1
"شد" باجدي
"شد" -باجدي- كان عزيزا، كم رأيتها تدسه في الخزانة بعد كل عملية توظيب،تقبله طويلا ثم تقول: فيه أشم رائحة الأرض وأحس دفء الشمس.
تخرجه فقط عند كل ولادة لتحزم به بطنها المترهل بعد أن تضع تحته "بلغة" -باجدي-
والنساء يصلين على النبي بينما تشده القابلة بإحكام مؤكدة:
"هكذا سنصلح ما أفسده الوليد القادم من مظهر أمه"
2
من دخل غرفتي...؟
أحست بالدفء، بهدوء فتحت عينا ثم الأخرى، تمططت، تثاءبت في غنج قبل أن تنتبه أن رسائله التي ألفت الاصطباح بها قد تبخرت!!... ولا واحدة على رف مكتبتها. نطت من الفراش، عبرت الباب وتدلت من سور السلم صارخة "دادا... دادا... من دخل غرفتي...؟"
3
حَريڤْ
مَراكبٌ وَرَقِيَّةٌ طَفَتْ عَلَى الطَّاولَةِ الغَارِقَةِ في كَأْسِ النَّبيذِ المَهْروقِ...
نَظَرَ إليْهَا بِبَلاهَةٍ أو بِبَداهَةٍ ورَدَّدَ:
"شِي نْهَارْ غَادِي نَحْرَڤْ"
نَظرَتْ إليْهِ وهي تُصْلحُ هِنْدَامَها,وشَعْرَها المُبَعْثَرِ -كانَ تحْتَ رَحمةِ أصابِعِِهِ العابِثَةِ- وقالت:
"عنْداكْ تَحْرَڤْ سَرْوَالَكْ"
4
أَشْرِعَةٌ منْ ضَبابٍ
لمّا راوَدها شيطانُهَا وَقََفَتْ علَى عَتَبَةِ الدَّارِ وصَاحَتْ :
مَنْ يَحْمِلُني إلى المَرْكَبِ البَعيدِ، لَهُ حَدَائقُ البُرْتُقالِ يَقْطِفُها...
حَمَلوا المَرْكَبَ إلَيْهَا، وَدَخَلواحَدَائقَ البُرْتُقالِ قَطَفُوهَا.
5
"البوستيش الأسود الطويل"
على مدى النظرة، تسمرت عيناه على شعرها الطويل، ليل مسربل بوعود جموحة.اقترب ملوحا بكأس شانمانيا
"تشين ... تشين... في صحة الزين"،
"مشينا ..."، قال.
قالت: مشينا .
في الغرفة، جلس يتظاهر بمسح نظارته السميكة، في الحمام نزعت "البوستيش الأسود الطويل "
تبا، قال.
خذه إذن ، قالت.
ثم انصرفت.
6
مع فارق بسيط...
مهرولة عبرت الدرب ، كان يوشك أن يدرك محطته ... ألقت بنفسها في حضنه مغمضة العينين، بعد عشرين دقيقة ...كانت أمام محطتها ...،لفظها بلا روية وألقاها أرضا، كانت تصرخ ملء السماء ، آآآه ...
تحرك دون أن يعيرها أدنى إلتفاتة، بينما كانت على الرصيف، وسط جوقة من البؤساء الحاجين إلى مقرات عملهم، مثلها تماما، مع فارق بسيط : هم وقوفا و هي على الأرض تتأوه ...