لطعم الرضاب شهوة الحياة وغريزة البقاء وتشكل الغيم في صفحة السماء....رضابها نبيذ معتق يمزج روحك بطل وندى كوثري....فيصبغها بلون ساعة السحر...ويعطيك المدى راحلة تركبها...وبقاياه مدادا لكتابة قصائد شعر...وتذوب كقيس على رمال الصحراء...وتأتيك باسمة فيضيء سناء ثغرها ارجاء روحك المنسية....ويداعبك نسيم عطرها... وتنعشك رائحة الوطن في خضاب يديها... وتدعو رب السماء ان يجعلك غيمة تمطر طلا ...ليبقى اللمى عذبا يقطر عسل الرضاب.
وتمضي القافلة في صحراءك القاحلة تبحث عن سراب تشكل في مخيلتك الضارب فيها هوس اللقاء....ورمضاء روحك المستعر لهيبها تبحث في تيه الصحراء عما يطفيء ظمأها...وانت متوحد في طعم ذاك السائل العجيب...تنقب في كل مجاهيل ذكرياتك المصابه بداء البهت عن شذرات او بقايا جزء ندي من سمرة اللمى...فشرع يهيىء قصائده وحرارة وجدانه ليفرشها لروحه المتعبة لتغفو في ظل قبلته الموعودة.
وهي كملاك تقترب وتبتعد...تنثر الياسمين تارة وتارة يضحك قلبها فيثير فيه رغبة الحياة من جديد...تبتسم من عليائها فيتورد وجهه الشاحب...تلمسه كما البحر فيشب عن الطوق كما شب عمرو.