هديّةقالت الأمّ لابنها:
العيد هو فرحة للقلب، ومتعة للنّظر، وراحة للجسد.. فقاطعها مغتاظا:
كيف سيكتمل هذا الثّالوث وقد غادرت أجسادٌ أوطانَها، وفارقت قلوبٌ محبّيها، وتورّمت العيونُ مآقيها؟
كيف سنفرح، والنّزاعات مزّقت بسكاكينها براقع الفرح؟ والحرب هدمت بويلاتها مباني الأمل؟ والأحقاد طمرت بطميِها منابع الخير؟
ابتلعت الأمّ غصّة مشاعرها وقالت:
رغم هذا.. لا بدّ من شدّ أحزمة الإرادة لنسيان ما يعكّر صفو المشاعر، واغتنام لحظات نسمح فيها للفرح بالتّسلّل إلى دواخلنا، وإضاءة قناديل البهجة فيها؛ كي نشدّ عضد الصّمود في وجه عاتيات الرّياح، ونصدّ موجات الحزن على شواطئ التّحدّي.
لفّ قماط الصّمت المكان، والابن يجول في جنبات البيت المخرّمة جدرانُه، المتطايرة ألواحُ سقفه، ثمّ حملق في وجه أمّه فأحسّ بشعاع من السّعادة المشتهاة يخترق مشاعره، ثمّ ركض نحوها ليقدّم لها أجمل هديّة، لكنّها لم تحظ سوى بيد واحدة!