|
عجلى رمتني باللحــاظ المــوجـعِ |
وتــعــوّدت نـســج الشِــــبـاك لـمـصــرعــي |
حـســنـاء يــحرق بالحـياء رضابها |
يـــا ويــح قــلــبي مــن حِـســــانِ المــطــلـــعِ |
عـودي بســهــمكِ مــا هجرتُ تورّعي |
وانــقــاد لــحــنـي فـــي جــفـاكِ المــمــتـــعِ |
شــغــفي وتــشــبـيــبي بحسنك عالقٌ |
وســـنُ الإثــــارة عــنــك لــم يــتـــزعـــزعِ |
والـيــمّ أنــتِ فــهــل بــصُرتِ سواحلا |
فــأنــا الغــريــق ، ولـيـس لــي مــن مـطـمــعِ .. |
غــيـرَ النــجــاة ، فــلـو رســيـت بـقـاربي |
نــحـــو الأمــــان وبـَـــرّه ، أو فـــادفـــعـــي .. |
عــنّــي أحــابــيل الغــوايــة إنّــني |
نــافــحــتُ فــيــهــا كــالصــبــيّ المــولــــعِ |
وجــريت في طلب النفائس قاصدَا |
ســـبــل الحــقــيــقــة ، والشريعة مرتـعــي |
مــتــناهــيًا في سِــرّ شــأنكِ راشــدًا |
عــلــّــي أرى نعمىً تـــزيـــح تــوجّـعــي |
عــلّــي أرى الداء الخفــيّ فــربّــما |
نــلــت الوصــال مـــع الجــمــال المــقـنـــــعِ |
وعـســى نــحــدّث بـالوفــاء ســويّــة |
ونــرى مــعــاً نــفـــح الصــفــاء بـــأربُــعـي |
ويــشــق قــارعــة الشــموخ طـريـقــنـا |
أروي الـبــصـــيـــرة بـالدمــــــوع الهــمّـــعِ |
ويــلوح لــي أنّ الـتــذلــل روضــة |
الــقــلب يــصــدق عــنـدهــــــا لا يــدّعـــي |
فـتــوشــحــيـه ، فــفــيــه أروع قِــصّــة |
فــجــر الخـــلاص ، ومــنــطــق المــتــضــلعِ |
أو فامنحي الذات السراح مـنـيـبــة |
وإذا دعــــاه المـــجــد يــومًـا فـاخـضــعــي |
أو فارتدي حُــلل التواضع رقــة |
زيــن الإبــــاء ، ومــا عــداهـــا فاخــلــعـــي |
أو فاسلكي درب المحبّــين الألى |
عـــن كـــلّ بــارقــــةٍ لـهـــم فــتــتــبّــعـــي |
أو فاكتبي عهد الغرام تكرّمـًـا |
وإذا ألـــمّــكِ عــــــــاذلٌ لا تــســـمــعــــي |
أو فاطلبي كــأس الحبيب زلاله |
وعــلــى ضـــفــاف المنحنى فــتــرعــرعــي |
أو فاصبري وقت الحنين على النوى |
إنّ التــمــــرّد فـــي الهـــوى لــــم يـــنــفـــعِ |
أو فاحملي علم التـفـكر يــقــظــة |
ثـــمّ احــذري مـــن غـــفــلــة المــتــصـنّـــعِ |
أو .. كــلها كـــوني وإلاّ فــالردى |
أولـــى بـــكــلّ خـــريــــدةٍ لـــم تــســـمــــعِ |
عـجـلى رمــتـنـي باللـحــاظ الموجـع |
مــن بــعد أن ســـحّ الــنــدى فــي الأربــــعِ |
مـن بـعـد أن أحـيـا اللطــيـفة صـدقها |
واســـتــعــلـم الوجــــــدان كــــل تـــــورّعِ |
وصــفوكِ مثل الطـفل أنت شــقــيّـة |
فــي اللــهو والشـــكـوى وحــبّ تــنــطّـــع |
أو ( دمــيــة لا يُـســتــزاد جــمالها ) |
فــكــأنّــهــا غــير المــظـــاهــر لــم تــــع |
أم أنــت ( كــالورقــاء ذات تــعــزّز) |
لولاك ســــرّ الروح غــــيــر مــضـــيّـــعِ |
فـتـمـهّــلـي مــا أنت إلا قـــوّة |
روحــيّــة نـهـضــــــت بـــدون تــبــرقــــعِ |
لكِ موضــعٌ بين الجبين عـرفـتـه |
يُــغـري القـلــوب ، ويــا لــــه مـن مـوضــعِ |
ولـذاك نـسجـد كي يجـف بريـقــه |
مـن حـول مرتــبـــعٍ ســـخــا بـــالأدمــــعِ |
حتىّ لـيـجـهــلـه جـهـابـذة الحِــجا |
يـخـفى عــلى وصـف الطـبـيــب الألــمــعِ |
قـد ضـيّـع الحكمــاء جــلّ حياتهم |
بــحـثــًا وتـصــويــرًا وبـعـض تــمــتـــــع |
تـتــمــلــكـين الفــكر حين شروده |
والـفــكـــر إن يــغــفــل يــضــع ويـُـروّعِ |
وتــبـارزيـن الـقـلـب سـاعـة غـفـلـةٍ |
بــخــواطــر رعــنـــاء ، لــم تــتــورّعِ |
بــل مَــن أطــاعك فالضــياع مصيره |
ولــو ارتـــدى دهـــرًا لــبـــاس الركّـــــعِ |
أمّـــارة بـالســـوء دون مـنـازع |
ولــذا رمــتــنــي بــالـلـحــاظ الـمــوجـــعِ |