(اطلال أم)

اطلال أم

شقشقة عصافير الجنة، وهى تحضن صغارها فى أعشاشها فوق شجرة النيم المعمرة، التي تقف منتصبة، خلف نافذتها الزجاجية المعتمة كعدسة عينيها الغائرة، تذكرها إنها مازالت على
قيد الحياة، شق عليها الإعتراف للآخرين أنها تعيش عزلة مريرة. تركها الجميع لقدرها. والوحدة القاسية تنهش جسدها الهزيل المتكورعلى السرير. تغفوا ثم تصحو لتسأل خادمتها التي تحت إمرتها:
ــ كم الساعة الآن...
فوحدتها جعلت نظرتها للخادم نظرة اجتياح عاطفى، تهتم بها وتبادلها الحديث المبهم، فهى لاتفهم ماتعانيه من خواء. بما أن الساعة الجدارية تتوسط الحائط، وترسل إشارات ضبط الوقت عند كل ساعة، لكنها أرادت تبادل الحديث معها، فهى صامته منذ الصباح...
ــ العاشرة مساء ياسيدتى..
أطرقت برأسها حزينة:
ـ إنتهى يوم العيد.. ولم يأتى ابنى لزيارتى.
همست الخادمة وهى تقدم لها العشاء:
ــ لقد اتصل فى الصباح الباكرعلى عجل فى طريقه مع زوجته لقضاء العيد مع أهلها.
تأوهت مستسلمة:
ــ آهه.. كنت انتظرسماع صوته منذ صباح العيد.. .لماذا لم تخبرينى..؟
ــ طلبت منه ذلك فاغلق هاتفه. فلم أخبرك حتى لاتقضى يوم العيد حزينة. تأمرينى بشئ.
زفرت زفرة حارة وسالت دمعة حاولت اخفائها عن الخادمة ولكنها ما استطاعت:
ــ لا شئ إذهب للنوم بارك الله فيك.
انصرفت الخادمة وفى نفسها مرارة، فهى تحب مخدومتها الكريمة الأخلاق وتحزن لحزنها.فقد هدرت سنوات شبابها الغض، بعد أن توفى زوجها عنها وتركه صغيرا، وضعته فى حدقات عينيها، وعملت فى الحياكة حتى أصابها داء الربو اللعين، لتوفر له حياة كريمة بعيدة عن المذلة والعوز المادى.
همهمت الأم محدثة نفسها:
ــ ابنى الوحيد لا يكترث لوجودى.. لهذه الدرجة خرجت من حياته..سامحك الله.

إنه العقوق ..
ماأشد العقوق وما أبشعه حينما يكون الأبوان في كبرهما وضعفهما في أشد
الإحتياج إلى حنان أولادهم.. ياويل هؤلاء من الله .. ألم يسمعوا قول الرسول
صل الله عليه وسلم: (إن سخط الرب في سخط الوالد وإن رضا الرب في رضا الوالد)
إنهم لو صدقوا في طلب مرضاة الله ورحمته لوجدوها في بر الوالدين .

لأمك حق لو علمت كبير *** كثيرك يا هذا لديه يسير
فكم ليلةٍ باتت بثقلك تشتكي *** لها من جواها أنةٌ وزفير
وفي الوضع لو تدري عليك مشقةٌ *** فكم غصص منها الفؤاد يطير
وكم غسلت عنك الأذى بيمينها *** ومن ثدييها شربٌ لديك نمير
وكم مرةٍ جاعت وأعطتك قوتها *** حنواً وإشفاقاً وأنت صغير
فضيعتها لما أسنت جهالةً *** وطال عليك الأمر وهو قصير
فآهٍ لذي عقل ويتبع الهوى *** وواهاً لأعمى القلب وهو بصير
فدونك فارغب في عميم دعائها *** فأنت لما تدعو إليه فقير

عزيزتي سعاد .. أين كنت , ولما إختفيت ـ لقد إفتقدتك كثيرا
تحياتي وودي والورود.

العقوق أبطاله كثر ... وهو معصية يحاسب عليها المرء
قصّة توقّعت أن تكون حبكتها أقوى من كاتبة مندعة مثلك أخت سعاد
تمنّيت أيضا مراجعتها لغويّا لكثرة الأخطاء فيها
بوركت
تقديري وتحيّتي

الاخت نادية
تحية طيبة
لا أراك الله فقدا شكرا على الكلمات الطيبات.. تاخذنا المشغوليلت وبطش المعيشة عن الكتابة.. كنت متخندقة لإكمال رواية كان العهد بها قديما أزلت عنها الغبار وحاولت إكمالها..من الوقت الذى أجد نفسى فيه كاتبة.و وغير ذلك أغرق فيما أراه يحدث لثورات الربيع فتصيبنى الكآبة. المهم انا مازلت عند وعد بزيارتك فى ليبيا يا أعز الناس.

الأخت الأديبة كاملة
تحية طيبة
لقد صدقت فيما ذهبت اليه بأن النص به مايشوبه..بعد أن قرأته وجدته كذلك.. والله هذه الايام مصابة بكآبة الربيع العربى.ماهذا الذى نعيش فيه؟آمل أن تزول عنى هذه المشاعر السالبة لذلك عزفت عن المشاركة الأيام الفائته.أنا بشكرك على المرور والتوجيه ولنتقى فى نص أقوى يكون عند حسن الظن.. ودمت بخير

تحياتي اختي سعاد
العقوق ..وآه للعقوق ..انها ازمة اخلاق.
تلك الأزمة الني نعيشها هذه الأيام بكل مافيها ..انفلات اخلاقي ضرب بكل شئ.لم يبق ولم يذر..
اشاركك الكأبة والألم،فوالله حين أن أجلس امام التلفزيون،او اتصفح الفيس بوك ..او امشي في الشارع اشعر بالمرارة.
ماهذا الذي يحدث؟! كأننا نعاقب ان انفسنا علي الحرية التي أخذناها
تفبلي تحيتي

الاديب الحارس
شكرا على المرور والعقوق الذى صار سمة العصر.. إن الوجدان العربى اضطرب فما عدنا نحِن لوالدينا بسبب الشتات والضياع. أناأحن الى الحياة القديمة حيث الاسرة مجتمعة حول التلفزيون أو الراديو يتابعون مسلسلا عربيا بشغف.. هل الفضائيات أصبحت لعنتنا ترهقنا بمنظر الدماء والاشلاء والدموع من صنع ايدينا تجاه ابناء جلدتنا.. ماهذا الذى يحدث فى سوريا فى تونس فى ليبيا فى السودان فى مصر فى انسان عاقل يقول لرئيس منتخب أرحل.. مازال العرب أصغر من إرتداء ثوب الديمقراطية ولكن الثورات جاءت مبكرة.آآآآآه من جهل الشعوب العربية.لذلك جاءت كتاباتى دون تركيز.. هذه الأيام عزفت عنها كليا..أبحت عن كتاباتى القديمة أصوبها ولله الأمر.

كم باتت صلة الرحم واهية في زمن المصالح

مشاعرنا باتت كخيوط العنكبوت وربّما أوهى

طرح رائع لقضيّة مهمّة غاليتي

دمت بألق حرف

مودّتي

همسة : لم يأتِ

فاتن

صورة من صور العقوق المتعددة الألوان والأثواب والذي أصبح سمة من سمات العصر
في زمن أصبح البر عملة نادرة إلا من رحم ربي
بوركت واليراع
ومرحبا بعودتك أديبتنا الفاضلة
تحاياي وزهر الأوركيد

الاديبة فاتن
عاطر التحايا
شكرا على مرورك البهى وتعليقك الجميل عن صلة الرحم هذه عملة نادرة الوجود كيف تتم الصلات الطيبة وقد تفرق الأحباب والاهل فى المنافى والهجرة والأغتراب والسجون والحروب..أشفق على امهات الربيع العربى كل يوم فقد عظيم للأبناء.. شكرا على الهمسة كمان همسة منى شوفى كيف سقطت الهمزة من عرشها فى (اطلال) فضيحة لغوية بجلاجل الحمدلله الاستاذة ربيحة والاستاذ مصطفى حمزة ماشرفوا ضعيها على عرشها رجاءأً لك مودتى