المشاركة الأصلية كتبت بواسطة د. سمير العمري
بارك الله بك أيها الحبيب شاهر وزادك الله من فضله أدبا جما وندى نفس ونقاء كبيرا!
وإني أشكرك على ما تفضلت به من ثناء ومن هجاء ومن عتب، وقبل أن أرد على الشعر دعني أرد على الشعور.
أما الشعور فهو يكشف لكل ذي رأي ما أعرف من نقاء وصدق ورقي أخي شاهر. إنه رجل شفاف ظاهره كباطنه يتصرف بشكل تلقائي بصدق ووضوح فإذا غضب يغضب بلا مواربة وإن عتب يعتب بلا مجاملة وإن رضي يرضى بلا دخن. هو إذا لا ريب ذو شخصية انفعالية تدل على النقاء والشفافية من جانب وتدفعه حينا لنزق عابر أو غضب ثائر لا يلبث أن يراجع فيه نفسه ويلتزم الحق والعدل لأنه ذو خلق كريم وأدب جم ووفاء كبير. ولعل ما كان هناك من جدل وما كتب هنا من عتب لدليل كبير على أنه لم يحمله الغضب للجور والشنآن ولئن كان ثمة صخب فهو من شديد العتب على أخ يحبه ويجله ليس إلا.
الآن ... هل هو صاحب حق فيما كان؟؟ ... الجواب الصادق الناصح أيها الحبيب أن لا ... لم تكن على صواب فيما فعلت هناك. أنا أفهم أنك تريد أن توصل الأمر كاملا وأن ثمة أمر قديم وحوار لم ترتح له وأكاد أخمنه بأنه ربما يتعلق بمدى شاعريتك وأنك غضبت لذلك الرأي ، ولكن يبقى هذا موضوعا مستقلا ولا يصح أن نخلط الأوراق ، والحبيب أحمد الجمل إنما حكم على ما ظهر له من تصرفك الذي جاء تحت تأثير بعض دخن في النفس وبعض صخب في الرد دون مبرر ظاهر ، وهو لم يطعن فيك ولا في فحولتك يرحمك الله وإنما قصد أن الموقف لم يكن ليصدر عن قيم الرجال. ورغم هذا كنت اعتذرت لك بشكل رسمي عن أي شيء يمكن أن يكون عندك إساءة لك، فأرجو أن تصفو نفسك من هذا الجانب.
أما عتبك على عصام فهو بينكما كوننا لا نعلم بحقيقة تفصيلاته ، والصواب أن لا يطرح على العام فهكذا هو خلق الرجال ، والذي أراه أن الذي بينكما لم يمنع وجود الحب والتقدير والثناء ، ون كان الذي بينكما هو خلاف حول الشعر أو الشاعرية فهذا هو دون أن يكون سببا لفقدان صدق إخاء وصداقة خصوصا وأن كلاكما شاعران مجيدان ولكن بنكهات مختلفة ، والشعراء هم كالنجوم في السماء كل له مداره واتجاهه والأفق يتسع للجميع ففيم التنازع فيما لا يغير شيئا من الواقع والذي لا يكون منه إلا التناجش والتباغض وذهاب الريح والألق؟؟ أقول رب ضارة نافعة ولعل في هذا ما يمسح عن القلوب أدرانها ويجدد عهد الحب والإخاء وهذا ما أدعوكما من القلب إليه.
أما عنك فأنت شاعر مفطور كما قلت في رد سابق وروح الشعر تجري حية فيك ، ولكن الشعر أيها الحبيب هو حالة وهالة ، والشاعر الفطن هو من يصقل موهبته ويتمكن من أدواته ما استطاع ، واللغة نحوا ومفردة وأساليب وعروضا هي أسس العمل الأدبي ورأس مال الأديب .. أو إن شئت تلك هي الجسد والموهبة الشاعرية هي الروح فإن ائتلقت الروح وتهندم الجسد بلغ النص مدارات الألق والجمال ولقت إليه العيون والأعناق كغيداء حوراء نجلاء هيفاء حازن كل ملامح الجمال وحازت كل معاني الذكاء والروح الرقيقة الحانية. وأما إن كان الجسد مشوها مترهلا والملامح غير جميلة ولا رشيقة فإن جمال الروح قد لا يشفع عند بعضهم وقد يشفع قليلا عند بعض آخر ولكن لن يمنعهم من قول ... هي جميلة الروح لكن!
وأما بخصوص الشعر فهنا كان الشعر ارتجالا من روحك الشفافة وعبر عما في نفسك مما قيل ومما يفهم دون قول ، ولكن القصيدة رغم وجود ملامح جمالية مدهشة في بعض مواضعها إلا أنها أصابها الكثير من هنات النحو واللغة والعروض حيث أنك خلطت بين متفاعلن ومستفعلن وهذا شوش وأربك الجرس في عدة مواضع، وكما شرحت آنفا فلا يشفع لك أيها الحبيب أن تقول أنا لا أعرف في النحو ولا في اللغة ولا في العروض وسأكتب الشعر كما أشاء، ولعلني أسوق هنا مثلا مهما في هذا الأمر ألا وهو الشاعر المحلق محمد ذيب سليمان وهو الذي لا يفتأ يؤكد أنه "ضعيف" في النحو وفي الإملاء ولكنه أصر على أن يصحح هذا كله وأن يصقل موهبته هذه حتى بات يعد أحد أكبر شعراء هذا العصر.
وأنا شخصيا أعتز بهذه القصيدة وأعتبرها هدية كريمة بما فيها من ثناء ومن هجاء ، ورجائي هو أن تعيد ضبطها من حيث اللغة والعروض لأتفاخر بها وليسجلها التاريخ لي ولك فهل تستجيب لطلب أخيك المحب؟؟
وأما قبولك فأنت هنا في بيتك وبين إخوتك وأحبابك ، ووالله ما كنت لأدعك تتركنا أو تهجرنا مطلقا ... وكنت لاحظت غيابك بضعة أيام وكنت عزمت النية أن أنتظر أسبوعا قبل أن أبحث عنك وأحدثك لتعود راضيا كريما. وإني في كل الأحوال أنتظر منك أن ترسل لي على الخاص رقم هاتفك كي لا تستطيع أن تهرب منا يوما مهما طغى نزغ شيطان في محبة إخوان.
طب نفسا فإنك عندنا حبيب كريم ، وليس في الواحة إلا المحبة والصفاء والنقاء ، وأنت شاعر كريم نعتز به ونسعد بوجوده فاصهل ما شئت أو فانهق إن أردت
فكل ما يأنينا منك هو محل تقديرنا واحتفائنا.
تقديري