ظبْيةُ البان
ظبْيةُ البَانِ بينَ تلك الورود........سَحَرتْني بحسنها المشهود
وَ رمَتْني عيونُها بسِهَامٍ............فأصابتْ قلبي برَغْم الجُلود
مَرَّ وَقْتٌ و جَاءَ وقْتٌ و لكنْ.....حبُّها ظَلَّ حاضرًا في وجودي
إنَّ شوقي دومًا إليها كبيرٌ......مثل شَوْق الرَّامي إلى التسديد
كُلَّما قدْ سألتُها جاوبتْني.....عنْ سُؤالي بالصَمْتِ أَوْ بالصدود
ضاقَ صدري فما أَردْتُ حياةً...ليسَ فيها الوئامُ غَضَّ الورود
إنَّني أكرهُ الصدودَ كثيرًا..............فَهْو بابٌ للهمِّ و التسهيد
لا تُريدُ اللّقاءَ بي وَهْيَ تَدْري........أنَّني في الغرام جمُّ القُيُود
أَدْخلتْني بفعْلها عالمًا لمْ.......ألْقَ فيه سوى الأسى و السُّهود
غَرَّني حُسْنُها وَ لكنْ لهَا قَلْبٌ..........عديمُ الشعور بالمعمود
فَأنا غَارقٌ و مَا أنقذَتْني..............يَا لهَا منْ قَساوة الجلمود
لَيْتني كنتُ قادرًا في الهوى أنْ...أمنعَ الضرَّ عنْ فؤادي الوحيد
صرْتُ منْ حبِّها مَريضًا و قَدْ كنْتُ......صَحيحًا و دائمَ التغريد
فشفائي و إنْ طغى الداءُ موْجودٌ...... إذا ما رقَّتْ لقلبي العميد
فهْيَ مَنْ تَسْتَطيعُ مدَّ فؤادي............بحَياةٍ مَفْروشَةٍ بالورود
نال منِّي فَرْطُ الصدود كثيرًا..........لَيْتها ما تعاملتْ بالصدود
شَجنُ الأَمْس ذَاتهُ شجنُ اليَوْم...متى الحزْنُ يَخْتفي منْ وجودي
ليْتَني ما رأيْتُها في حياتي..........كنْتُ مُسْتمْتعًا بحُلْو الهُجود
ليتني ما أزالُ طيْرا مُقيمًا............عنْ شِباك الهُموم جِدَّ بَعيد