|
تعالي فهذا الصباحُ الجميلُ |
يبدِّدُ جرْح السُّهادِ العصيبٍ |
و يبْعِدُ عنَّا زحامَ الهُموم |
ويَفتحُ بابَ الزَّمان القشيب |
تعالي فمازال نهْرُ الحنين |
يَمرُّ فَيرْوي شِغافَ القلوب |
ألفْتُ من الدَّهر كلَّ الجفاء |
فكوني الحنَانَ و خيرَ الوهوب |
فما كنتُ يوْمًا أريدُ الفراق |
ولا كنْتُ أبْغي حَياةَ القطوب |
تعالي فما أجْملَ الأمْنيات |
إذا الكونُ مزَّقَ ثوبَ الشحوب |
بِبعْدكِ جَفَّتْ وُرودُ الغَرام |
وبَعْثرَها الدَّهرُ بينَ الدروب |
تعالي و لا تَتْركيني أعاني |
فمَاعادَ في البُعْد غيْرُ الخطوب |
تَعبْتُ منَ الجرْي خلفَ السراب |
وأَعْيا الفؤادَ دوامُ الكروب |
فلا رَاحةَ الخافق المُسْتهام |
إذا راحَ عنْهُ حنانُ الحبيب |
فأنت السعادةُ لوْ تَفْهمين |
وأنتِ السكينةُ للمُسْتريب |
و أنتِ الأمانُ إذا أظهر الدهْرُ |
وجْهًا مُخيفًا كثيرَ العيوب |
تعالي نُكسِّرْ قيودَ الشقاء |
وندفنْ ِحياةَ الأسى و النحيب |
و نصْنعْ قُيودَ السُّرور الفريدِ |
و نسْمَعْ لأغْنيةِ العَنْدليب |
فإنَّ الضَّياعَ قريبٌ إلينا |
إذا لمْ نكنْ سُعَداءَ القلوب |
تعالي نُعانِقْ نجومَ السماء |
لتنْفضَ عنَّا غبارَ الشحوب |
تعالي فقدْ ضاعَ منَّا الكثيرُ |
وأضحى البعادُ كوحْشٍ رهيب |
لقدْ جئْتُ أحْملُ وردًا إليكِ |
وقلبًا يَودُّ دواءَ الكرُوب |
فمدِّي يَديْك ليرْحلَ عهدٌ |
قَليلُ الهُدوء كثيرُ اللغوب |