أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أين ذاك المجد أمسى خبرا !

  1. #1
    قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Oct 2014
    المشاركات : 249
    المواضيع : 152
    الردود : 249
    المعدل اليومي : 0.07

    افتراضي أين ذاك المجد أمسى خبرا !

    رحم الله موسى بن نصير الفاتح المظفر. والأمير الشهم والسياسي العادل ، وقائده البطل طارق بن زياد ، وجيشه المغوار، الذين أبلوا البلاء الحسن في فتح الأندلس إلى أن أشرقت فيها شمس الحق والهداية، دون أن ننسى دور المرابطين بقيادة يوسف بن تاشفين في استقرارها.
    ورحم الله خلفاء بني أمية الأفذاذ ،عبد الرحمن الداخل وعبد الرحمن الناصر ومحمد بن أبي عامر وغيرهم ، والذين أقاموا في الأندلس حضارة مزدهرة ، كانت حافلة بالعلوم والأدب والفنون والعمران ، فحازت إعجاب العالم الغربي الذي كان يتخبط في ظلمات الجهل والتخلف والعبودية.
    كانت الأندلس ولمدة ثمانية قرون (92ه 897ه) جنة المسلمين ، وقبلة واحدة لأبناء ملوك أروبا الذين انتسبوا إلى جامعاتها طلبا للعلم في عصر الجهالة :
    *
    يقول شارلزسنجر: " إن طالب العلم الأوروبي الشغوف بالعلم آنذاك ، الذي لا ترضيه الدراسة في باريس وأكسفورد ، والذي كانت تأخذ بلبه الأخبار المتناقلة عن عجائب العلم والحكمة العربية ، إنما كان يذهب للدراسة في طليطلة أو قرطبة".
    * أوفد ملك (ويلز) بعثة برئاسة ابنة أخيه، كانت تضم ثمانية عشرة فتاة من بنات الأشراف والأعيان إلى (إشبيلية) ، محملة برسالة إلى الخليفة
    ( المعتد بالله) تقول:
    " قد سمعنا عن الرقي العظيم الذي تتمتع بفيضه الصافي معاهد العلم والصناعات في بلادكم العامرة ، فأردنا لأبنائنا اقتباس نماذج هذه الفضائل لتكون بداية حسنة في اقتفاء أثركم لنشر أنوار العلم في بلادنا ، التي يسودها الجهل من أربعة أركان ...).
    ولم يقتصر الأمرعلى مجرد إرسال البعثات التعليمية إلى الجامعات الإسلامية، بل حرص ملوك أوروبا على استقدام المدرسين والعلماء المسلمين ، لتأسيس المدارس والمعاهد العلمية في بلدانهم.
    لقد ضاعت الأندلس التي ما زالت آثارها شاهدة إلى اليوم بعد ما فرط فيها المسلمون ، بفعل الفرقة والصراع على الإمارة ومولاة الأعداء من الإفرنجة الحاقدين.
    أين ذاك المجد!؟ لقد أمسى خبرا ، شواهده وأطلاله تحمل إلينا عبق الذكرى، وتؤجج في نفوسنا الجريحة نار الحسرة.

    لقد نجح أسلافنا في الأندلس في بناء حضارة رائدة ، لأنهم طلبوا العزة في الإسلام ، فأعزهم الله بالنصر والتمكين.
    والمسلمون في هذا الزمن المر، خربوا بيوتهم بأيديهم ، وبأيدي أعدائهم الذين يضمرون ويعلنون الحقد للإسلام .
    يا لسذاجتهم وهوانهم وغبائهم ! ابتعدوا عن الله ، وعن هدي رسوله الكريم ، فجرفتهم عواصف الفتنة ، وأزرى بهم الدهر بأكذوبة (ربيع عربي ) فاضح . قَطّعَ أوصال الأمة ، وأتى على الأخضر واليابس فيها .. والله المستعان.

    قال الله تعالى : " إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ " سورة الرعد (11).
    اللهم قيض لهذه الأمة المنكسرة ، رجالا ونساء تقاة يعيدون لها مجدها وريادتها وأمنها وصلاحها ، والذي لن يكون إلا بما صلح به أولها ، كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    الصورة الرمزية محمد ادريس علي قلم مشارك
    تاريخ التسجيل : Jul 2011
    الدولة : KSA
    المشاركات : 142
    المواضيع : 33
    الردود : 142
    المعدل اليومي : 0.03

    افتراضي

    نعم ذاك المجد أمسى خبراً , ورثاء تلك الحقبة شاعر سوداني ألا وهو المرحوم محمد احمد محجوب في رائعته ( الفردوس المفقود )حين قال :


    نزلتُ شَطكِ، بعدَ البينِ ولهانا‎ فذقتُ فيكِ من التبريحِ‎ ‎ألوانا‎
    وسِرتُ فيكِ، غريباً ضلَّ سامرُهُ‎ داراً وشوْقاً وأحباباً وإخوانا‎
    فلا اللسانُ لسانُ العُرْب نَعْرِفُهُ‎ ولا الزمانُ كما كنّا وما كانا‎
    ولا الخمائلُ تُشْجينا بلابِلُها‎ ولا النخيلُ، سقاهُ الطَّلُّ، يلقانا‎
    ولا المساجدُ يسعى في مآذِنِها‎ مع العشيّاتِ صوتُ اللهِ رَيّانا‎

    كم فارسٍ فيكِ أوْفى المجدَ شرعتَهُ‎ وأوردَ الخيلَ ودياناً‎ ‎وشطآنا‎
    وشاد للعُرْبِ أمجاداً مؤثّلةً‎ دانتْ لسطوتِهِ الدنيا وما دَانا‎
    وهَلْهلَ الشعرَ، زفزافاً مقَاطِعُهُ‎ وفجّرَ الروضَ: أطيافاً وألحانا‎
    يسعى إلى اللهِ في محرابِهِ وَرِعاً‎ وللجمالِ يَمدُّ الروحَ قُربانا‎
    لمَ يَبقَ منكِ: سوى ذكرى تُؤرّقُنا‎ وغيرُ دارِ هوىً أصْغتْ لنجوانا‎

    أكادُ أسمعُ فيها همسَ واجفةٍ‎ من الرقيبِ، تَمنّى طيبَ‎ ‎لُقيانا‎
    اللهُ أكبرُ هذا الحسنُ أعرِفُهُ‎ ريّانَ يضحكُ أعطافاً وأجفانا‎
    أثار فِيَّ شُجوناً، كنتُ أكتمُها‎ عَفّاً وأذكرُ وادي النيل هَيْمانا‎
    فللعيونِ جمالٌ سِحرُهُ قدَرٌ‎ وللقدودِ إباءٌ يفضحُ البانا‎
    فتلك دَعْدٌ، سوادُ الشَعْرِ كلَّلها‎ أختي: لقيتُكِ بَعْدَ الهجرِ أزْمانا‎
    أختي لقيتُكِ، لكنْ أيْنَ سامُرنا‎ في السالفاتِ ؟ فهذا البعدُ‎ ‎أشقانا‎
    أختي لقيتُ: ولكنْ ليس تَعْرِفُني‎ فقد تباعدَ، بعد القُربِ حيَّانا‎
    طُفنا بقرطبةَ الفيحاءَ نَسْألها‎ عن الجدودِ.. وعن آثارِ مَرْوانا‎
    عن‎ ‎المساجد، قد طالت منائرُها‎ تُعانق السُحبَ تسبيحاً وعرفانا‎
    وعن ملاعبَ‎ ‎كانتْ للهوى قُدُساً‎ وعن مسارحِ حُسنٍ كُنَّ بسْتانا‎
    وعن حبيبٍ، يزِينُ‎ ‎التاجَ مِفْرقُهُ‎ والعِقدُ جال على النّهدين ظمآنا‎
    أبو الوليد تَغَنّى في‎ ‎مرابِعِها‎ وأجَّجَ الشَوقَ: نيراناً وأشْجانا‎
    لم يُنْسِه السجنُ أعطافاً‎ ‎مُرنَّحةً‎ ولا حبيباً بخمرِ الدَّلِّ نَشْوانا‎
    فما تَغرّبَ، إلاّ عن‎ ‎ديارهمُ‎ والقلبُ ظلَّ بذاك الحبِّ ولهانا‎
    فكم تَذكّرَ أيّامَ الهوى شَرِقاً‎ وكم تَذكّرَ: أعطافاً وأردانا‎
    ‎ قد هاجَ منه هوى ولادةٍ‎ ‎شَجَناً‎ بَرْحاً وشوْقاً، وتغريداً وتَحْنانا‎
    فأسْمَعَ الكونَ شِعْراً‎ ‎بالهوى عَطِراً‎ ولقّنَ الطيرَ شكواه فأشجانا‎
    وعاشَ للحُسنِ يرعى الحسنَ في‎ ‎وَلَهٍ‎ وعاش للمجدِ يبني المجدَ ألوانا‎
    تلكَ السماواتُ كُنّاها نُجمّلُها‎ بالحُبِّ حيناً وبالعلياء أحيانا‎
    فرْدَوسُ مجدٍ أضاعَ الخَلْفُ رَوْعَتَهُ‎ من بعدِ ما كانَ للإسلامِ عنوانا‎

    أبا الوليدِ أعِنِّي ضاعَ‎ ‎تالدُنا‎ وقد تَناوحَ أحجاراً وجُدرانا‎
    هذي فلسطينُ كادتْ، والوغى دولٌ‎ تكونُ أندلساً أخرى وأحزانا‎
    كنّا سُراةً تُخيف الكونَ وحدتُنا‎ واليومَ‎ ‎صرْنا لأهلِ الشركِ عُبدانا‎
    نغدو على الذلِّ، أحزاباً مُفرَّقةً‎ ونحن كنّا‎ ‎لحزب اللهِ فرسانا‎
    رماحُنا في جبين الشمسِ مُشرَعةٌ‎ والأرضُ كانت لخيلِ‎ ‎العُرب ميدانا‎
    أبا الوليدِ، عَقَدْنا العزمَ أنّ لنا‎ في‎ ‎غَمرةِ الثأرِ ميعاداً وبرهانا‎
    الجرحُ وحّدَنا، والثأرُ جَمّعنا‎ للنصر فيه‎ ‎إراداتٍ ووجدانا‎
    لهفي على «القدسِ» في البأساء داميةً‎ نفديكِ يا قدسُ‎ ‎أرواحاً وأبدانا‎
    سنجعل الأرضَ بركاناً نُفجّرهُ‎ في وجه باغٍ يراه اللهُ‎ ‎شيطانا‎
    ويُنتسى العارُ في رأد الضحى فَنَرى‎ أنَّ العروبةَ تبني مجدَها‎ ‎الآنا

المواضيع المتشابهه

  1. الخَزُّ أَمْسَى بالشآمِ رَخِيْصَا !!
    بواسطة عبده فايز الزبيدي في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 20-11-2015, 08:59 PM
  2. أين ؟ ذاك العهد أين ؟
    بواسطة عبدالله بن عبدالرحمن في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 24
    آخر مشاركة: 17-05-2013, 02:44 PM
  3. أين رئيس بلادى بل أين بلادى؟
    بواسطة سيد يوسف في المنتدى الحِوَارُ السِّيَاسِيُّ العَرَبِيُّ
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 21-08-2008, 08:59 AM
  4. عَلَّ ذاكَ ورُبَّمَا
    بواسطة زيدان في المنتدى فِي مِحْرَابِ الشِّعْرِ
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 06-08-2005, 07:36 PM