يَـــاشَــامُ صَـبْرَ اً
يَقولُ الرّاحِلُ / نِزار قبّاني في رائِعَتِهِ ( القَصيدَةُ الدِّمَشقيّةُ)
هَذي دِمَشْقُ وهَذي الكأْسُ والرّاحُ
إنّي أُحبُّ وبعْضُ الحبِّ ذبّـــــــــاحُ
إلى أن يـقول :
إنَّ النَبيذَ هُـنا نـــــارُ مــــــــعطرةٌ
فَهَلْ عُيُونُ نِساءِ الشــــــــــام أقداحً
أمَا انا وفيِّ ظل مايتعرضُ لهُ وطَني الحَبيبُ..
من دمارٍ شَاملٍ فَأقولُ:
أنَّتْ دِمَشْقُ وضَاعَ الأُنْسُ والرَّاحُ
واسْتَفْحَلَ الهَمُّ هَمُّ الظُلْمِ ذَبَّــــــاحُ
تَوَشَحَتْ بِالسَوَادِ المُرِّ جِلَّقُنَــــــا
وخَيَّمَتْ في سَمَا الشّهْبَاءِ أتْرَاحُ
تَحَشْرَجَتْ في صُدُورِ الطَيْرِ أُغْـنِيةٌ
حَزِيْنَةُ اللَّحْنِ ناجَتْ ذِكْرَ مَنْ رَاحُوا
تَنْعِي جِنَانَاً أضَاعُـوا زَهْوَ رَوْنَقِهَا
بِسَكْبِ حِقْدٍ وقَالــــوا هَذا إصْلَاحُ
وَتَسْتَهِينُ بِمَنْ بَاعُـوا ضَمَائِرَهُـمْ
لِذَبْحِ عِطْرٍ على الفَيْحَاءِ يَنْدَاحُ
تَحَالَفَ العُرْبُ وَالأعْجَامُ في خَـبَثٍ
وكُلُّ وَغْدٍ زَنِيْمُ الأصْلِ نَبَّــــــــــاحُ
وَأوْغَـلُوا في دِمَاكَ الحُرِّ يَا وَطَني
فـَأُتْرِعَــتْ مِنْهُ أكْــــــوَابٌ وَأقْدَاحُ
وَأجْهَضُوا حُـلْمَ أجْيَالٍ فَــوا أَسَفي
خِدْرُ الحَرَائِرِ بِالأوْغَادِ يُجْتَــــــاحُ
حَتَّى الْمَآذِنُ مِنْ أوْجَــاعِهَا نَـَزفَتْ
وَلِلْمَـــآذِنِ يَـــــا نَخَّــــــاسُ أرْوَاحُ
وَطـائِــــــرُ الأيْـكِ عَافَ الشّـدْوَ مِنْ
عـَــلــيـلُ دَارٍ وَمَــا يُـشْـفيْهِ جَــرَّاحُ
يَا حَادِيَ الشَّوْقِ عَرِّجْ عَنْ مَضَارِبِنَا
فَعَـــاهِـــــلُ القَوْمِ جَــــــــلَّادٌ وَسَفّاحُ
مَا عَـــــادَ في الشَّامِ نَجْلاءٌ نُغَـازِلُهَا
وَلا هَزَارٌ على الصَفْصَافِ صـــدّاحُ
صَارَتْ يَـبَابَـــــاً وَنَيْرُونٌ بـــِهِ خَـبـــَلٌ
والمُرْجِفـــــــــُوْنَ لَهُ جُنْدٌ وأشْبــــَاحُ
يَا شَامُ صَبْرَاً عـلى أفْـيَالِ أبْـرَهَـةٍ
كَابـــُوسُ حِقْدٍ بــــِإذْنِ اللهِ يَنـــــْزَاحُ
حتّى تَعـودي كَـمَا كُنْتِ حَبيبَتَنـَـــــــــا
ظِلّاً ظَليلَاً بِه الخِلّانُ تَــــــرْتَــــــــاحُ