|
إِلَى حَفْلِنَا يَا فِلِسْطِينُ هَيّا |
نُحَيّيِ فَتَى المَجْدِ صِنْوَ الثُّرَيَا |
سَمَا اسْمًا وَمَعْنى لَهُ النَّجْمُ دَارٌ |
وَبالخُلْقِ وَالعِرقِ يَحْيَا سَمِيَّا |
كَرِيمٌ إِذَا قِيلَ مَنْ لِلمَعَالِي |
تَرَاهُ المُجِيبَ الأَرِيبَ الأَبِيّا |
فَقَلْبٌ بِحَجْمِ التَّمَنِّي كَبِيرٌ |
وَنَفْسٌ نَدَاهَا سَقَى الغَيْثَ رَيَّا |
وَنُبْلٌ وَعِلْمٌ بِهِ القَدْرُ يَعْلُو |
إِلَى المَجْدِ، وَالفَجْرُ يُغْضِي حَيِيا |
لَهُ فِي دِيَارِ الأَعَاجِمِ فَضْلٌ |
بِهِ عَاشَ فِيهِمْ عَزِيزًا بَهِيّا |
أَتَاهَا عَلَى العَزْمِ مُهْرًا يُحَاكِي |
حُمَيّا الشّبَابِ فَنِعْمَ الحُمَيّا |
فَكَانَ الصَّبُورَ وَكَانَ الهَصُورَ |
وَكَانَ بِهَا الطَالِبَ اللوْذَعِيّا |
وَأَمْسَى طَبِيبًا نَجِيبًا مَهِيبًا |
بِأَمْجَادِهِ الشَّرْقُ يَشْدُو حَفِيّا |
لَهُ فِي سِجِلِّ النُّبُوغِ اعْتِبَارٌ |
وَفِي الفَضْلِ ذِكْرٌ تَبَدّى جَلِيّا |
وَمِنْ دَيْرِ حَنَّا لَأَقْصَى الجَلِيلِ |
بِهِ الفَخْرُ يَمْتَدُّ شَيْئًا فَشَيّا |
يُبَاهِي بِمَنْ قَامَ لِلبَذْلِ أَصْلًا |
كَأَنَّ العَطَاءَ اجْتَبَاهُ الوَصِيّا |
يُؤاسِي المُعَنَّى وَيُؤْوي الغَرِيبَ |
وَبِالأَهْلِ تَلْقَاهُ بَرًّا نَقِيَّا |
فَمَا زَارَهُ مِنْ فِلِسْطِينَ ضَيْفٌ |
بِأَمْرٍ وَلَمْ يَلْقَ خِلًا وَفِيّا |
رَنَوْنا لَهُ حِينَ قَامَ احْتِرَامًا |
لِأُخْتٍ تُنَاجِيهِ نَجْمًا قَصِيّا |
تُحَيِّيهِ رَمْزًا وَتَرْجُوهُ حِرْزًا |
وَتَلْقَاهُ كَالأُمِّ قَلْبًا رَضِيًا |
فَيَهْفُو حُنُوًا وَيَنْثَالُ صَفْوًا |
عَلَى القَلْبِ غَيْثًا هَطُولًا رَوِيّا |
فَيَا «دَيرَ حَنّا» وَأَرْضَ الغَوَالِي |
وَعَرَّابَةَ الخَيْرِ حَيُّوا الصَّفِيّا |
سَكَنْتَ القُلُوبَ حُسَينُ اعْتَرَافًا |
فَلَمْ تُبْقِ فِي الأَهْلِ قَلْبًا خَلِيّا |
أَرَى الدَّهْرَ يَطْوِي دُوَيْلاتِ مَجْدٍ |
وَيَأْبَى لِذِكْرِكَ فِي النَّاسِ طَيّا |