غاب عني
أَيُّها الدَّهرُ لمْ أجدْ فيك سِتْرًا.......لفؤادي و طال فيك اضطرابي
أيُّها الدَّهرُ أينَ راحَ حبيبي...........إنَّني منْه غارقٌ في العذابِ
غابَ عنِّي فغاب عنِّي سُروري.....و غدا العيْشُ ضيَّقَ الجلبابِ
أيها الدهرُ هلْ يعيشُ سعيدًا......أمْ يعيش الشقاءَ في الاغتراب
سَكنَ البعدَ فانتهتْ قصّةُ الْحُبْ......بِ بدمعِ العيون و الاكتئاب
صارَ بَيْني و بينه كمْ طريق............و خلاءٍ و حاجز وحجاب
بَعْدما كانَ وَرْدَةً في رياضي........حُسْنها ساطعٌ كَمِثل الشهاب
كانَ شمْسًا تنيرُ بالنُّور عيشي.......و دليلاً في جيئتي و ذهابي
قدْ تولَّى الصَّباحُ حينَ تولَّى..........و أتَى الليْلُ حاملَ الأوصاب
حُبُّنا بالفراق صار عذابًا ............و لقدْ كانَ مثْلَ برْد الشراب
إنَّ هذا الفراقَ عِبْءٌ ثقيلٌ............لَيْته في الحياة ما دقَّ بَابي
عذَّبَ السُهْدُ مُقلتي وَ غدا اللَّوْ....مُ على النَّفس مِنْ أَشدِّ العقاب
قدْ أصاب الفؤادَ سُقْمٌ و داءُ الْ..........حُبِّ سقمٌ يهدُّ كلَّ مُصَاب
صرْتُ أَحيا مع الهُموم وحيدًا.......و أخو الهمِّ دائمًا في العذاب
منذ أنْ راحَ لمْ يغبْ عنْ خيالي........طَيْفهُ حَاضرٌ معي كالثياب
عشْتُ وقْتًا مثل الطُّيور سَعيدًا............و حياةُ النعيم للانقلابِ
أيُّها الدهرُ إنَّني تائهٌ في.............الأرض مثلَ الذي بلا أحباب
تارةً أشتكي إلى النجم كلَّ هَمِّي........ و حُزْني و تارةً للسَّحاب
ضاعَ أَمْسي و لمْ يُخلِّفْ سوى قلْبٍ......جريحٍ بصَوْلة الأوْصابِ
من قصائدي السابقة