البطل المختار والريح عاصف فلا يلومنها أحد اذا أججت النار ؛ فلا أحد أحاط النار بسياج محكم ولا أحد وضع الضوابط والمحاذير ليحول دون اتمام هذا اللقاء الشرس الدامى الهائج بين الريح والنار .
واذا كانت سعاد امرأة محترمة بين الناس وفى مكان عملها بسلوكها هذا وسفورها وزينتها - مع اختلاف وجهات النظر حول حدود الاحترام ودرجات الاحتشام وتفاوت الظروف واختلاف السلوك والأخلاق وقوة الضمير بين امرأة وأخرى ، واذا كانت هناك بالفعل نساء دون حجاب وخمار وبسفور وزينة يستطعن اثبات وتحقيق هذه المعادلة الصعبة دون الدخول فى تفاصيل وفك رموز مصطلحات الايمان والحياء والمعروف والكسوف - فما تفسير علاقة السفور بالفجور بالغرب ، ثم انتقالهما سوياً هنا ؟
وماذا عن دعوة العشاء والذهاب بعيداً عن الأعين ، وما موضع القيم من الاعراب عندما يختلى شاب بفتاة ويُغلق الباب ؟
هى ممارسات وقيم وثقافات يُراد للشباب أن يأخذها من الغرب كما هى هناك بما تبدأ به من مقدمات وما تنتهى اليه من خلوات و.. الخ ، وأن يظل القرآن فقط للرقى والحفظ من عيون الحاسدين ، فليس السفور فقط وليس اظهار المفاتن ، انما الاختلاط ، ثم الزيارات ودعوات العشاء والشواء والسهرات ، ثم ................ - تلك النقاط التى كان يضعها الأديب احسان عبد القدوس فى قصصه المشهورة - .
هى طبيعة الأشياء وهى الطبيعة البشرية التى تعامل معها القرآن بحكمة فى نصوصه ، وهى " طبيعة " الأمور فى الغرب ، ويعدونها احتراماً ورقياً ، بل وشفقة واحتراماً لحقوق الانسان ورومانسية أن تهدى اللحم المكشوف اللذيذ لقط جائع .
لكنها ليست " طبيعة " الأمور والأشياء لدينا نحن العرب ، فالقرآن لم ينزل علينا لنهجره أو كديكور على جسد عار ، انما ليزين أخلاقنا وأعمالنا ، وليحفظ الكنوز واللآلئ فى المحار ، وليمنع هبوب الريح العاصف على جسد سعاد الحار ، ويحمى لحمها من القطط الجائعة .
السرد جاء بلغة رصينة مرتبة ، وبلغ ذروة أدائه فى محطة المونولوج الداخلى للبطلة ، وأجمل ما هذا المونولوج أنه من جهة لخص الصراع الحضارى والثقافى الذى يدور داخل المدرسة بما يحمله اختيار المكان هنا من مدلولات ، بدون الحاجة الى حكى واستطراد قد يفقد السرد بريقه ومتعته ، ومن جهة أخرى أعطى انطباعاً فلسفياً ونفسياً عن شخصية البطلة ومثيلاتها ، فهن يهربن من مواجهة الحوار المباشر ويلجأن لاقناع أنفسهن بأنفسهن وبقناعاتهن الخاصة من خلال حديث النفس الأمارة بالتعرى واغراءاتها الكثيرة خاصة فيما يتعلق بقصص الغيرة وأن الأمر لا يعدو كونه أحقاداً نسائية وأن هناك من تكره رؤية من تتميز عليها فى جمال وأناقة واهتمام زائد للرجال بها .
الحبكة جاءت موفقة جداً وقوية تليق بمضمون ورسالة القصة ، فجاءت ترمز وتلمح من بعيد لتفاصيل السقوط ، لتستر من يأبون الا الفضيحة ، ولتقول أننا رغم كل شئ نتمنى لكن الخير والستر والمكانة اللائقة بكن .