احتباس حضاري
أضَعْتُ هُويّتي، وأرحتُ راسِي
وفَصَّلتُ الزّمانَ على مقاسِي!
هنا أمضيتُ عمراً يا بلادي
أقاسي في العروبةِ ما أقاسي
فما أسمعتُ للسلطانِ صوتاً
ولا غامرتُ في فكرٍ سياسي
وإني إنْ جَرى في القدسِ قصْفٌ
فلا أدري لـ"فتحٍ" أم "حماسِ"!
ولا أدري أفي الشام اقتتالٌ
أم التاريخ عادَ للاقْتباسِ؟!
أبو جهلٍ ومَن والَى عليَّاً
وخيلُ بني أميّةَ والنُّواسِي
فكلُّ في الشآم لَهُ لواءٌ
وعينهمُ على القصرِ الرئاسي
وفرعونٌ وفتّاحٌ وسيسي
ومرسي طارَ في وقتٍ قياسي
وكلٌّ يحتسي سُمّاً زعافاً
ومِصرٌ تحتسي سُمَّ الكراسي
إلى بغدادَ.. وامسحْ دمعتَيْها
فقد جفَّ الفراتُ من المآسي
فلستَ تَرى سوى الأحزانَ تترى
وقَلَّ بها المؤاخي والمواسي
وإنْ بَرْقُ الحجاز أنارَ عَدْنٍ
ترى "المخلوعَ" يركضُ باحتراسِ
بـ"برقة"َ أو بـ"تونس"َ ليسَ فرقٌ
فكلٌّ ذائقٌ من مرِّ كاسِ
أنا العربيُّ ما أَنصَفتُ نفسي
ففي كلّ العصور تضيعُ طاسِي
أنا أُلبستُ ثوباً غيرَ ثوبي
وما فَصَّلتُ في يومٍ لباسي
ولستُ أرى بفأسي رأسَ قومي
وإن وقعتْ برأسِ القوم فاسي
أنا من جملةِ الأسماءِ إِسمٌ
فلا تسألْ عن الإسم الخُماسي!
23/7/2015