بسم الله الرحمن الرحيم
(وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فَلَا فَوْتَ وَأُخِذُوا مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ 51 وَقَالُوا آمَنَّا بِهِ وَأَنَّى لَهُمُ التَّنَاوُشُ مِن مَكَانٍ بَعِيدٍ 52 وَقَدْ كَفَرُوا بِهِ مِن قَبْلُ وَيَقْذِفُونَ بِالْغَيْبِ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ 53 وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ كَمَا فُعِلَ بِأَشْيَاعِهِم مِّن قَبْلُ إِنَّهُمْ كَانُوا فِي شَكٍّ مُّرِيبٍ 54 ) سبأ
في تدبر هذه الآيات الكريمة وما ورد في تفسيرها في كتب التفسير المختلفة أنها تبين حالة فزع كل من لا يؤمن بالله تعالى حق الإيمان عندما يقع في الهلاك المحقق المؤدي إلى الموت لا محالة، ولذلك ذهب المفسرون إلى ذكر عدة أحوال تؤدي إلى ذات الموقف والحال, وأذكر أهمها :
1- حالة وقوع مصيبة الموت بالكافر وحاله في قبره . فيحل الفزع في قلبه ولا مهرب منه.
2- عند البعث من القبور والتحقق من وقوع العذاب الأليم في جهنم.
3- ذهب بعض المفسرين أن هذا العذاب يقع في الدنيا ويمثله هلكة المشركين يوم غزوة بدر الكبرى.
4- ذهب مفسرون أخرون إلى وقوع ذلك بالحيش الذي سيتوجه لغزو مكة فيخسف الله به الأرض .
ما يؤيد حادثة الخسف أن بداية الآية الأولى تبدأ بحرف لو وهو امتناع لامتناع أي لن يراها النبي صلى الله عليه وسلم لأنه لن يكون حياً حين وقوعها ولكن الله تعالى يخبره عنها كاشفاً غطاء غيبها عنه وحياً صادقاً بالقرآن الكريم.
وقد وردت أحاديث شريفة في الصحاح تخبر عن هذه الحادثة في آخر الزمن ، منها:
عن عائشة قالت قال رسول الله ( يغزو جيش الكعبة فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم قالت : قلت يا رسول كيف يخسف بأولهم وآخرهم وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم قال يخسف بأولهم وآخرهم ثم يبعثون على نباتهم ) - البخاري