سرُّ الكآبةِ أننى أحببتها
والقلبُ من فرط الجوى يتألمُ
سرُّ الكآبة أننى ذقتُ الهوى
ثم الحياة على النوى هى علقم
سبعٌ مضين على الفراق ولم يزل
طيفٌ لليلى فى السهاد يداوم
طورا يعاودنى فينكأُ جرحَها
طورا يعاندنى فذاك تندم
ولكم رجوت وقد تلاقينا معا
-عند الغدير وقد رنت تتبسم
وتقول أهلا بالذى أحببته
وأقول أهلا بالتى أتغنم
وتحوطنا الأشجار فاح عبيرُها
وتغارُ منا فى الحقول حمائمُ
وتسيل أمواجٌ تداعبُ سوقَنا
وتزودُ عنا فى الهجير نسائمُ
وشقائق النعمان فيما حولنا
طورا تمُيل وتارةً تترنم
وتعطلت لغةُ الكلام وصرَّحت
منا العيون عن الذى يعيا الفم -
لو أن يطولَ بىَّ الكرى لا يقظة
أو أستطيع لمقتفيه أقاوم
فإذا رددتُ إلى الحياة تجددت
نارٌ تَصَاعَدَ حرُّها تتضرم
نارٌ يعزُّ على الزمان شفاؤها
هيهات أبرأُ إن ظننتَ فواهمُ
أو ما ترى فى كل غادية أفتـ
تش وجهها علِّى أفوز وأغنم
أو ما ترى أنى لكل دروبها
متعاهدٌ متربصٌ أترسمُ
وإذا رأيت شبيهها بى هزةٌ
بى لوعةٌ لا تنتهى أو ترحم
قد تنثنى من جانب أنسامُها
فأميل نحو أريجها أتوسم
مستبشرا علَّ الذى قد جاءنى
أثرُ الحبيبة أقتفيه وأنعم
فأهيم منكبا أعالج فرحةً
فإذا الذى أرجوه منى ينقمُ
إنى بُليت بحبها لا مهربا
لا أدعى جلدا فذاك تهكم
داءٌ به أنا مغرمٌ لا أبتغى
منه الشفاء وحرقتى قد تختم
فهو الدواء إذا عدلت وإنه
لى جنة منى دنت وجهنم
كتبتها فى مدينة أميان بفرنسا فجر الثلاثاء 20/4/2005